ارقام
يرى تقرير أمريكي أن رئيسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جانيت يلين" وجهت رسالة عبر مؤتمرها الصحفي الأخير مفادها أنه على الجميع التوقف عن محاولة معرفة الوقت المحدد الذي سيرفع فيه البنك معدل الفائدة.
وأشار التقرير الذي نشره موقع صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن كلمات "جانيت يلين" تكشف الفجوة الآخذة في الاتساع بين الاقتصاديين من جانب، والأسواق من جانب أخر.
ولايزال معدل الفائدة الأساسي في الولايات المتحدة قرب مستوى "صفر" منذ 7 سنوات ونصف، كما لم يرفع الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة منذ عام 2024.
ويعتقد التقرير أن قرار رفع الفائدة الأمريكية سيكون أهم القرارات التي سوف تتخذها "يلين" منذ توليها رئاسة الاحتياطي الفيدرالي منذ 16 شهرًا.
ولكن "يلين" قد أشارت مسبقًا إلى أن الأمر الأكثر أهمية من رفع معدل الفائدة هو ما سيتتبع هذا القرار، حيث ذكرت أنه في بعض الأحيان يتم وضع كثير من الاهتمام على توقيت أول زيادة في معدل الفائدة، مشيرة إلى أن ما يجب أن يهم المشاركين في السوق هو المسار الكامل والمتوقع للسياسة النقدية.
شارك
وبالرغم من تصريحات "يلين" فإن ما يستحوذ على "وول ستريت" في الفترة الماضية هو ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سوف يرفع معدل الفائدة قصير الآجل في شهر سبتمبر/آيلول، أم في ديسمبر/كانون الأول، أم سينتظر حتى عام 2024؟
ويرى تقرير "نيويورك تايمز" أن رئيسة الاحتياطي الفيدرالي، والعاملين في سوق المال الأمريكي كلاهما على صواب في رؤيته للأمور، كما أن كلاهما على خطأ أيضًا.
وتطالب "يلين" الأسواق المالية بالنظر لمعدل الفائدة من خلال أعين الاقتصاديين، حيث أنه بالنسبة للاقتصادي فإن أسعار الفائدة السوقية تعكس المسار المستقبلي المتوقع الكامل لمعدلات الفائدة على المدى القصير، وهو ما يعني مثلًا أن معدل الفائدة لقرض خاص بسيارة لمدة 5 سنوات يتم تحديده من خلال توقعات مسار أسعار الفائدة خلال السنوات الخمس المقبلة، وليس تقديرات سياسة الاحتياطي الفيدرالي غدًا.
وكما تنحصر رؤية "يلين" للأمر في أنه سواء تم رفع الفائدة في سبتمبر/آيلول أو ديسمبر/كانون الأول لن يكون لذلك أثرًا على تكاليف قرض السيارة، وإنما ما سيؤثر بالفعل هو ما إذا كان الفيدرالي سيرفع الفائدة إلى %1 أو 2% أو 3% قبل أن يتركها لتستقر.
شارك
في حين يمتلك العاملون في أسواق المال المهتمين بموعد رفع الفائدة وجهة نظر أيضًا، وهي أن توقع قيمة معدل الفائدة المستقبلية خلال عامين أو 5 أعوام يعتبر أمرا واسع النطاق، كما أن التقديرات المستقبلية "رخيصة" ودائماً ما تكون عرضة للتغيير.
كما ترى الأسواق أن الأمر الذي في قدرة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هو ما يمكن أن يفعلوه على المدى القصير، أي ما سيقررونه في اجتماع 16 – 17 سبتمبر/آيلول المقبل، حيث أن قرار رفع الفائدة (أو عدم زيادتها) يمثل إشارة للسياسة النقدية المستقبلية أقوى من أي خطاب أو بيان.
وأوضح التقرير أن "يلين" رغم حقيقة عملها الاقتصادي فإنها على علم بأن أدواتها لإدارة الاقتصاد تمر من خلال الأسواق المالية، لذا فإن كيفية تفسير العاملين في سوق السندات لكلمات وإجراءات الاحتياطي الفيدرالي يعتبر أمرا هاما للغاية.
وتفسر الأسواق زيادة أسعار الفائدة الوشيكة كدليل على أن الاحتياطي الفيدرالي يؤمن بأن الاقتصاد الأمريكي بدأ في الوقوف على قدميه من جديد، كما أن مرحلة الأموال الرخيصة اقتربت من نهايتها، وهو ما لا يختلف كثيرًا عن رؤية البنك المركزي الأمريكي.