تقرير الوظائف الأمريكي الذي تعول عليه الأسواق كثيراً كمؤشر قوي على انتعاش الاقتصاد، لم يفلح يوم الجمعة في لجم تدهور الأسهم، رغم أرقامه الإيجابية التي كشفت عن وظائف فاقت كل التوقعات خارج القطاع الزراعي لتسجل 252 ألف وظيفة، تزامنت مع تراجع معدلات البطالة من 8 .5% إلى 6 .5% .
وطغى حادث الاعتداء الإرهابي على الصحيفة الباريسية على مشاعر القلق التي حدت من حماس المتداولين نهاية الأسبوع الذي تميز بدرجة عالية من التذبذب بلغت أكثر من ثلاثة أرقام عشرية في كلا الاتجاهين على مؤشر "داو جونز الصناعي" في كل يوم .
وعلى وقع تحركات البنك المركزي الأوروبي والبيانات الاقتصادية الإيجابية في الاقتصاد الأمريكي انتعشت تداولات يوم الأربعاء ويوم الخميس، لكنها لم تسعف المؤشرات في الإفلات من الخسائر على أساس اسبوعي، حيث سجل مؤشر "يوروستوكس 600" خسائر تجاوزت 2 .1% على مدار خمسة أيام من التداول .
الأسواق الآسيوية
وشهدت الأسواق الآسيوية تداولات غير مستقرة مطلع الأسبوع تحت تأثير بيانات صناعية غير مشجعة واستمرار الهبوط في أسعار النفط . كما تلكأت الأسواق الأوروبية في اليوم نفسه وسط مخاوف تتعلق بأداء منطقة اليورو، وقادت شركات الطاقة الأسهم الأمريكية نحو مزيد من التراجع .
وانسحب ذلك على تداولات يوم الثلاثاء الذي شهد تراجع المؤشرات الصينية لمستويات جديدة . واستمرت موجة القلق الأوروبي من الانكماش الذي بات أكثر تعمقاً غذته الأزمة السياسية في اليونان .لكن الأسهم الأمريكية تماسكت يوم الأربعاء، بعد صدور بيانات حول الوظائف في القطاع الخاص التي حققت زيادة مرضية لشهر ديسمبر/كانون الأول . وحقق مؤشر "إس أند بي" مكاسب لأول مرة منذ خمس جولات تداول بعد أن توقف هبوط أسعار النفط لفترة وجيزة، وبعد صدور محضر اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة الذي لقي تجاوباً طيباً من قبل المستثمرين .
وساد التفاؤل الأسواق الأمريكية يوم الخميس على خلفية المحضر المذكور، وبيانات البطالة التي كشفت عن تراجع في طلبات إعانات البطالة بنحو 4 آلاف طلب الأسبوع الماضي، لتصل الى 294 ألف طلب .
البورصات العالمية
لكن تلك المؤشرات الايجابية لم تسعف مؤشرات البورصات العالمية في تحقيق التوازن، أو حتى الإفلات من الخسائر على مدى الأيام الخمسة لينهي مؤشر "إس أند بي 500" اسبوعه عند87 .2044 نقطة فاقداً 65 .0% خلال الأسبوع . أما مؤشر "نيكاي" الياباني فقد أنهى أسبوعه على خسائر بنسبة 45 .1%، حيث أغلق عند 73 .1719 نقطة . وفي أوروبا أنهى مؤشر "فاينانشل تايمز100" الأسبوع على خسائر بنسبة 71 .0% عند 14 .6501 نقطة .
واحتفظ مؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ بهيبته من دون سائر المؤشرات، منهياً الأسبوع عند 95 .23919 نقطة بمكاسب بنسبة 26 .0% فقط .
الاحتياطي الفدرالي
تسبب شعور بعدم تحرك الاحتياطي الفدرالي سريعاً لرفع أسعار الفائدة بالضغط على الدولار، وعلى سندات الخزانة الأمريكية التي فقدت فئة السنوات العشر منها 170 نقطة مئوية على مدار الأسبوع . كما تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس قوته مقابل العملات الرئيسية بنسبة4 .0% عن أعلى معدل بلغه يوم الخميس، ومنح الفرصة لليورو الذي يسجل تنازلات متتالية أمام الدولار لالتقاط أنفاسه ولو ليوم واحد، مرتفعاً يوم الجمعة بنسبة 04 .% أيضاً، منهياً الأسبوع عند 1836 .1 دولار لليورو .
وقد ساعد تراجع الدولار المؤقت على تحسن سعر الذهب الذي أضاف إلى سعر الأونصة 29 دولارا على مدار الأسبوع، ليغلق عند 1217 دولاراً للأونصة .
تراجع النفط
استمر تراجع النفط الخام من دون بروز أية مؤشرات على توقف تدهوره حيث اخترق برميل برنت حاجز 50 دولاراً هبوطاً ليصل الى 49 دولاراً فاقداً 75 .6 دولار في تداولات الأسبوع، وهو أدنى مستوى له منذ خمس سنوات . واعتبر الكثير من المحللين سعر برميل النفط مؤشراً سلبياً لجهة ضعف أداء الاقتصاد العالمي الذي يستتبع ضعفاً في معدلات الطلب على الخام .