ضبط مجموعات متخصصة في مضاربات الذهب والبورصة بدبي
دبي – نادية سلطان:
حذرت شرطة دبي من الانسياق وراء ادعاءات كاذبة عبر الشبكة العنكبوتية، توهم بمضاعفة الأموال عبر مضاربات مالية في الذهب والبورصة، أو بدعوى التجارة الإلكترونية .
وأكد اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، أن فرق مكافحة الجرائم الإلكترونية نجحت في ضبط مجموعات نشرت إعلانات عن شركات وهمية متخصصة في مضاربات الذهب، والبورصة، والتجارة الإلكترونية، ودعوة الناس بمضاعفة أموالهم في أوقات قصيرة، ما تسبب في وقوع عدد من الضحايا لتلك الشركات التي تبين أنها شركات وهمية، تدار من خلال الهواتف أو الشقق، وليس لها أية صفة قانونية، وأغلبيتها شركات قائمة في دول أخرى، ولها متعاونون داخل الدولة .
وقال اللواء المنصوري، تم الإيقاع بعصابتين أحدهما داخل الدولة، وأخرى في دولة خارجية، مطالباً أفراد المجتمع عدم الانسياق وراء هذه الادعاءات، وغيرها من شركات التوظيف الوهمية، أو تلك التي تدعي منحها شهادات التوفل والايلتس، وذلك قبل التأكد من قانونية هذه الشركات في الدول التي تدعي تواجدها بها .
وأشار المنصوري إلى وقوع عربي ضحية لهذه الأوهام، حيث دفع ما يقارب 600 ألف درهم عبر أحد المواقع على الإنترنت والتي تدعي المضاربة في البورصة والذهب، ولمزيد من استنزافه من قبل القائمين على تلك الشركة، كانت تصله رسائل بزيادة أمواله نتيجة الأرباح التي تحصل عليها، إلا أنه وعندما طالب باسترداد أمواله مع الأرباح فوجئ بالمماطلة، وعدم الرد على هواتفه، حيث قام بفتح بلاغ بالواقعة .
وأفاد المنصوري أن هناك الكثير من ضعاف النفوس يقومون بجذب البعض بادعاء مضاعفة مدخراتهم، وللأسف يكون هناك استجابة للأمر من دون التأكد من مدى صحة وقانونية تلك الشركات، مطالباً أفراد المجتمع بالحرص تجاه تلك المعاملات، حتى لا يقعوا ضحايا لهؤلاء اللصوص، مشيراً إلى أن الإنترنت بقدر ما استفاد منه الكثيرون، إلا أن البعض أساء استخدامه، وسخر تلك التقنية في عمليات نصب واحتيال، واختراقات، والإساءة للآخرين وغيرها .
من جانبه قال المقدم سالم سالمين، مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإنابة، ورد مؤخراً بلاغ على تويتر لحساب الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، من شخص من السعودية، أفاد فيه تعرضه لعملية نصب واحتيال عبر إحدى الشركات التي ادعت أنها تمنح شهادة التوفل والايلتس، وتتخذ الشركة مقراً لها في دبي، وأشار إلى أنه قام بتحويل مبالغ مالية إلى الشركة، إلا أنه فوجئ بعدم الرد عليه بعد ذلك .
وأشار سالمين إلى أنه على الفور تم التعامل مع البلاغ والتحري من المعلومات التي قدمها المبلغ، وتبين أن مجموعة من الأشخاص استأجروا شقة، وحاولوا استقطاب بعض الطلبة والأشخاص الراغبين في الحصول على شهادات التوفل والايلتس من دون امتحان، وتبين أن تلك الشركة وهمية، وتستغل حسن نوايا الضحايا الذين يقومون بإرسال الأموال للحصول على الشهادات، من دون التحري عن ماهية تلك الشركات أو المعاهد غير المرخصة، مبيناً أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية تلقت بلاغات عدة من أشخاص تعرضوا لعمليات نصب واحتيال من شركات تدعي منحها لتلك الشهادات، حيث تم على الفور تشكيل فرق بحث وتحر وضبط المتورطون بذلك .
