اتفق خبيران نفطيان على ان النفط الصخري الذي تنتجه الولايات المتحدة اصبح واقعا يفرض نفسه على السوق النفطية ويؤثر على اسعار النفط مشيران الى ان التكلفة المرتفعة لانتاجه والمقدرة بين 30 الى 70 دولار للبرميل ستنخفض مستقبلا بفضل الابحاث والتكنولوجيا.
واشاد الخبيران خلال الندوة التي اقامتها جمعية المحاسبين والمراجعين الكويتية بعنوان (النفط الصخري وازمة اسعار النفط الحالية) بقرار منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) بعدم خفض انتاجها موضحين انه ليس بالضرورة عند خفض الانتاج عودة الاسعار لمستوياتها السابقة.
ومن جهته قال الخبير في شؤون النفط الصخري وعضو هيئة التدريس بكلية الدراسات التكنولوجية الدكتور أحمد الكوح أن اسعار النفط تتأثر بالعرض والطلب مع الاخذ بعين الاعتبار النفط الصخري كعنصر مستجد في السوق.
وبين ان اسعار النفط تتأثر ايضا بالنمو الاقتصادي العالمي للدول المستهلكة للنفط وبالأخص الولايات المتحدة والصين واوروبا وكذلك أسواق العملات التي يتداول بها النفط بالاضافة الى العوامل الجيوسياسية.
وذكر ان هذه العوامل متعددة ومتشابكة في ذات الوقت لافتا الى التغير الذي حدث في عامل العرض بسبب دخول النفط الصخري اذ استطاعت الولايات المتحدة ان تزيد انتاجها خلال السنوات الخمس الاخيرة بحدود ثلاثة ملايين برميل يوميا.
واوضح ان ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملات للدول المستهلكة للنفط زاد من التكلفة واضعف اقتصادها مبينا ان ان دولة مثل اليابان كان برميل النفط يكلفها خمسة الاف ين واصبح يكلفها الان سبعة آلاف ين نتيجة لزيادة فرق العملة بين الدولار والين.
وذكر ان المضاربات السوقية كان لها دور ايضا مستشهدا بتصريحات الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) بان المضاربة لها دخل كبير في انهيار الاسعار "وما يحدث حاليا هو تصحيح للأسعار المبالغ فيها والسوق يصحح نفسه".
وبين الكوح ان دول (اوبك) لاتعمل على اخراج النفط الصخري من حساباتها مشيرا الى ان انتاج النفط الصخري يخفف الحمل على الحقول المستنزفة بسبب ارتفاع الطلب على النفط.
وحول قرار (اوبك) بعدم خفض الانتاج قال الكوح ان الاوبك كانت امام خيارين اما خفض الانمتاج او الابقاء عليه مبينا ان خفض الانتاج لا يعني بالضرورة ارتفاع الاسعار لاسيما في ظل وجود من يعوض السوق كما ان عدم خفض الانتاج سيؤدي الى تراجع الاسعار الى حد معين تقف عنده وذلك سوف ينعش اقتصاد الدول المستهلكة وسيخرج أي انتاج غير اقتصادي.
وذكر ان الانتاج غير الاقتصادي يمكن ان يكون بعض النفط الصخري وهو ما سيجعل الفائض يقل وتعود الاسعار لمستواها الطبيعي "ولكن اغلب المحللين يتوقعون ان يكون ذلك بعد ثلاث الى خمس سنوات".
من جانبه قال الخبير النفطي وعضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية الدكتور الفرجي زايد أن النفط الصخري موجود منذ زمن ومن واقع الارقام والاحصاءات فان الولايات المتحدة وحدها تمتلك احتياطي من النفط الصخري يقدر ب25 مليار برميل وهناك دول اخرى لديها كميات مشابهة وربما اكثر.
واوضح ان ذلك يعني ان النفط الصخري سيكون لاعبا اساسيا في السوق النفطية لسنوات قد تصل الى عشر سنوات مقبلة على الاقل لاسيما مع التوقعات بانخفاض تكلفة انتاجه مع تطور التكنولوجيا في السنوات المقبلة.
وحول اسعار النفط قال زايد ان اسعار النفط خلال السنوات الخمس الماضية كانت "طفرة مؤقتة" وكان من الواجب استغلالها متوقعا ان تنخفض الاسعار اكثر من الوقت الحالي لتصل الى بين 40 و 45 دولار للبرميل.
واضاف ان هذه الاسعار في حدود 40 دولار هي اسعار ليست مستغربة فبحساب متوسط اسعار النفط منذ عام 70 وحتى الان تصل الى ذات المستوى مؤكدا انه على الدول المنتجة عند اعداد ميزانياتها العامة ان تقدر سعر برميل النفط في هذه المستويات.
وبين ان سعر برميل النفط يساوي اكثر بكثير من سعره ويمكن ان تضاف اليه قيمة اخرى مشددا على انه لا يتوفر لأي دولة زيادة القيمة المضافة للنفط لان ذلك يتطلب تكنولوجيا وخبرة وتقنيات لا تتوفر لدى الجميع.
ورأى ان عصر تحكم منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) في اسعار النفط قد انتهى مشيرا الى انها في السابق كانت تتمتع بحصة سوقية تبلغ 65 في المئة أما اليوم فهي لا تتجاوز 30 في المئة فقط وبالتالي لم يعد لها نفس التأثير السابق بوجود منافسين اقوياء.
ارقام