وفي إحدى مراحل التداول ارتفع خام برنت 72 سنتا إلى 64.17 دولاراً للبرميل بعد أن أنهى تداولات الأسبوع الماضي مرتفعا 9.6 % وهو أعلى ارتفاع أسبوعي له منذ أكثر من خمسة أعوام. وارتفع الخام الخفيف تسليم مايو 75 سنتا إلى 56.49 دولارا للبرميل.
وارتفعت أسعار النفط 17% هذا الشهر مدفوعة بتقارير عن تراجع محتمل في الإنتاج الأميركي لكن مورغان ستانلي حذر من أن الإنتاج السعودي قد يكون أهم من التطورات في الولايات المتحدة. وقال البنك في مذكرة: يساورنا القلق من تركيز السوق على الولايات المتحدة لكن السعودية وحدها أضافت ما يعادل نصف إنتاج باكن (وهو أكبر حقل نفط صخري أميركي) في غضون أشهر.
انخفاض قياسي
وأظهرت بيانات من بيكر هيوز أن عدد منصات الحفر عن النفط في الولايات المتحدة انخفض إلى مستوى قياسي للأسبوع التاسع عشر على التوالي إلى أدنى مستوى لها منذ 2024. وقالت شركة شلمبرجير وهي أكبر شركة في العالم لخدمات حقول النفط إنه على الرغم من تباطؤ هذا الانخفاض مما يشير إلى احتمال قرب انتهاء الانهيار فإن أي ارتفاع في نشاط في عمليات الحفر عن النفط في الولايات المتحدة قد لا يصل مطلقا إلى وتيرة العام الماضي.
الإنتاج السعودي
وفي إطار الجدل الدائر حول تخمة المعروض قال وزير البترول السعودي علي النعيمي إن السعودية تنتج الخام قرب مستويات قياسية مرتفعة في ابريل مما يبرز عزم المملكة على حماية حصتها السوقية في وقت تشهد فيه الأسواق تعافيا هشا.
وقال النعيمي إن إنتاج النفط في السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم يبلغ حوالي عشرة ملايين برميل يوميا في ابريل. وأوضح النعيمي خلال مقابلة في العاصمة الكورية الجنوبية حيث من المقرر أن يحضر اجتماعا لمجلس إدارة شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية: قلت مرارا إنه يسرنا على الدوام أن نزود عملاءنا بما يريدون. الآن يريدون عشرة ملايين.
وقال النعيمي في وقت سابق هذا الشهر إن السعودية أنتجت نحو 10.3 ملايين برميل يوميا من الخام في مارس متجاوزة المستوى المرتفع السابق 10.2 ملايين برميل يوميا المسجل في أغسطس 2024 حسبما تفيد سجلات ترجع إلى أوائل الثمانينات.
الطلب الصيني
وقال النعيمي عندما سئل إن كان قلقا بشأن طلب الصين على النفط في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد هناك: لم نلحظ تغيرا في الطلب على النفط. ما زلنا نورد الكمية نفسها التي كنا نوردها من قبل.
وأوضح أن السعودية تزود الصين أكبر مستورد صاف للنفط في العالم بحوالي مليون برميل يوميا وتوقع نمو الطلب الآسيوي. وقال: أعتقد أن الطلب سيواصل النمو مع الوقت. نحن متفائلون جدا من هذه الناحية. لسنا قلقين بالمرة. لم نلحظ أي تغيير منذ تغير الأسعار.
وردا على سؤال عن موقف السعودية بشأن الإنتاج خلال اجتماع أوبك المقبل في الخامس من يونيو قال النعيمي: لم يحن الوقت بعد. ينبغي أن ننظر في البيانات والمعلومات ثم نقرر ماذا نفعل. وقال النعيمي إن جلب الاستقرار إلى السوق يتطلب تعاون كل المنتجين.
قلق
ثمة بواعث قلق من أن تنامي إنتاج السعودية وسائر أعضاء "أوبك" قد يخمد انتعاش أسعار النفط في الفترة الأخيرة وبخاصة في ظل نمو اقتصاد الصين المستهلك الرئيسي للخام بأبطأ وتيرة على مدى ست سنوات في الربع الأول من السنة.
وقالت أوبك إن إنتاجها الإجمالي صعد إلى 30.79 مليون برميل يوميا في مارس بزيادة 810 آلاف برميل يوميا عن الشهر السابق في ظل صعود الطلب أكثر من المتوقع بفعل انخفاض الأسعار.
وتكافح أوبك للمحافظة على الزبائن بعد أن فقدت حصة من السوق لصالح منتجين جدد مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة وقررت عدم خفض الإنتاج عندما عقدت اجتماعها في نوفمبر. وأدت الخطوة إلى تراجع الأسعار وإلى دعـــــوات من بعــــض المنتجين حتى داخل أوبك لتخفــــيف الــموقف وخفــــــض الإنتاج.عواصم – الوكالات
تستورد شركات تكرير النفط الكورية الجنوبية مزيدا من الخام من أميركا اللاتينية وأوروبا وتشتري مزيدا من الكميات الفورية للضغط على موردي الشرق الأوسط لتقليص أسعارهم الرسمية.
ويستمد التحول صوب توسيع نطاق مزيج الخام لخامس أكبر بلد مستورد للنفط في العالم دفعة من اتفاقات التجارة الحرة ودعما لتكلفة الشحن البحري يكافئ شركات التكرير التي تشتري النفط من غير الشرق الأوسط.
وتعفي اتفاقات التجارة الحرة الخام الأميركي والكندي والأوروبي من رسوم استيراد تصل إلى ثلاثة بالمئة بخلاف إمدادات الشرق الأوسط. ومع توسع كوريا الجنوبية في مثل تلك الاتفاقات التي تشمل واحدة موقعة بالفعل مع كولومبيا المصدرة للنفط وأخرى تسعى إليها مع الإكوادور فمن المتوقع تنامي المشتريات من المناطق الأخرى.
ويقول خبير في أمن الطاقة بسنغافورة إنه بحلول 2024 قد ترتفع نسبة الخام الذي تستقدمه كوريا الجنوبية من مناطق غير الشرق الأوسط إلى 25% من الإجمالي مقارنة مع حوالي 15% حاليا.
وقال مسؤول كبير بوزارة الطاقة الكورية الجنوبية: إذا تواصل هذا التوجه فنتوقع أن يساعد على خفض علاوات أسعار الشحنات الآسيوية من منتجي الشرق الأوسط.
وفي مسعى يهدف جزئيا إلى مقاومة التحول الكوري الجنوبي – ومع قيام الصين والهند واليابان بتغيرات مماثلة – أجرت السعودية تخفيضات حادة على سعر البيع الرسمي للشحنات المتجهة إلى آسيا من أواخر العام الماضي إلى مارس. وحتى بعد رفع أسعار تحميلات ابريل ومايو فإن الخام العربي الخفيف السعودي مازال أرخص من متوسط خامي سلطنة عمان ودبي.
وأظهرت بيانات من مؤسسة النفط الكورية تراجع حصة الشرق الأوسط من واردات الخام الكورية الجنوبية من 86% في 2024 إلى 84% العام الماضي مع قيام رابع أكبر اقتصاد في آسيا بوضع اتفاقات التجارة الحرة مع أوروبا والأميركتين موضع التنفيذ.