وحذر سالمين أيضاً من شركات وهمية للتوظيف تنتشر على الإنترنت، وتطلب من الأشخاص الذين يتواصلون معها بإرسال السيرة الذاتية الخاصة بهم عبر موقعهم الإلكتروني على شبكة الإنترنت، أو التواصل عبر أحد الهواتف المتحركة الذي يقوم بالرد عليه شخص آخر ضمن العصابة، ليؤكد له المعلومات، ويطلب منه إرسال الأموال ليتسنى لهم إرسال نسخة من عقد العمل .
ولفت إلى أن عملية النصب تكتمل بإرسال نسخة بها ختم مزور لعقد عمل، ويطلبون من الشخص إرسال مزيد من الأموال لاستخراج التأشيرة، وغالباً ما يكون الراتب مغرياً، ما يدفع الشخص إلى إرسال مبلغ آخر، وتستمر عملية الاستنزاف إلى أن يتوقف عن الدفع، فتختفي العصابة عن الأنظار، مشيراً إلى أنه تم ضبط عصابة داخل الدولة، وأخرى خارجها، تتعاونان مع أشخاص داخل الدولة قاموا بارتكاب مثل هذه الجرائم .
أما فيما يتعلق بشركات المضاربة بالذهب والبورصة، أو التجارة الإلكترونية، قال سالمين: ورود بلاغ من شخص سعودي الجنسية أفاد بقيامه بتحويل 100 ألف درهم لإحدى الشركات العاملة في دبي بداية الشهر الماضي، والتي ادعت مضاعفة الأموال عن طريق المضاربة في البورصة وتجارة الذهب، والتي ادعت أنها تعمل في الدولة منذ 30 عاماً، وأن لهم آلاف الزبائن في مختلف دول العالم، وأنه يمكن أن يتابع رأس المال الذي دفعه عن طريق كلمة السر واسم المستخدم على الموقع الإلكتروني .
وأشار سالمين إلى أن الشخص دخل فعلاً على الإنترنت، وعثر على موقع الشركة، فقام بإرسال المبلغ باسم أحد الأشخاص الذي ادعى عمله بالشركة، وخلال شهر زاد المبلغ، واستمر الأمر لمدة 3 أشهر، وعندما طالب الضحية من الشركة إرسال الأرباح التي يحصل عليها بدأت عملية المماطلة، إلى أن توقفت الشركة عن الرد عليه، لافتاً إلى أنه تم التحقق من المعلومات، وجار التعميم على الشخص الذي استلم مبلغ التحويل عن طريق الصرافة، إلا أنه تبين أن الجواز الذي استلم به التحويل مزور، ولا تزال القضية قيد المتابعة .
ولفت سالمين إلى أنه تم تسجيل بلاغ آخر من إحدى السيدات من الجنسية الخليجية، والتي قامت بتحويل مبلغ 83 ألف درهم، للمضاربة على الإنترنت تحت مسمى "يو إف إس" والتي تعني زيادة رأس المال عبر التجارة الإلكترونية، وتبين أنها مجرد عصابة تدير عدداً من المواقع الإلكترونية، وأن رئيس العصابة يقيم في دولة أوروبية وله متعاونون في فنلندا وبريطانيا، كما ألقي القبض على عصابة مكونة من 6 أشخاص تعمل لحسابهم داخل الدولة من خلال شقة مؤجرة في منطقة القصيص، لهم العديد من الضحايا .
وطالب سالمين الجميع أن يقوموا بالتأكد من ماهية تلك الشركات عبر الأجهزة المعنية قبل البدء في التعامل معها، لأن هناك شركات خاصة بالتجارة الإلكترونية صحيحة ولا غبار عليها، لكن هناك أخرى استغلت الشبكة الإلكترونية في عمليات نصب واحتيال وجني الأموال بطريقة غير مشروعة وهو ما نحذر منه .