الخليج
أكد عماد منصور المؤسس والرئيس التنفيذي لبنك «أوداشيا كابيتال» أن سوق العقارات في الإمارات يوفر العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة، خاصة على مستوى العقارات المناسبة لمحدودي الدخل، الشريحة التي عليها طلب مرتفع لا يغطيه العرض.
وقال في حوار مع «الخليج» إن البنك يعتزم الدخول في استثمار بهذه الشريحة من السوق المحلي في المستقبل القريب.
ويعتزم البنك الدخول في القطاع باستثمارات في إنشاء عقار جديد.
وكان البنك أعلن مؤخرا إطلاق عملياته رسمياً، بعد أن حصل على ترخيص من الفئة الثالثة من مركز دبي المالي العالمي في يناير/كانون الثاني الماضي. ويصل عدد المساهمين في البنك إلى 12 مساهما، من بينهم مستثمرون من الإمارات ودول عربية أخرى.
وكشف منصور أن البنك بصدد الإعلان خلال المستقبل القريب عن صفقتين إلى ثلاث صفقات في الإمارات.
قال منصور إن رأس المال المدفوع للبنك يبلغ نحو 100 مليون درهم، وأكد أن البنك يعتزم زيادة رأس المال إلى 200 مليون درهم بمجرد الحصول على موافقة مجلس إدارة البنك وسلطة دبي للخدمات المالية.
القطاعات الدفاعية
وبحسب منصور فإن البنك سيركز في المرحلة القادمة على نشاطين رئيسيين الأول الاستثمار في الملكية الخاصة خاصة في القطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية والتعليم والمواد الغذائية والتجزئة التي قال إنها ما زالت الأكثر جذبا لاستثمارات الملكية الخاصة في المنطقة.
أما النشاط الثاني فهو تقديم الاستشارات الاستثمارية للشركات من المنطقة.
وقال إن البنك يهدف إلى اغتنام الفرص الاستثمارية الواعدة في المنطقة وذلك من خلال الاستحواذ على صفقات تتراوح قيمتها ما بين 15 و50 مليون دولار في قطاعات حيوية.
ولتعزيز ثقة المستثمرين سيقوم البنك بالمساهمة في الاستثمارات التي يعتزم القيام بها وذلك من خلال توظيف نسبة من رأس المال تتراوح بين 10 إلى 20٪.
وأوضح أن الاستثمار بعد ذلك سيتم من خلال عرض الصفقات على المساهمين في البنك للاستثمار فيها، ومن ثم طرحها على المستثمرين للمشاركة فيها.
وسيركز البنك في المرحلة الأولى على أسواق دول مجلس التعاون التي قال إنها الأكثر استقراراً على مستوى المنطقة، ومن ثم سيتوسع في منطقة الشرق الأوسط وتركيا.
المنطقة تواصل النمو
وحول المنافسة في مجال الاستثمار في الملكية الخاصة في المنطقة قال منصور إن الفرصة اليوم مواتية أكثر من أي وقت مضى، فالسوق لم يعد مزدحماً، كما كان الحال قبل 6 سنوات، أي قبل الأزمة المالية العالمية.
وأضاف أن المنطقة من جهة أخرى تواصل النمو ويتنامى الطلب فيها على العديد من الخدمات مثل التعليم عالمي المعايير وخدمات الرعاية الصحية المتميزة وخدمات التجزئة والعديد من الخدمات الأخرى.
ويعتمد البنك في عمله على المنهاج الأصلي لعمل شركات الاستثمار في الملكية الخاصة القائم على الاستحواذ على استثمار والاحتفاظ به لفترة من 3 إلى 5 سنوات يتم خلالها تطوير الاستثمار ليبيعه البنك بعد ذلك، الفلسفة التقليدية التي نسيها الجميع في موجة ازدهار ما قبل الأزمة، والتي قال منصور إن فريق العمل في البنك حافظ عليها ووضعها دوما نصب عينيه باعتبارها النهج الأسلم لمزاولة الأعمال.
ويضم فريق عمل «أوداشيا كابيتال» نخبة من المختصين في مجال الملكية الخاصة، حيث يمتلكون خبرة واسعة ومجمعة تتجاوز الخمسين عاماً في قطاع الخدمات المالية.
وخلال السنوات الخمس الماضية قام الفريق بتنفيذ أكثر من 20 صفقة استثمارية هامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمملكة المتحدة بقيمة إجمالية تتعدى المليار دولار.
الشركات الصغيرة والمتوسطة
وتستهدف الاستراتيجية الاستثمارية للبنك الشركات الخاصة ذات عوائد الربحية العالية، والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة التي تعمل بنموذج استثماري مدروس.
ومن خلال الخبرة الواسعة للفريق الإداري في مجال الاستثمار وشبكة العلاقات التي يتمتع بها يقوم البنك بدراسة الفرص الاستثمارية بصورة وافية وتقييم مستويات المخاطر والعوائد ويقوم البنك بالمساهمة في الفرص الاستثمارية بنسبة تتراوح ما بين 10-20٪ إلى جانب مستثمرين آخرين وذلك وفقاً لمعطيات كل صفقة على حدة.
وحول فرص التخارج وما تحتاجه أسواق الأسهم المحلية لاجتذاب الإدراجات، وإن كان من المبكر الحديث عن ذلك بالنسبة للبنك الذي يبدأ في شق طريقه، قال منصور إن التوقيت مهم لكنه ليس الأهم بالنسبة للشركات الراغبة في الادراج، فالشركة الناجحة سوف تجد الطلب في جميع الأوقات. وقال إن فرص التخارج عبر صفقات البيع المباشر تبدو جيدة.
ولفت منصور من جهة أخرى إلى أن اطلاق البنك في هذه المرحلة يأتي في الوقت المناسب وذلك لما تشهده دول منطقة مجلس التعاون الخليجي من نموٍ مطردٍ في حين تواصل فيه مساعيها لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على قطاع النفط والغاز ووضع سياسات تهدف إلى تشجيع ريادة الأعمال والذي بدوره سيخلق فرصا استثمارية لا حصر لها.
وقال: نحن في البنك نهدف لبناء وتطوير البنك ليصبح قوة مصرفية استثمارية شاملة في منطقة الشرق الأوسط من خلال تقديم فرص استثمارية نوعية تحقق عوائد مجزية لمساهمينا ومستثمرينا على حد سواء.
ويرى منصور أن عام 2024 كان استثنائياً بالنسبة لعمليات الدمج والاستحواذ والملكية الخاصة، حيث ازداد نشاط الصفقات عالمياً ما بين عامي 2024 و2014 بنسبة 47٪.
وقال إن اختيار دبي مقراً للبنك تم نظراً لتبنيها أطراً تنظيمية وقانونية ذات معايير عالمية، وسهولة الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية من خلالها، فضلاً عن ما تمتاز به إمارة دبي من موقع استراتيجي وهو بمثابة جسر يصل بين الشرق والغرب، والمكانة التي تبوأتها كوجهة للاستثمارات على مستوى العالم.
استثمارات الملكية الخاصة
وفقاً لدراسة أعدتها مؤسسة «تومسون رويترز»، وصل حجم استثمارات الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2024 إلى 11.4 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 173٪ مقارنة مع عام 2024 (4.2 مليار دولار).
وعلى الرغم من هذه الزيادة ما زالت تعتبر الملكية الخاصة من أدوات الاستثمار قليلة التداول في منطقة الشرق الأوسط وهناك فرص كثيرة للنمو خاصة في قطاع الأعمال المتوسطة حيث تعتبر فرص التمويل محدودة للغاية.