“ساكسو بنك” يتوقع استقرار النفط على وضعه الحالي لأمد بعيد
حققت السلع عودةً قوية خلال الأسبوع الماضي مع عودة مؤشر "بلومبيرج" للسلع بنسبة 3 .2% والتي تمثل أفضل نتيجة أسبوعية خلال 18 شهراً . وشهدنا الأرباح عبر معظم القطاعات بعيداً عن المعادن الثمينة وبالأخص الماشية الحية .
أثارت المواقف القصيرة المفرطة في اليورو انتعاشاً نصف أسبوعي مد يد العون إلى القطاع ككل . لكن ومع إصدار الولايات المتحدة تقرير عمل قوياً آخر، عاد القطاع للهبوط مرة أخرى .
استمر قطاع الطاقة في جذب معظم الانتباه حيث كان من الممكن أن ترتفع القفزة المقدرة بنسبة 2 .5% في حال لم تؤد إلى استمرار الضعف في الغاز الطبيعي .
حافظ خام برنت على مساره الصحيح ليسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024 وأفضل أسبوعين متتاليين منذ 17 سنة .
لم يكن الانتعاش في هذا الأسبوع موازياً لخامي النفط اللذين تراوحا مجتمعين بأكثر من 22 دولاراً للبرميل ضمن مجال 10 دولارات للبرميل . وكنتيجة لهذه التحركات العنيفة، ارتفع التقلب إلى أعلى مستوى له في ست سنوات إلى 63% .
شهدت المعادن الثمينة أسبوعاً هادئاً لغاية تقرير العمل الصادر الجمعة الفائت . وإلى ذلك الحين ومع إيجادها للدعم من ضعف الدولار مقابل تناقص مخاطر الواقعة، علقت المعادن الثمينة بين سندان لجنة السوق الفيدرالية المشتركة ومطرقة خطر التسييل الطويل بعد البيع القوي خلال يناير/كانون الثاني .
تلقت المعادن الصناعية ضربةً مبدئية بسبب الانكماش الأول لمؤشر المشتريات التصنيعي الصيني لأكثر من عامين لكنها تلقت لاحقاً العزاء من الانقطاع المفاجئ في متطلبات الاحتياطي . تلقى السوق هذا على أنه علامة على أن بنك الصين الشعبي قد يتحرك باتجاه التيسير النقدي الأكثر عدوانية . وكنتيجة لذلك، قطع النحاس أطول سلسلة خسائر أسبوعية له منذ 2024 .
حصل قطاع الحبوب على دفعة من تزايد الطلب على التصدير بعدما وصلت الأسعار إلى معدلات جذبت مصالح متجددة من المشترين الأجانب . ولقي القمح الخاص بتوصيل مارس عند 5 دولارات للبوشل من مكان انتعاشها بقوة مع طلب المشترين من اليابان ومصر والمملكة العربية السعودية .
يعاني محصول القمح الشتوي الروسي ظروفاً قاسية بحسب التقارير، ما ساعد السوق الفائض على نقل تركيزه .
أسبوع استثنائي للخام
شهدنا خلال الأسبوع الماضي بعض التحركات الدراماتيكية في النفطين العالميين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط .
وكما يُظهر المخطط البياني لمؤشر "بلومبيرج" أدناه، لدينا ثلاث حركات رئيسية في أسبوع واحد فقط كانت جميعها أكبر من 10% وكنتيجة لهذا الصراع العنيف المتصاعد بين الأساسيات السلبية وارتفاع في طلب المستثمرين، ارتفع التقلب إلى مستويات لم نشهد لها مثيلاً منذ أبريل 2024 الذي أدى وقتها إلى انتعاش طويل تلا الانهيار الذي حصل بعد الأزمة المالية والاقتصادية .
كانت محفزات الارتفاع لا تعد ولا تحصى مع تلقي بعضها معظم الانتباه على النحو التالي:
– انخفاض حاد في انتاج منصات النفط الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات
– تخفيض شركات النفط الرئيسية خطط الاستثمار المستقبلية
– اضطراب المصافي الأمريكية الذي منح المنتجات دفعة
– التغطية القصيرة بعد مضاعفة المواقف القصيرة في شهر واحد
– انخفاض التوريدات من ليبيا مع اشتداد القتال
يحمل الزخم المرتفع الحالي احتمال تمديد الانتعاش في خام غرب تكساس الوسيط إلى 58 دولاراً للبريل وخام برنت إلى 70 .63 دولار للبرميل وهي المستويات التي تزامنت مع منطقة الاندماج التي شهدناها في شهر ديسمبر/كانون الأول .
