تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » خورفكان بﻼ‌ أراض سكنية في 2022 والجبال رقم صعب في المعادلة

خورفكان بﻼ‌ أراض سكنية في 2024 والجبال رقم صعب في المعادلة

  • بواسطة
تئن مدينة خورفكان تحت وطأة شح اﻷ‌راضي السكنية تحديداً منذ سنوات، في حين تعد المدينة من أكثر مدن الساحل الشرقي ازدحاماً نتيجة ﻷ‌مور عدة، أولها الزيادة الكبيرة في عدد السكان قياساً إلى المساحة، وثانيها اﻹ‌قبال الكبير من زوّار المدينة من داخل الدولة وخارجها باعتبارها وجهة سياحية متميزة، وثالثها الطبيعة الجبلية للمدينة، وليس آخرها عشوائية التخطيط القديم، والذي تبذل الجهات الرسمية اﻵ‌ن جهوداً كبيرة لمعالجته .
"شح اﻷ‌راضي" قضية شائكة، يصل عمرها لنحو 12 عاماً حين طرحت أمام الدوائر الرسمية، ولكن من دون حل جذري ومطمئن لﻸ‌جيال القادمة . . بحثنا عن إجابة لسؤال ملّح، لماذا كل هذه السنوات؟ ما سبب المشكلة وكيف يمكن مواجهتها، وعﻼ‌م التعويل، أسئلة أخرى نجيب عنها في التحقيق التالي:
2024 بداية النزيف
اﻷ‌راضي السكنية المتاحة في خورفكان تنتهي عام ،2020 أي بعد 5 سنوات من اﻵ‌ن ينتهي مخزون المدينة من اﻷ‌راضي السكنية . . "الصراحة أقصر الطرق للحل"، هكذا وصف عبد الله الصم النقبي رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان المشكلة بتوصيف حاسم ومخيف في آن معاً، معتبراً أن شح اﻷ‌راضي قضية تراكمية تمتد لسنوات عدة، ومن أهم أسبابها هي الطبيعة الجغرافية للمدينة التي تحاصرها الجبال .
النقبي اعتبر أن الطبيعة الجبلية لخورفكان تعد أحد أبرز أسباب شح اﻷ‌راضي . . "التمدد العمراني يحتاج إلى أرض منبسطة، وشق الجبال أمر مكلف للغاية، ﻻ‌ ينعكس فقط على استحداث أراض جديدة، ولكنه ينسحب أيضاً على إنشاء الطرق؛ لدينا العديد من المشاريع الخاصة بالطرق الداخلية وليس المحورية فحسب، وتواجهنا مشكلة الطبيعة الجبلية، فضﻼ‌ً عن الزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها المدينة نتيجة زيادة المواليد . . خورفكان من أكثر المدن كثافة إذا ما تم قياس المساحة إلى عدد السكّان" .
ورأى رئيس المجلس البلدي أن قضية شح اﻷ‌راضي تحتاج إلى دراسة مستفيضة وتنسيق فوري بين جهات اﻻ‌ختصاص، للوقوف على أسبابها، ووضع حلول جذرية ضمن خطة زمنية طويلة المدى، مشيراً إلى أن إعادة تخطيط المناطق واﻷ‌حياء حلول جيدة في اﻷ‌جل القريب، يضاف إليها تسويات للعديد من المناطق وتعديل مناسيب دفان التربة لمناطق أخرى . معتبراً أن الحلول الدائمة تحتاج إلى العمل على إزالة الجبال في مناطق متفرقة من المدينة، حتى يتسنى استحداث مناطق كبيرة وجديدة تسمح بالتمدد العمراني .
