الاتحاد – 04/02/2015
استثمرت «أكاديميات الدار» التابعة لشركة الدار العقارية، نحو 450 مليون درهم منذ بدء تطوير أول مدرسة ضمت 247 طالباً عام 2024، حتى تأسيس شبكة تعليمية تقدم خدماتها حاليا لنحو 4700 طالب في 5 مدارس بأبوظبي وواحدة بالعين، بحسب محمد المبارك الرئيس التنفيذي للشركة، الذي كشف عن استراتيجية للتوسع تهدف لزيادة عدد الطلاب إلى نحو 14 ألفاً خلال 4 إلى 5 سنوات.
وقال المبارك في حوار مع «الاتحاد» إن الفترة المقبلة ستشهد زيادة استثمارات الشركة في قطاع التعليم، إلى جانب مجالات استثماراتها الأخرى، موضحا أن «أكاديميات الدار» بدأت مؤخرا الأعمال الإنشائية بمدرستين جديدتين في منطقة المعمورة بأبوظبي، وفي جزيرة ياس.
وأضاف أن مدرسة المعمورة تستوعب نحو 1800 طالب وطالبة، ومن المقرر افتتاحها في سبتمبر 2024، موضحا أن المدرسة ستكون مختلطة خلال المرحلة الابتدائية حتى الصف السادس، لتضم بعد ذلك الفتيات فقط خلال المرحلة الثانوية، على أن يختار الطلاب الانتقال لأي فرع من فروع الأكاديمية المشتركة بعد ذلك.
وتابع أن مدرسة جزيرة ياس تضم كذلك نحو 1800 مقعد، ومن المقرر افتتاحها عام 2024، وتشمل المرحلة الابتدائية ومدرسة ثانوية مختلطة.
وأوضح المبارك أنه تم تحديد مواقع أخرى لإنشاء مدرسة ابتدائية في منطقة شاطئ الراحة، كما يتم التخطيط لافتتاح مدرسة في كل من مجمعي الفلاح والغدير السكنيين بحلول العام الدراسي 2024 – 2024.
وأكد المبارك أن المشاريع الجديدة سوف ترفع عدد الطلاب إلى ما يقارب من 14 ألف طالب وطالبة خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة، مضيفا «لدينا اليوم مخططات لتنفيذ مشاريع عديدة من أجل توسيع مدارسنا الحالية وبناء مدارس جديدة، وبالتالي خلق المزيد من الفرص للأسر في أبوظبي».
وقال المبارك إن شركة الدار العقارية قررت عام 2024 الاستثمار في مجال التعليم، رغم أن تلك الفترة كانت تشهد طفرة عقارية كبيرة، إلا أن الشركة قررت الاستثمار في هذا القطاع في إطار التزامها بالمساهمة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أبوظبي ودعم رؤية الإمارة لعام 2030.
وأشار إلى أن هذا القرار لم يتجاهل الجوانب التجارية، لاسيما أن فترة الطفرة شهدت زيادة في معدلات التوظيف مع توافد الكثيرين للعمل بالدولة، موضحا أن الوافدين الجدد كانوا يتطلعون لمدارس ذات مستويات تعليم عالية، وهو ما تم تحقيقه من خلال أكاديميات الدار.
وأضاف أن المرحلة الأولى شهدت اهتماما كبيرا بتقديم منتج تعليمي متميز، حيث تمت الاستعانة بخبرات متخصصة وأجهزة ومعدات حديثة، فضلا عن تخصيص مناطق ترفيهية وأخرى للأنشطة، موضحا أن التفكير في البداية لم يكن بهدف تحقيق الأرباح فقط، ولكن بعد فترة من الوقت تم الوصول لمرحلة التوازن بين المصاريف والأرباح.
يذكر أن نسبة 10% من دخل المحفظة الاستثمارية «الدار العقارية» يأتي من المدارس التي أنشأتها الشركة وتديرها عبر أكاديمية الدار، مقابل 62% من الأصول السكنية والمكتبية ومتاجر التجزئة، و28% من دخل الفنادق ومرافق الترفيه.
وتشمل أكاديميات الدار داخل أبوظبي مدارس الياسمينة، والبطين الثانوية، والمنى الابتدائية، والمشرف، واللؤلؤة، إضافة إلى مدرسة العين الدولية.
