ويقول ابراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والارصاد الجوية والمشرف العام للقبة السماوية بالشارقة: برد الأزيرق، فترة معروفة عند أهل البادية في الجزيرة العربية، تمتاز بشدة البرد، تعقب موسم المربعانية، موعده الأسبوع الأخير من يناير، مع در الثمانين، ومع بزوغ طالع (النعايم) من المنازل القمرية، قد تحدث فيها حالات من الاضطراب الجوي، وتهب فيها رياح الشمال الباردة، وتفد إلى المنطقة موجات قطبية باردة منشأها شمال وسط آسيا، حيث البرودة الشديدة، يدفع بها المرتفع السيبيري الذي يسيطر على أجواء المنطقة ويصل امتداده للجزيرة العربية.
تتدنى فيها درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في وسط الجزيرة العربية، وتهبط دون الصفر المئوي شمالها، أما في الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة العربية فتصل الحرارة الدنيا إلى ما دون خمس درجات في المناطق المفتوحة والبرية، وقد تهطل بعض الثلوج المصاحبة للاضطراب الجوي على المرتفعات وفي شمال الجزيرة العربية، ويتكون الصقيع، مع شدة البرد يتكون مع الهواء الخارج من الفم دخان أبيض عند توفر الرطوبة.
وسوف يشعر الناس بالبرودة نهاراً داخل المنازل أكثر من خارجها المطل على الشمس، أما ليلاً فينهى عن المبيت في العراء لشدة البرد.
ويسمى وقت الأزيرق عند البعض بموعد اقتران تاسع، والذي يقال فيه "قران تاسع برد لاسع"؛ كناية عن شدة البرد، ففي اليوم التاسع من الشهر القمري يقترن نجم الثريا بالقمر.
ومن المتعارف عليه أن الازيرق يكون فيه النصيب الأكبر والأوفر من الصيد لأصحاب القراقير في الخليج العربي، ويطلع فيه طلع النخيل.