استراتيجية شاملة
سالم بن محمد النقبي رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة بحكومة الشارقة، قال إن مشكلة شح اﻷ‌راضي ليست حكراً على مدينة خورفكان، فمدينة دبا الحصن هي اﻷ‌خرى تعاني أمراً أكثر سوءاً نظراً إلى مساحتها اﻹ‌جمالية المحدودة . . "مؤخراً طرحنا القضية للنقاش، عقدنا اجتماعات مع المجالس البلدية والبلديات في المدينتين"، خطوة أقر النقبي نفسه أنها متأخرة، عازياً التأخير في الطرح الموضوعي لقضية شح اﻷ‌راضي السكنية بخورفكان ودبا الحصن إلى غياب التنسيق بين المؤسسات المعنية منذ سنوات .
يضيف النقبي، أن التنسيق الحقيقي يتجاوز فكرة اﻻ‌جتماعات النمطية، وإعداد اللجان المشتركة بشكل متكرر من دون جدوى، مضيفاً أن الجهود المبذولة على مدار السنوات الماضية في هذا السياق، جهود مقدّرة، إﻻ‌ أنها اتسمت بوضع حلول مؤقتة، سرعان ما ينتهي أثرها لتتفاقم اﻷ‌زمة من جديد مع تمدد العمران وزيادة السكان .
"نعمل على وضع استراتيجية شاملة، تبدء بالتنسيق مع المجالس البلدية والبلديات في المدن المعنية، للوقوف أوﻻ‌ً على ماهية المشكلة، ومن ثم وضع حلول دائمة، ليتم بلورة خطة مدروسة تطرح للنقاش الفاعل مع الدوائر والمؤسسات ذات اﻻ‌ختصاص" . . هكذا أوجز رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة، ما تبذله دائرته من جهد في الوقت الحالي لمعالجة اﻷ‌مر .
جهود وفق اﻹ‌مكانات
قالت المهندسة فوزية القاضي مديرة بلدية خورفكان، "إن قضية شح اﻷ‌راضي بالمدينة تعود إلى سنوات مضت، ويشوبها التشعب، وتحتاج إلى تكاتف وتعاون بين الدوائر كافة للخروج بحلول دائمة، مشيرة إلى أن بلدية خورفكان على مدار السنوات الماضية عملت وفق إمكاناتها على معالجة اﻷ‌مر ولو بشكل جزئي، إﻻ‌ أن المسألة تتجاوز إمكانات البلدية وصﻼ‌حياتها" .
القاضي أشارت إلى تنسيق مع فرع دائرة التخطيط والمساحة والمجلس البلدي، لمواجهة بعض المعوقات التي تحول دون استصﻼ‌ح مزيد من اﻷ‌راضي، ومنها إزالة بعض الجبال الصغيرة، وردم مسارات اﻷ‌ودية الملغاة من قبل دائرة التخطيط والمساحة لﻼ‌ستفادة منها، فضﻼ‌ً عن سحب اﻷ‌راضي غير المعمرة بقرار من المجلس البلدي، وهو ما دفع بعض أصحاب اﻷ‌راضي في تعميرها مؤخراً بشكل ملحوظ في المدينة . واتفقت القاضي مع سابقيها على ضرورة وضع خطة شاملة لمواجهة مشكلة نقص اﻷ‌راضي بالمدينة، معتبرة أن بعض القرارات الصادرة في أوقات سابقة تعد عامﻼ‌ً مساعداً في الحل، ومنها السماح بتعدد أدوار البناء أو ما يطلق عليه "التمدد الرأسي"، حيث أُجيز مؤخراً ﻷ‌صحاب اﻷ‌راضي الجديدة بالبناء بواقع طابق أرضي وطابقين علويين، عوضاً عن طابق أرضي وآخر علوي، مع تقليص مساحة أرض المسكن .
التمدد الرأسي سﻼ‌ح ذو حدين
تعدد اﻷ‌دوار أو اﻻ‌عتماد على نظرية التمدد الرأسي في العمران، والتي تطبقها العديد من الدول المحدودة من حيث المساحات الجغرافية، ومنها اليابان على سبيل المثال . . سﻼ‌ح ذو حدين بحسب بعضهم، حيث من الممكن أن يعتّد به كجزء من حل مشكلة شح اﻷ‌راضي، إﻻ‌ أنه يصطدم بالصورة الذهنية للمدينة والطابع المعماري في مدينة تعد طبيعتها الجغرافية من أهم أسباب رواجها من الناحية السياحية .
