غرفة المعيشة من الغرف الأساسية وأكثرها انشغالاً سواء بالنهار أو الليل لكل أفراد العائلة، والتي صارت تعرف أيضا بغرفة المعيشة، فهي أسلوب حياة لانها محور البيت ونقطة ارتكازه ومنبع الأسرار واتخاذ القرارات، وهي كذلك تحتضن دفء الذكريات على جسد الصور واللوحات التي تحمل بين طياتها مشاهد توثيقية وآمالاً حالمة، ما يدفع مصممي الأثاث دائما الى ابتكار تصاميم مترفة لغرف شغوفة بالحكايات الذواقة للجمال والأناقة.
وعلى الرغم من الجاذبية الحالية للطراز العتيق، إلا أن تنحيتهم عن عالم التصميم الداخلي مرة أخرى وارد جداً وفقاً لإملاءات الموضة وتقلباتها، كما حدث مع الطرز السابقة، وهي ليست إلا مسألة وقت.
وتجديد غرفة المعيشة بالكامل بشكل دوري أمر مكلف ومزعج في نفس الوقت. ولهذا السبب وبالتحديد، فالعديد من أصحاب المنازل والمصممين على حد سواء يفضلون..
الإضافة الجزئية والمميزة للطراز العتيق مع المحافظة على السمة العامة الطاغية للطراز العصري بإضافة قطعة أثاث واحدة، ستارة، طاولة قهوة أو حتى ورق جدران جديد إلى جدار معين فقط، ما يمكن أن تخلق إحساسا بالعودة إلى الماضي من خلال قطعة تشي به دون الحاجة إلى تجديد ديكور منزلك بالكامل.
وفي السياق لكي يحقق التصميم بوجه عام دوره المطلوب لابد ان يقوم على الجانب الوظيفي والشكل الأنيق بكل محاوره للتوازي مع مفهوم الموضة وتوجهاتها..
حيث نلمس ذلك بقوة في كافة أرجائها، سواء كان الأمر بتسخير الألوان والقطع الملاحقة للقطع الكبيرة أي المكملة لها، أما الشكل الذي تشكل منه طقم الكنب فجاء بنمط تصميمي كلاسيكي حديث، وطابعها اعتمد على اللون القوي لأنها تفتقر للتفاصيل التصميمية مثل الإكسسوارت، لكن نجد بعض الخطوط الفنية بظهر الكنبة التي تشكلت بطريقة هندسية، وتم اعتماد اللون البرتقالي القوي.
ومن العناصر الهامة لغرفة المعيشة هو ان يتماشى التصميم مع شخصية وسمات القاطنين في المنزل بتوافق شبه فطري لما هو محبب أو جذاب من وجهة نظرهم، لأنها تجمع كافة المواد والخامات والألوان لهدف واحد وهو البحث عن الراحة والانسجام النفسي، وهذا شيء لا يقل حدوثه، فالفراغ في التصميم لا وجود له بهذا الغرفة التي صنت من بنات أفكار أصحابها.
ومن جانب آخر فإن التنوع المتناغم هو سيد الموقف في هذه الغرفة والذي نجده بقوة في طقم الكنب، فالمعطيات التصميمية التي تشكلت بها جاءت مريحة هادئة ومميزة بكافة الشروط والمقاييس الجمالية وأساليب المتعة والبهجة، ونعود إلى نمطها التصميم الذي قام على جمع أكثر من خامة ومواد في تشكيلها وهذا ما جعلها غنية المضمون..
حيث نجد خامة الجلد وخامة القماش القطني وخامة الخشب وخامة الرخام مجموعة في طقم واحد، وطبعا غيرها من الخامات والألوان، ألوانها جاءت غامقة وذلك لضمان عدم اتساخها بسرعة، كاللون الأزرق الكحلي واللون الأصفر الغامق.
الزوايا والنواحي التصميمية في هذا الطقم مع أجواء غرفة الجلوس جاءت بهيكل نمطي وتصميم مرادف للبيئة الطبيعية، والذي نلتمسه في خامة الطاولة التي تشكلت من خامة الخشب الذي بقي بحالته الطبيعية..
وأيضاً في خامة الجلد التي شغلت بها الكنبة ذات اللون البني الغني، فطرازها لع علاقة بالطبيعة التقليدية، ولكسر الجمود اللوني تم اللجوء إلى عدد وفير من الوسائد ذات الأحجام المختلفة والألوان المتنوعة مع الطبعات الزخرفية والهندسية.