الطلب على صناديق الاستثمار
يراهن المستثمرون على رد فعل بعدما شهدنا الأسعار تهبط بنسبة 50% منذ يونيو الماضي استجابة لسلسلة الأخبار الداعمة التي نتج عنها ارتفاع الفائدة في صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالطاقة .
ومنذ بداية العام، وضع أكثر من 7 .2 مليار دولار قيد العمل في القطاع وكان أكثرها صناديق الاستثمار المتداولة التي تتبع أداء خام غرب تكساس الوسيط مثل USO:arcx وUCO:arxc وOIL:arcx
ارتفاع المخزون الأمريكي
حافظت شركات النفط الأمريكية على انتاج يزيد على 9 ملايين برميل يومياً وتستمر هذه المرونة، وسط الانخفاض الحاد في انتاج منصات النفط الأمريكية، في عرقلة الانتعاش المناسب لهذه المرحلة .
ارتفعت مخزونات النفط الخام في كوشين، وهي محطة توصيل خام غرب تكساس الوسيط، بمعدل 5 .2 مليون برميل في الأسبوع الماضي وتضاعفت منذ أكتوبر/تشرين الأول .
ومع ارتفاع التوقعات الخاصة بتسبب الإضراب الحالي في المصافي في تباطؤ الطلب على النفط الخام، يمكن أن يزيد هذا المستوى أكثر من ذلك خلال الأسابيع القادمة .
وكنتيجة لذلك، إضافة للقتال الجاري في ليبيا الذي أدى إلى تراجع الصادرات، نمتلك شرحاً حول سبب زيادة الفرق بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى .
ومنذ ما يقارب شهر، ارتفع الفرق فوق 6 دولارات للبرميل وقد يستمر إلى حين وصولنا إلى تباطؤ في الانتاج الأمريكي .
معركة حصة السوق
أصدرت شركة النفط السعودية "أرامكو"، أسعارها لشهر مارس/آذار وسعياً لدعم المعركة الجارية حول حصة السوق، خفضت سعر المبيع لصالح العملاء الآسيويين بمعدل 3 .2 دولار للبرميل تحت معدل نفط عمان/دبي الخام .
وحسب بيانات "بلومبيرج"، يمثل هذا السعر الأقل منذ 14 سنة على الأقل وهو أقل كذلك من فرق 75 .1 دولار للبرميل السنة الماضية . ويشكل هذا إشارةً واضحة على التزام أكبر مصدرٍ عالمي للنفط الخام بالدفاع عن حصته في السوق .
وهو كذلك إشارة واضحة على أن وفرة العرض في السوق العالمي لا تزال مشكلة في حين أدى تناقص الطلب على الواردات من المصافي الأمريكية إلى زيادة الشحنات من روسيا وغرب افريقيا وأمريكا اللاتينية الباحثين عن وجهة جديدة مع تمتع آسيا بأكبر فرصة للنمو، ما دفع بمنتجي النفط الرئيسيين إلى تركيز جل اهتمامهم عليها .
الانتعاش لا يزال بعيد المنال
لا يزال الانتعاش على شكل حرف "V" في أسعار النفط مثل ذلك الذي شهدناه في شهر أبريل/نيسان 2024 غير مرجح نظراً لوفرة العرض الحالية والنظرة المستقبلية بخصوص أن يزداد الوضع الحالي سوءاً قبل أن يبدأ في التحسن .
وتشير أكثر النتائج ترجيحاً بخصوص زيادة تقلب الأسعار باتجاه سوق سيستقر في نهاية المطاف في مجال رئيسي قريب من المستويات الحالية لفترة طويلة من الزمن .
وتبدو لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أكثر تفاؤلاً في توقعاتها بخصوص ارتفاع المعدلات مقارنة بالسوق وبناء على ذلك ستتم مراقبة البيانات القادمة عن كثب من أجل تحديد المصيب من المخطئ .
ترك الاختراق تحت الدعم الجمعة الفائت الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام تصحيحٍ أعمق مبدئياً إلى 1238 دولاراً متبوعاً بسعر 5 .1221 دولار قبل المستوى النفسي الرئيسي عند 1200 دولار .
أولي سلوث هانسن
* رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك