“جونز لانغ لاسال”: عقارات الإمارات الأكثر جذباً للمستثمرين
الخليج
أظهر استبيان مشاعر المستثمرين العقاريين 2024 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي أصدرته شركة "جي إل إل"، عن تحول أنظار المستثمرين في القطاع العقاري في الإمارات إلى قطاعات فرعية أخرى مثل الضيافة والمساحات المكتبية في ظل محدودية ارتفاع أسعار العقارات السكنية الذي تشهده الدولة خلال الفترة الحالية .
أكد جوراف شيفبوري، رئيس شركة كابيتال ماركتس التابعة لمجموعة جيه إل إل، أن أسواق العقارات في الإمارات والسعودية تعتبر من أكثر الأسواق تفضيلاً في الشرق الأوسط، فقد واصل الاستقرار السياسي والاقتصادي في الدولة مدعوماً بشفافية الأسواق في استقطاب التدفقات الاستثمارية إلى أسواق الدولة، حيث أكد 97% من المشاركين في الاستبيان رغبتهم بالاستثمار في أسواق الدولة العقارية .
وقال شيفبوري في تصريحات خلال لقاء مع الصحفيين على هامش إطلاق الاستبيان "بالرغم من أن العقارات السكنية في الإمارات تعتبر الفئة المفضلة لأصول الاستثمار إلا أن المستثمرين يرون أن السوق مقبل الآن على ارتفاع أكثر محدودية في هذه الشريحة، الأمر الذي دفعهم لتحويل اهتمامهم إلى فئات أصول أخرى أمثال الضيافة والمكاتب، إضافة إلى الفرص المتاحة في الشريحتين السكنية والصناعية في السوق السعودي .
وأضاف أن هنالك توجهاً كبيراً من المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو الاستثمار في الأسواق العقارية في أمريكا الشمالية في ظل المؤشرات الاقتصادية الجيدة خلال الفترة الماضية، إضافة إلى ارتقاء المستثمرين إلى منحنى المخاطرة الذي يشهده المستثمر في السوق العقاري الأمريكي .
"العقارات السكنية" الأكثر تفضيلاً
واصلت الشريحة السكنية تصدر أفضليات المستثمرين في السوق العقاري الإماراتي، بينما ظلت الشريحة المكتبية فئة الأصول العقارية المفضلة عالمياً . وفي الوقت الذي لا تزال فيه الشريحة السكنية تعتبر فئة الأصول العقارية المفضلة لدى المستثمرين الشرق أوسطيين، قد يدفع استعادة الطلب على تلك الشريحة توازنه المُرَحَّب به خلال شهور الصيف، المستثمرين للتحول إلى فئات أخرى من الأصول، بعيداً عن الشريحة السكنية . وفي الأسواق الدولية، واصلت الشريحة المكتبية الأوروبية استقطاب المستثمرين الشرق أوسطيين، بينما عزز القصور في المساحات المكتبية المتميزة في المنطقة استقطاب الاستثمارات الدولية في هذه الشريحة .
ارتفاع محدود في الأسعار
تدفع محدودية الارتفاع المتوقع للأسعار في أسواق الإمارات السكنية المستثمرين للاستثمار في فئات أصول أخرى . ويقود السوق العقاري الأمريكي الشمالي الأفضليات المستقبلية للمستثمرين . وكشفت ردود المشاركين في استبيان دراسة العام الحالي توقعات بتحقيق للشريحة السكنية من السوق العقاري الإماراتي أداءً أقل قوة خلال الشهور الاثني عشر المقبلة .
وبدلاً من ذلك، أعرب المستثمرون عن تفاؤلهم القوي بأداء شريحة الضيافة من ذلك السوق في جميع إمارات الدولة، حيث أدى ارتفاع أعداد السياح الذين زاروا الدولة والتزام الحكومة بدعم نمو شريحة الضيافة إلى تعزيز ثقة المستثمرين بأداء الشريحة الفندقية وعلى الصعيد العالمي، توقعت دراسة جيه إل إل لعام 2024 أن يحقق أداء الشريحة المكتبية في الأسواق العقارية لأمريكا الشمالية أقوى تحسن من نوعه خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، مدعوماً بظهور مؤشرات على قرب حدوث نمو اقتصادي قوي في الولايات المتحدة الأمريكية .
