في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من سكان الفجيرة بالحماسة والرضى عن عجلة التنمية المتسارعة في الإمارة بعد أن بدأت البلدية بتحسين الطرقات وبناء الحواجز المائية والموانىء والمجمعات السكنية وتوسيع المطار، يرى آخرون أن على الحكومة إعطاء أولوية للخدمات الأساسية مثل إدارة النفايات.
وتمتلك الإمارة التي تقع على الساحل الشرقي للإمارات العربية المتحدة طموحات كبيرة للمستقبل، وتهدف خطة الفجيرة 2040 التي وضعتها البلدية إلى تحسين حياة المواطنين والوافدين على حد سواء، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان الإمارة في عام 2040 إلى حوالي 500 ألف نسمة بالمقارنة مع عدد السكان في الوقت الحالي الذي لا يتعدى 152 ألف نسمة.
على المدى القصير هناك خطط لتطوير ميناء الفجيرة والمطار، وزيادة المساحات المكتبية بنسبة 20 في المائة، وبناء 8،800 وحدة سكنية جديدة و 1،500 غرفة فندقية خلال السنوات الخمس المقبلة.وتتضمن الخطة توسيع ساحة المطار والمدرج ونقل محطة الشحن وغيرها من المباني، وتطوير الأنشطة التجارية في حين سيزود الميناء بمحطات جديدة للنفط، وحاويات و تحسين الخدمات البحرية الأخرى بحسب صحيفة ذا ناشيونال.
وقال محمد الأفخم مدير بلدية الفجيرة “إن الخطة سوف تساعد الإمارة لمواكبة النمو الحضري، وتعزيز النمو الاقتصادي، مع ضمان المحافظة على التراث البيئي والثقافي، كما تهدف الخطة إلى تحقيق التنمية المستدامة في الإمارة على ضوء نموها الاقتصادي السريع من خلال إنشاء بنية تحتية فعالة متوازنة وصديقة للبيئة”.
وقال أحمد نعيمي، وهو مواطن إماراتي مقيم في الفجيرة إن الأشغال العامة تعمل بشكل جيد للحفاظ على الطرقات والخدمات في الإمارة، ولكن الفجيرة ما زالت بحاجة إلى الكثير من العمل الشاق للوصول إلى المعايير الإقليمية، ولكن لا ينبغي أن تفقد طابعها الهادىء”.
وأضاف :”بالنسبة لي، أفضل أن يبقى الوضع كما هو، حيث أن البساطة والهدوء في الفجيرة هي من أهم مميزات الإمارة ومن الضروري الحفاظ عليها “.
وقال حسين علي، وهو مهندس معماري مصري يبلغ من العمر 32 عاما يعمل في الفجيرة منذ عام 2024، إن النمو الاقتصادي يؤثر على تكلفة الحياة المعيشية، فمواكبة النمو العالمي أمر نتمناه جميعاً، ونرغب بمرافق وخدمات مماثلة لما هو الحال في أبوظبي ودبي، وتستحق الفجيرة بمناخها الفريد أن تكون أفضل مما هي عليه الآن، وأي نمو اقتصادي سيؤثر على السكان من النواحي المالية، ولكن بالمقابل سيوفر لهم أسلوب حياة أسهل وأفضل”.
إلا أن بعض المقيمين في الفجيرة كانوا أقل حماسة تجاه آفاق التغيير المستقبلية في الفجيرة، ومن بينهم أحمد سيف وهو إماراتي يبلغ من العمر 37 عاماً يعتقد أن المناطق السكنية تعاني من مشاكل عديدة يجب حلها قبل المضي قدماً في خطط التنمية الطموحة بالإمارة.
ويقول سيف: “الطرقات ليست مناسبة للسير أو قيادة السيارة، في العام الماضي أغرقت الأمطار الغزيرة منازلنا، ونحن خائفون من تكرار ذلك مرة أخرى هذا العام، ولم تفعل البلدية أي شيء للتعامل مع هذه المشكلة”.وأضاف: “منطقتنا قريبة جداً من المنطقة الصناعية، حيث تمر جميع الشاحنات الكبيرة المحملة بأطنان من البضائع مسببة مزيداً من الأضرار للشوارع ومهددة سلامة أطفالنا، فضلاً عن الروائح الكريهة والتلوث الصادر عن المصانع، ويجب التعامل مع كل هذه المشاكل قبل التفكير بإقامة مشاريع جديدة”.
و لم يخرج مالك سرور وهو أحد المقيمين في الفجيرة عن هذا السياق، عندما أشار إلى أنه سمع عن خطط الفجيرة للمستقبل قبل عامين، واعتبر في وقتها أن هناك قضايا أكثر إلحاحاً يجب التعامل معها قبل التفكير في الخطط المستقبلية.وقال سرور :سمعت عن الخطط المستقبلية للفجيرة قبل عامين، وعلى الرغم من يقيني بأنها ستحسن الحياة في الإمارة نحو الأفضل وخاصة في مجال السياحة، ولكن قبل الانتقال إلى المستوى الأعلى ينبغى التعامل مع القضايا الملحة مثل إدارة النفايات التي لا تعمل بالشكل الصحيح مثل باقي الإمارات”.
.
مشكورين في تحسين الامارة