رياض الأطفال
وكشف المبارك عن استعداد أكاديميات الدار أيضاً للدخول إلى قطاع رياض الأطفال، ليتمكن الطلاب من الانتقال بشكل تلقائي إلى مدارس الأكاديمية الابتدائية، موضحا أن الشركة بدأت بالفعل في دراسة تصاميم إنشاء روضة للأطفال داخل أبوظبي، حيث يجري حاليا التنسيق مع الجهات الرسمية لاختيار الموقع المناسب.
وأضاف أن الطاقة الاستيعابية للروضة لم تحدد بعد، حيث سيتم تحديدها بناء على مساحة الأرض، متوقعا أن تضم مبدئيا نحو 400 إلى 600 طفل.
وأوضح أن الشركة تعتزم إنشاء أكثر من روضة للأطفال، إلا أن البداية ستكون داخل جزيرة أبوظبي، لاسيما في ظل عدم وجود رياض أطفال متخصصة بالعاصمة، موضحا أن أغلب النماذج المتوفرة حاليا عبارة عن فلل غير مؤهلة، وما هو يجعل من الصعوبة توفر الاشتراطات التعليمية المطلوبة بها.
وأضاف «استثمار أكاديميات الدار نحو 450 مليون درهم حتى الآن، يعد جزءا من التزامها بتوفير تعليم ذي مستوى عالمي في كل من أبوظبي والعين، ما يسهم في تحقيق رؤية الإمارات 2030. ونحن نعتبر هذه الجهود استثماراً بعيد الأمد، ومع توسع أعمالنا، سوف نمضي قدماً بالاستثمار في هذا القطاع».
وأكد المبارك أن التوسع في أكاديميات الدار يعكس ثقة أولياء الأمور والطلاب والهيئات التعليمية في أبوظبي بالنموذج التعليمي الذي تقدمه جميع مدارس الأكاديمية، والتي حصلت على التصنيف «أ» (مدرسة عالية الأداء) من قبل مجلس أبوظبي للتعليم.
أسعار تنافسية
إلى ذلك، أكد المبارك أن أسعار الالتحاق بمدارس أكاديميات الدار مقبولة مقارنة بالمدارس الأخرى في أبوظبي، لاسيما في ظل الخدمات التعليمية والترفيهية والأنشطة المقدمة، موضحا أن الأسعار تبدأ من 36 ألف درهم.
وأوضح المبارك أن قوائم الانتظار للالتحاق بمدارس الأكاديمية تضم أكثر من 3 آلاف طالب، مؤكدا الاهتمام بعدم زيادة الكثافة عن 20 طالبا داخل الفصل الدراسي، فضلا عن إجراء اختبار للأطفال قبل الالتحاق بالمدرسة.
وعن الإجراءات المتبعة لقبول الطلاب، قال المبارك «قمنا بتبسيط عملية القبول الحالية عن طريق إعطاء أولياء الأمور الفرصة لتقديم الطلبات من خلال موقعنا على الإنترنت، كما يمكن الاطلاع على تعليمات حول عملية تقديم الطلبات».
وأضاف «باعتبارنا مؤسسة إماراتية تضم أكبر شبكة من المدارس الخاصة في أبوظبي، نشعر أننا في المكان الأنسب ليس فقط لتعديل المنهاج البريطاني الوطني وبرنامج دبلوم البكالوريا الدولية بما يتناسب مع السياق الدولي والمحلي، ولكن أيضاً لتقديم مناهج وزارة التربية والتعليم، كما نعمل أيضاً على بحث إجرائي لتحديد معالم منهاج تاريخ الإمارات العربية المتحدة في المستقبل».
أمن وسلامة
وفيما يتعلق بإجراءات الأمن والسلامة المتبعة في أكاديميات الدار، لاسيما مع تزايد اهتمام أولياء الأمور بإجراءات السلامة في المدارس، قال المبارك «أثناء تواجد الطلاب تحت رعايتنا، فإن سلامتهم وأمنهم هي أولويتنا القصوى، وقد تم تدريب موظفي الأمن في جميع مدارسنا على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ، وهم على دراية بالقواعد المتبعة لإخلاء المواقع في حالات الطوارئ».
وأضاف «يجري موظفو الأمن في أكاديميات الدار عمليات مسح وتفتيش في حرم المدرسة الذي يخضع لمراقبة شديدة ومكثفة، كما أن جميع الموظفين (الإداريين والأساتذة) تم تفويضهم بمسؤولية مراقبة مناطق محددة مسبقاً داخل مدارسنا، والإبلاغ عن أي أنشطة وأعمال غير مرغوب فيها، وفي كل مدرسة تم تعيين موظف أمن رئيسي يرفع القضايا إلى إدارة المدرسة».