محدوية العائدات الاستثمارية
ظلت العائدات الاستثمارية محدودة في الإمارات وتراجعت بعض الشيء السعودية، وسط توقعات غير واقعية للعائدات في الأسواق العالمية . وأعرب المشاركون في استبيان دراسة العام الحالي عن رغبتهم بشراء أصول عقارية في دولة الإمارات العربية المتحدة رغم تدني عائدات شريحتيها السكنية والمكتبية دون 8% . ومع استمرار اتساع الفجوة بين أسعار العرض والطلب، لن يجد المستثمرون سوى فرصٍ محدودة في ظل هذه المستويات . إلا أنه مع تراجع السوق إجمالاً وانخفاض أسعار العرض، من المتوقع أن ترتفع العائدات إلى مستويات أقرب إلى توقعات المستثمرين . وعلى الرغم من اعتراف المستثمرين بالأهمية الاستراتيجية للسوق السعودي، إلا أنهم يواجهون صعوبة في العثور على فرص استثمارية تحقق لهم العائدات التي يطمحون إليها .
رغبة أكبر للبيع
وذكر شيفبوري أن المستثمرين في الشرق الأوسط مشترون للعقارات بنسبة 51%، مع وجود رغبة أكبر بالبيع، كما لاحظت دراسة العام الحالي رغبة المزيد من المستثمرين ببيع أصولهم العقارية، حيث أكد 14% من المشاركين في استبيان الدراسة رغبتهم ببيعها مقارنة مع 6% أكدوا رغبتهم بذلك عام 2024 . ويشير هذا التطور إلى تغير محتمل في الآراء في أوساط بعض المستثمرين حول احتمالات ارتفاع قيمة تلك الأصول في المستقبل .
يرتقي المستثمرون منحنى المخاطر وسط اهتمام متزايد بالفرص ذات القيمة المضافة . كشفت الدراسة النقاب عن أن 42% من المستثمرين الشرق أوسطيين يواصلون التركيز على الأصول منخفضة المخاطر .
التمويل العقاري
كشفت دراسة العام الحالي النقاب عن استمرار تفضيل 67% من المستثمرين قطع الأراضي الأصغر مساحة التي لا تتجاوز قيمة الواحدة منها 50 مليون دولار أمريكي . ورغم أن ذلك لا يشكل مفاجأة تظهر الدراسة زيادة طفيفة في نسبة المستثمرين الباحثين عن قطع أراضٍ أكبر تتراوح أسعارها بين 50 و150 مليون دولار أمريكي، حيث ارتفعت نسبتهم من 23% عام 2024 إلى 26% عام 2024 . وهناك رغبة مستمرة في أوساط المستثمرين للجوء إلى الاقتراض لتمويل تعاملاتهم العقارية، حيث أكد نصف المشاركين استعدادهم لاقتراض ما تصل نسبته إلى نصف قيمة استثماراتهم، بينما أكد 40% منهم استثمار أصولهم المالية في استثمار ما تصل قيمته إلى 50 مليون دولار أمريكي . ويرجح الحجم المتاح من القروض والأصول المالية المحافظة على ضخامة حجم الاستثمارات .
الأسواق العالمية
ظلت المملكة المتحدة الوجهة العالمية المفضلة للاستثمارات العقارية وسط اهتمام متزايد بعقارات أمريكا الشمالية . وحافظ اهتمام المستثمرين الشرق أوسطيين في الأصول العقارية الأجنبية على قوته، حيث أعرب 9 من كل 10 مشاركين في استبيان الدراسة عن اعتزامهم الاستثمار في الأسواق الدولية . وكشفت بيانات جيه إل إل أن مستثمري الشرق الأوسط أنفقوا 6 .3 مليار دولار أمريكي على شراء العقارات الأوروبية خلال النصف الأول من عام ،2014 وهو ما يناهز ثلاثة أرباع إجمالي إنفاقهم في سائر مناطق العالم . وكانت المملكة المتحدة أكبر المستفيدين من هذه التدفقات الاستثمارية العابرة للحدود لأنها ظلت أكثر الأسواق الدولية سيولة . ولاحظت دراسة العام الحالي تزايد جاذبية أسواق أمريكا الشمالية، حيث أعرب 47% من المشاركين في استبيان الدراسة عن رغبتهم بالاستثمار في أسواقها العقارية (بزيادة 24% على عام 2024) . من ناحيتها، ارتفعت قيمة التدفقات الاستثمارية الشرق أوسطية بنسبة سنوية بلغت 51% خلال النصف الأول من عام 2024 لتبلغ مليار دولار أمريكي .