أكثر من نصف الأمريكيين غارقون في الديون
الخليج
أظهر تقرير لهيئة تطوير الشركات الأمريكية cfed أنه وعلى الرغم من الانتعاش الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي حالياً وانخفاض معدلات الفائدة على القروض العقارية لمستويات قياسية، فإن أغلب الأمريكيين لم يستفيدوا من ذلك حتى الآن وما زالوا يرزحون تحت فواتير ضخمة من الديون .
وأورد التقرير أن نسبة 56 في المئة من المستهلكين لديهم قروض عقارية عالية المخاطر، و هو ما يعني أنهم لن يتمكنوا من الاستفادة من معدلات الفائدة المنخفضة إذا ما احتاجوا أو رغبوا في اقتراض الأموال . حيث تنطبق أفضل المعدلات والشروط على الأشخاص الذين يملكون سجلات ائتمانية جيدة .
وفي الوقت الذي يقرأ فيه الناس أو يسمعون عن الأداء الاقتصادي المتعافي و المزدهر فإن معدلات تملك المنازل انخفضت إلى أدنى مستوياتها في الولايات المتحدة خلال العشرين سنة الماضية، وهو ما يثبت أن ذلك الانتعاش لن يستفيد منه كل الناس .
ويعيش كثيرون حالة انتكاسة اقتصادية أو تحت وطأة حدوث أمور طارئة مثل المرض أو خسارة الوظيفة، ما يجعلهم في مهب الريح نسبة لعدم امتلاكهم مدخرات كافية للحالات الطارئة . وهي ليست مشكلة ذوي الدخل المحدود فحسب، بل هي أيضا قضية تؤرق من يعتبرون أنفسهم من طبقة الدخل المتوسط، فعلى سبيل المثال فإن واحداً من كل أربعة من أرباب الأسر الذين يحصلون على دخل يتراوح بين 56113 و91356 دولاراً أمريكياً سنوياً يدخرون أقل من نفقات ثلاثة أشهر، ومن الممكن أن يكون ذلك نتيجة للكساد الذي خسر العديد وظائفهم بسببه ما أدى إلى المزيد من الديون وتضرر سجلات الائتمان الخاصة .
وبدون أن يملك الشخص أموالاً مدخرة لأوقات الضرورة فإن النكسة الاقتصادية يمكن أن تتحول إلى كارثة مالية حقيقية . ويتم استخدام البطاقات الائتمانية أو القروض الأخرى لسد الفجوات المالية . وتعتبر الديون العامل الثاني الأكثر أهمية في تقييم سجلات الائتمان الخاصة، ما يعني أن سجلات الائتمان الخاصة يمكن أن تتهاوى عند زيادة الأرصدة .
وليس من السهل أبداً إعادة درجة الائتمان المنخفضة إلى مستوياتها الطبيعية، حيث إنها تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً . ويعتبر سجل الدفعات العامل الأكثر أهمية في حساب سجلات الائتمان، حيث يتم قيد آخر الدفعات في التقرير الخاص بالائتمان لمدة سبعة سنوات . و تعني القروض العقارية عالية المخاطر في الغالب أنه يتوجب على المستهلكين دفع فائدة أكبر عند اقتراض الأموال . وللأسباب المعروفة نفسها فإنه يمكن أن يدفع شخص يملك سجلاً ائتمانياً منخفضاً أضعاف ما يدفعه شخص آخر ذو سجل ائتماني جيد من الفائدة على القروض للمبلغ نفسه الذي تم اقتراضه .