حققت الشركات العالمية العشرون الكبرى في قطاع الشركات الاستهلاكية مبيعات تناهز 3.1 تريليونات دولار أميركي في السنة المالية 2024 (وهي الفترة التي تشمل السنة لمالية المنتهية في يونيو 2024)، على الرغم من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي. وقد أشار تقرير ديلويت السنوي الثامن بعنوان «القوى العالمية للسلع الاستهلاكية2020: التواصل مع المستهلك المتصل بالإنترنت» إلى أن هذا الأمر قد أدى إلى معدل في حجم الشركات يصل إلى 12.3 تريليون دولار أميركي لكل شركة.
الدمج والاستحواذ
ويقدم تقرير ديلويت نبذة حول الاقتصاد العالمي، ونظرة إلى حركة الدمج والاستحواذ في قطاع السلع الاستهلاكية؛ إضافة إلى مناقشة حول أهمية التواصل مع المستهلكين المتصلين دوماً بالإنترنت.
وتندرج 4 شركات من منطقة أفريقيا والشرق الأوسط ضمن لائحة الشركات الاستهلاكية الـ250 الكبرى، حيث لا تزال مجموعة سافولا المتعددة الجنسيات والمتخصصة في صناعة الأغذية ومقرها السعودية تحتل الصدارة في المنطقة وقد حلت في المركز 111 عالمياً، أما الشركات الثلاث الأخرى فمركزها جميعاً في تركيا.
التضخم المالي
وقال الدكتور إيرا كاليش، المحلل الاقتصادي العالمي الرئيس في شبكة ديلويت «كان لهبوط أسعار النفط تأثير ملحوظ في الاقتصاد العالمي، مع ضغوط متزايدة للحد من التضخم المالي، وخصوصاً في الأسواق المتقدمة مثل الولايات المتحدة، وأوروبا واليابان. وهذا ما يسهم في تعزيز قدرة المستهلك الشرائية في الدول المستهلكة للنفط مثل اليابان، والهند، والولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الأوروبية، إضافة إلى المساهمة في إسراع وتيرة النمو الاقتصادي».
صفقات الدمج
وشهد عدد الصفقات ارتفاعاً سنوياً منذ الركود الذي ساد في العام 2024، مع 1421 صفقة أتمتها شركات السلع الاستهلاكية في العام 2024. وبناء على الأرقام الواردة حتى تاريخه، يتوقع أن يكون حجم الصفقات في العام 2024 موازياً أو يتعدى ما تم تسجيله في العام، إلا أنه، وعلى عكس حجم الصفقات، شهدت قيمة الصفقات مساراً انحدارياً منذ العام 2024، ولم يرتفع معدّل القيمة باطراد إلا في العام 2024.
وقد يعود هذا الانحدار في قيمة الصفقات حتى العام 2024، ولو جزئياً، إلى زيادة فرص اصطياد الصفقات الناتجة عن التباطؤ الاقتصادي الذي أتاح للشركات أن تستحوذ على الأصول بأسعار منخفضة.
تحدي النمو
في هذا السياق، قال هيرفيه بالانتين، الشريك المسؤول عن قطاع الشركات الاستهلاكية في ديلويت الشرق الأوسط «يبقى النمو العضوي تحدياً بالنسبة إلى العديد من الشركات الاستهلاكية.
و نتيجة لذلك، ستواصل الشركات النظر إلى الاستحواذات الاستراتيجية وسيلة سريعة لزيادة حصصها في السوق».
وفي السنوات القليلة المقبلة نتوقع أن تواصل الشركات الاستهلاكية استخدام الاستحواذات والبيوعات من أجل تحسين وتثبيت مكانة مجموعة منتجاتها في السوق، بشكل يجعلها أكثر ليونة وتجاوباً مع حاجات المستهلكين المتغيّرة.
في حين باتت المعلومات حول السلع وآراء الخبراء التي تؤثر في قرارات المستهلكين الشرائية بمتناول الجميع بفضل الإنترنت.
فترة صعبة
شكل عام 2024/ 2024 فترة صعبة للاقتصاد العالمي وبقيت أوروبا في حالة ركود في القسم الأكبر من 2024 على الرغم من أنها بدأت تتعافى بشكل محدود بنهاية العام واقتراب العام 2024 إلا أن النمو بقي ضعيفاً. وقد عرف الاقتصاد الأميركي نمواً ضعيفاً في 2024 ويعود ذلك إلى التقشف في السياسة الضريبية. وفي حين أن الاقتصاد شهد تنامياً في اليابان مدعوماً بتحسن حركة التصدير والإجراءات الحكومية لتحفيز الاقتصاد.