تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المسلمون على أبواب الخير في شهر الهدى والفرقان

المسلمون على أبواب الخير في شهر الهدى والفرقان 2024.

  • بواسطة
ستعد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونفس كلِّ واحد منهم تعتلج بألوان شتى من المشاعر والمعاني، فمنهم من يأمل أن يُعَوِّضَ ما فَاتَهُ، ومنهم متحفزٌ لرحلة إيمانية جديدة..

ومن المعلوم أن الله – سبحانه وتعالى – قد خَصَّ الشهر الكريم بمزايا لا تتوافر في غيره من الشهور، حيث يَفْتَحُ أبواب الخير فيه، وهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وهو شهر المِنَح والهبات، وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)، «أخرجه مسلم».أهلاً رمضان

* أهلاً بك يا رمضان، ننتظر رؤية هلالك، لنسعد بلقائك ونبتهج بقدومك، لنردِّدَ معاً قول النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي كان يُرَدَّده عندما يرى الهلال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا باليُمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه»، (أخرجه الترمذي).

* أهلاً بك يا رمضان، يا شهر الخيرات والبركات، كيف لا؟ والمنادي ينادي كما قال – صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، وَذَلكَ كُلّ لَيْلَةٍ»، (أخرجه الترمذي).
* أهلاً بك يا رمضان، يا شهر التنافس في الطاعات والخيرات، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، كما قال – صلى الله عليه وسلم – «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْر بَرَكَةٍ، يغْشَاكُمْ اللهُ فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَة، وَيَحُطُّ الخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلى تَنَافُسِكُمْ فِيهِ، وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْراً، فَإِنَّ الشَّقِيّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَة اللهِ»، (أخرجه الطبراني).

*أهلاً بك يا رمضان، يا شهر المنح والهبات، ومضاعفة الأجر والثواب، كما قال – صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِن الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيهِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ»، (أخرجه ابن خزيمة).

* أهلاً بك يا رمضان، يا شهر الصيام والقيام، كما قال – صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، و«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»»، (أخرجه البخاري). وأُبَشِّرُ إخواني المؤمنين الصائمين ببشارات عظيمة، ومنحٍ كريمةٍ يُبشرهُم بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- هبةً من الله ورحمة:

– فمنها: حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ»، (أخرجه البخاري).- ومنها: ما رواه عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِى حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي»، (أخرجه مسلم).- ومنها: حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»، (أخرجه الترمذي). حكم صيام شهر رمضان صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع: فأمّا الكتاب: فقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، (سورة البقرة الآية (183))، وقوله – سبحانه وتعالى – أيضاً: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، (سورة البقرة الآية (185)). وأمّا السنة: فقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْت»، (أخرجه الترمذي). على من يجب صيام رمضان فرضٌ على كل مسلم عاقل بالغ قادرٍ على الصوم، مقيم، «حيث أباح الله للمسافر أن يُفطر»، وطهارة النساء من الحيض والنفاس، خالٍ من الأعذار التي تُبيح له الفطر، سواء أكان ذكراً أم أنثى.

لذا كان جزاءُ الصائمين الثوابَ العظيم، وعقاب المفطرين من دون عذرٍ شرعي العذاب الأليم، ومن الأحاديث الشريفة التي وردت في هذا الشأن ما رُوي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِنْ صَامَهُ»، (أخرجه الترمذي).
رؤية الهلال

إذا ثبت هلال رمضان وتحققت رؤيته في أي بلدٍ، فإن ثبوته ينبغي أن يلتزم به المسلمون جميعاً، ومن المُخجل أن نثبته في بلدٍ ونأبى إثباته في آخر لا يبعدُ عنه إلا مسافة قليلة قصيرة، فقد جاء في الحديث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلالَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلاثِينَ يَوْماً»، (أخرجه مسلم). نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يكتبنا جميعاً من عتقاء شهر رمضان، يا ربَّ العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.