تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المقامرة على النفط

المقامرة على النفط 2024.

تقرير أوبك 42015 يصف هبوط أسعار النفط اعتبارا من يونيو 2024م وحتى يناير2020م بأكثر من 50 دولار للبرميل, بالمقامرة على النفط. الجميع أنصرف لأعتبار المسؤول الأول والأخير هو فائض العرض القادم من الدول الغير منضوية تحت مظلة الأوبك في ظل ضعف الطلب, وهو بالطبع المتهم الجاهز دائما. ولكن التقرير يلفت الإنتباه إلى عامل رئيسي آخر وهو عامل التخمينات والتوقعات, ويشير التقرير إلى تأكيد السكرتير العام لأوبك أن المقامرين قد لعبوا دورا في هذا الهبوط الذي وصل إلى نحو 60%.

على صعيد آخر ومع قرب دخول إيران إلى السوق خلال الأشهر القادمة, وفي الوقت الذي تعتمد المملكة العربية السعودية سياسة ترمي إلى عدم تخفيض مستويات إنتاجها الحالي, فإن التوقعات تشير إلى هبوط آخر في أسعار النفط بعد الأرتفاعات الطفيفية في الشهور القريبة الماضية.

ثم علينا أن نتوقف كثيرا أمام تباطوء الاقتصاد العالمي, وتباطوء الاقتصاد الصيني الذي ظهر جليا في الربع الأول من عام2020م. وهذا يعني ببساطة المزيد من إنخفاض الطلب على النفط خاصة مع سعي دول عديدة في العالم سعيا حثيثا نحو الطاقة المتجددة, وأوضح مثال لذلك هو ألمانيا التي تمكنت من رفع نسبة الطاقة المتجددة لديها إلى ما يفوق ال 30%. إذا أضفت هذا إلى تزايد العرض مع فوضى التوقعات والمقامرات فكيف يمكنك تخيل سوق النفط في المستقبل القريب ؟

بالتأكيد لا زال النفط محركا رئيسيا للأقتصاد العالمي ومن المتوقع أن يظل كذلك لخمسين عاما أخرى. لأن النفط ليس الطاقة فقط, وليس وقود السيارات فقط ولكنه أيضا عنصر رئيسي في صناعة الاسمدة والبتروكيماويات, أو بكلمات أبسط فالنفط هو جزء أساسي من غذائك, دوائك, تسوقك, تنقلاتك, وحتى قمامتك اليومية. ولكن هل هذا يحل المعضلة أم يزيدها تعقيدا؟

وبدون الدخول في تكهنات وتوقعات نفاذ النفط الذي سيحدث إن آجلا أم عاجلا, من حقنا أن نسأل هل يمكننا الأستمرار في الرهان على النفط؟ خاصة بالنسبة للدول النفطية التي ما زالت تعتمد على النفط, لها أن تسأل هذا السؤال بجدية.

إن إتجاه دولة مثل دولة الإمارات إلى الطاقة المتجددة يرسم أمام دولنا العربية سبيلا جديدا وطريقا صحيحا, لكنه مجرد بداية. نحتاج ليس فقط لإيجاد بدائل للطاقة وإنما أيضا لإيجاد وسائل جديدة لإنتاج غذاء صحيا بعيدا عن الأسمدة والكيماويات, وإيجاد وسائل لأصلاح تربتنا الزراعية التي أهترأت وأجهدت, والبحث والتطوير لإيجاد بدائل للبتروكيماويات.

العالم بدأ في هذا الإتجاه وعلينا أن نبدأ نحن أيضا.

لمزيد من المعلومات amrshoukeir@aac-solutions.com

رائع أحسنت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.