وحول التعاون مع المؤسسات التعليمية العالمية، قال المبارك «نبني شراكات وفقاً لاحتياجاتنا ومتطلباتنا وبعد تقييم الفوائد التي تعود بها أي شراكة على أكاديميات الدار وطلابها».
خبر رأس صفحة
وقعت أكاديميات الدار عقود شراكة مع جهات عدة، منها أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، فضلاً عن تنظيم جولات للطلبة للتعرف إلى الوظائف بشركة مبادلة.
600 مدرس
قال محمد المبارك إن أكاديميات الدار تضم أكثر من 700 موظف من بينهم أكثر من 600 مدرس، مشيرا إلى اتباع إجراءات محددة لاختيار العناصر ذات الكفاءة والخبرة، حيث يشترط أن يكون المتقدم حاصل على مؤهل متخصص في التدريس، مع توفر الخبرة، والحصول على موافقة من جهة العمل السابقة، بجانب اجتياز الاختبار الخاص بالتوظيف.
وأشار إلى تنوع جنسيات المدرسين، موضحا أنه تم استقطاب مدرسين عرب مؤهلين لتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي، مع تقديم دورات تأهيلية لهم لاتباع طريقة تدريس لا تعتمد على «الحفظ» فقط، في ظل الاهتمام بتخريج مبدعين ومفكرين في مختلف المجالات.
وتابع: من خلال وجود شبكة واسعة من المدارس يمكننا أن نقدم للموظفين فرصة لبناء مسيرتهم الوظيفية.
30 % من طلاب «أكاديميات الدار» مواطنون
أكد محمد المبارك رئيس مجلس إدارة أكاديميات الدار أن قاعدة الطلاب بمدارس الأكاديمية تمثل أكثر من 100 جنسية، منهم 30% من الإماراتيين، مؤكدا أن هذا التنوع يعود بالفائدة على الطلاب من حيث الإطلاع على ثقافات متنوعة واكتساب وتبادل الخبرات بين الطلاب.
وأشار المبارك إلى الاهتمام بتعليم الطلاب الإماراتيين أيضاً اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والإسلامية بحيث يتقنون لغتهم الأم ويطلعون على تاريخهم بما يعزز تمسكهم بالثقافة العربية الأصيلة، موضحا أن بعض المدارس الخاصة بأبوظبي لا تهتم بقدر كاف بتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية للطلاب، وهو ما تم تداركه في مدارس أكاديميات الدار.
وأكد المبارك أهمية تعلم الطالب لتاريخ وطنه وثقافته وتراثه، موضحا أنه خلال الاحتفال باليوم الوطني الـ 43 لدولة الإمارات مؤخراً، قام نحو ألف طالب من المدارس الست التابعة لأكاديميات الدار بتكريم الآباء المؤسسين من خلال مجموعة من اللوحات الاستعراضية والفقرات الشعرية والغنائية.
وقال : مدارسنا توفر منصة للطلاب الإماراتيين والوافدين يتمكنوا من خلالها تعلم المهارات الضرورية التي ترشدهم إلى طريق الريادة في المستقبل، وفي الوقت نفسه تمكنهم من التميز في مجالات الرياضة، والموسيقى، والدراما، والأنشطة، حيث يتوفر ملاعب كرة قدم وكرة سلة، فضلا عن مواقع لتعلم الأنشطة وممارسة الهوايات.
وأشار المبارك إلى مشاركة طلاب أكاديميات الدار في هذه المبادرة الأكاديمية «نموذج مونتيسوري الأمم المتحدة» والتي شملت محاكاة للمؤتمرات الأممية بتفاصيلها لتعزيز ثقافة الطلاب حول الأحداث العالمية الراهنة والمواضيع الرئيسية في العلاقات الدولية والدبلوماسية.
وأكد الاهتمام كذلك بالالتقاء والتفاعل مع شخصيات معروفة ومؤثرة، وتنظيم حفلات موسيقية خيرية بهدف تشجيع الطلاب على استخدام ما يتعلمونه في المدرسة من أجل مساعدة الآخرين، وكذلك المشاركة في الفعاليات المجتمعية.