المواطن صالح النقبي، رأى أن أي تغيير في طبيعة العمران بخورفكان، هو شيء بالغ الخطورة، ومن شأنه المساس بالقيمة السياحية والتراثية والتاريخية بالمدينة .
النقبي رأى أن أهم ما يميز مدينة خورفكان هو طبيعتها الجغرافية، بجبالها ووديانها واﻹ‌طﻼ‌لة البحرية الرائعة لها . . "ليس من المقبول، يضيف، أن يتم تشييد اﻷ‌براج وتدمير الجبال لتقضي على هذا "السمت" الساحر، والذي يعد من المقومات الرئيسية لشهرة خورفكان وتفردّها بعيداً عن الصخب الذي يفرّ منه الناس لﻼ‌ستمتاع بهدوء خورفكان ومظهرها الخﻼ‌ب .
أراض غير مستغلة
المواطن محمد درويش رأى أن الحلول كثيرة لتوفير أراض سكنية، فعلى سبيل المثال هناك كم من اﻷ‌راضي الزراعية المهجورة نتيجة لشح المياه ببعض المناطق، مضيفاً، "لماذا ﻻ‌ تقوم الحكومة بشراء هذه اﻷ‌راضي وتحويلها ﻷ‌راض سكنية يستفيد منها الشباب، أو بصورة أخرى يتم تحفيز أصحاب هذا اﻷ‌راضي بشكل ما وتوفير الدعم لهم لتحويلها ﻷ‌رض سكنية، مالم يستفاد منها كأراض زراعية" .
"مناسيب دفان التربة في العديد من مناطق خورفكان، بحاجة للتعديل، فهناك العديد من المناطق المهجورة، فقط نتيجة لسوء مناسيب الدفان، وﻻ‌ أذيع سراً حين أقول إن هناك العديد من المساكن المهجورة أيضاً نتيجة هذه المشكلة" . . حل آخر يطرحه درويش .
الجبال كنوز منسية
اعتبر المواطن إبراهيم الحمادي أن جبال خورفكان، وما يطرح من آن ﻵ‌خر بضرورة إزالتها لتعويض النقص في اﻷ‌راضي، هي كنوز منسية، متسائﻼ‌ً: لماذا نعتبرها عائقاً؟
يضيف الحمادي، "إن العديد من الدول ذات الطبيعة الجبلية استفادت من هذه الجبال استفادة مثلى، من خﻼ‌ل التوزيع والتخطيط المدروس، ويمكن استغﻼ‌لها في التشييد العمراني من دون تغيير طبيعتها وتجريفها بشكل يقضي على المظهر العام للمدينة، بل على العكس يمكن أن تحقق المدينة مكاسب وهمية من استغﻼ‌ل الجبال . . لماذا نفرّط في طبيعة ساحرة حبانا الله بها" . . يتسائل الرجل .
"أزيدك من الشعر بيتاً"، يضيف الحمادي، "لدينا كمثال في خورفكان نفسها، مشروع يقام على نفس منهج استغﻼ‌ل الجبال وليس إزالتها كما يطالب البعض، وهو منتجع "ذا شيدي – الجبل"، وتشرف على المشروع هيئة الشارقة لﻼ‌ستثمار والتطوير "شروق" . . هذا عقل اﻻ‌ستثمار الذي ﻻ‌ يخسر، تخيّل كم من مستثمر يبحث عن طبيعة على غرار طبيعة خورفكان ليستثمر فيها أمواله في قلب الجبل وليس على أنقاضه" .
أذكّر الجميع، والكﻼ‌م هنا للحمادي، أن اسم مدينة خورفكان، مشتق من هذه الطبيعة التي يراد لها التغيير من قبل البعض خلقاً للبدائل، رغم أن البدائل نراها جميعاً رأي العين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.