ركود كلي
وقال تشو تشانغ وي الذي يدير متجرا لبيع الملابس بالجملة في سويفنخه، إحدى المدن الرئيسية للتبادل التجاري مع روسيا في مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرق الصين إن العمل الآن في أسوأ حالاته منذ عام 2024 عندما بدأ في بيع الملابس لعملاء من روسيا. وأضاف: خلال نفس الفترة من الأعوام السابقة انشغلت في شراء مبيعات الربيع المقبل..
والآن لا أفعل شيئا سوى الجلوس في متجري والتحديق في البضاعة المتراكمة. وأوضح تشو «عندما كنت أقوم بإعادة تخزين ملابس الخريف والشتاء ظننت أن انخفاض الروبل سيكون مؤقتا نظرا لأنه شهد تقلبات في أوقات عدة خلال الأعوام السابقة .
انخفاض الطلب
وقال تشو إن طلب العملاء الروس انخفض بشكل هائل ولم يتلق أية طلبات تقريبا خلال الربع الرابع من العام وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة. ويشير تشو إلى معطف في متجره ويقول: اشتريت هذا المعطف مقابل 1300 يوان أي 209 دولارات تقريبا، وكنت في السابق أبيعه مقابل 10 آلاف روبل روسي.
ولكن الآن لا بد أن أرفع السعر إلى 12 ألف روبل حسب سعر الصرف الجديد. وأوضح: تلك الزيادة غير مقبولة من العديد من العملاء الروس. وأضاف أن لديه مخزونا لملابس الخريف والشتاء بقيمة تتجاوز مليوني يوان.
ضغوط كبيرة
وفي سوق تشينغيون حيث يوجد متجر تشو، يواجه العديد من التجار الصينيين نفس الضغوط نتيجة تكدس البضائع. وأصبح السوق الذي كان من قبل مزدحما بالتجار الروس الباحثين عن منتجات صينية مقفرا بعد انخفاض الروبل. وقال فو شيان كون أحد أعضاء إدارة السوق: في مواسم الشتاء السابقة كان السوق يغلق أبوابه في الخامسة مساء..
لكن العديد من المتاجر أصبح يغلق بعد الساعة الثالثة عصرا مؤخرا. وقال تاجر آخر في السوق يدعى وانغ هونغ شيان: أقوم بشيئين مؤخرا: تحصيل الديون ومبيعات التصفية.
وبعد ذلك أعود للمنزل. ووصف وانغ عمله »بالمتجمد«، وقال إن حجم مبيعاته خلال العام الحالي كان فقط ثلث مبيعات العام الماضي. وأوضح: في الماضي كنت استطيع تحمل مسؤولية مصنع به أكثر من 30 عاملا والآن أجد صعوبة في استئجار اثنين من العاملين.
حركة السفر
وإضافة إلى تعثر الأعمال تأثرت أيضا حركة السفر بين البلدين. وأعلنت حكومة مدينة سويفنخه أن العدد المسجل للسائحين الروس الذين دخلوا المدينة بلغ 39800 شخص خلال شهر نوفمبر الماضي مقارنة ب 45700 شخص في نوفمبر 2024. وانخفض عدد الروس الذين دخلوا مدينة خيخه الحدودية في مقاطعة هيلونغجيانغ بنسبة 10.2% خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي.
شركات السيارات
ولم يقتصر ضرر أزمة الروبل على المنطقة الحدودية فقط فقد نشرت شركة جيلي للسيارات الموجودة في مقاطعة تشيجيانغ بشرق الصين إعلانا يوم 16 ديسمبر توقعت فيه أن ينخفض صافي أرباح الشركة للعام الحالي بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي..
ويرجع ذلك جزئيا إلى خسارة سعر الصرف بسبب انخفاض الروبل. وأعلنت الجمعية الصينية لمصنعي السيارات أن روسيا أصبحت سوقا رئيسيا للسيارات الصينية وأن هناك أكثر من عشرة أنواع من السيارات الصينية تباع في روسيا.
بارقة أمل
وعلى الرغم من تعثر السوق الروسي لا يزال رجال أعمال مثل تشو تشانغ وي مفعمين بالأمل. وقال: سيتعافى الاقتصاد الروسي دون شك في وقت ما مستقبلا. وبغض النظر عن صعوبة ذلك سألتزم بعملي الحالي وقمت بالفعل بإنشاء شراكات هامة طويلة المدى مع العملاء الروس.
جهود وأضرار
رفع البنك المركزي الروسي مؤخراً سعر الفائدة الرئيسية بنسبة 6.5 نقاط مئوية ليصل إلى 17%. وخلال المؤتمر الصحفي لنهاية العام أشاد الرئيس فلاديمير بوتين بجهود البنك المركزي والحكومة في استقرار الروبل، وأشار إلى أن الأمر سيتطلب عامين كي يستعيد الاقتصاد الروسي عافيته على أسوأ التقديرات.