وأكد اللواء الزفين أن حوادث الدهس من الحوادث المعقدة التي يجب أن يدرسها الخبير بدقة لتحديد الطرف المتسبب، مشيراً إلى أنه كخبير حوادث معتمد من الولايات المتحدة، أعفى السائق من المسؤولية في بعض حوادث الدهس، منها حادث على طريق دبي العين حين دخل أحد المشاة فجأة إلى الشارع الذي تصل سرعته إلى 140 كيلومتراً في الساعة وصدم المرآة الجانبية للسائق ثم سقط فصدمته سيارة أخرى، مشيراً إلى أن سائق المركبة الأولى لا يتحمل أي مسؤولية، لأنه كان يسير في طريقه الطبيعي ملتزماً بالسرعة المحددة والعابر هو الذي صدم السيارة.
وأكد اللواء الزفين أن من الخطأ تحميل السائق مسؤولية حادث الدهس في جميع الحالات، وأن دور خبير السير الذي يقرأ كل هذه الشواهد ويضعها في تقريره يكون له تأثير كبير في نتيجة القضية.
وأشار أيضاً إلى أن الحالة نفسها تنطبق على شخص يعبر طريقاً سريعاً مكوناً من ستة مسارب مثل شارع الشيخ محمد بن زايد، واستطاع عبور ثلاثة مسارب وتعرض للدهس في الرابع، لافتاً إلى أن من الصعوبة محاسبة السائق على اعتبار أن المدهوس فلت من الموت ثلاث مرات، وأنه مرت بعد الأوقات التي كان يلجأ فيها بعض العمال من الجنسيات الآسيوية في رمي أنفسهم عمداً أمام السيارات للحصول على الدية.
اختبار ثان
وأفاد اللواء الزفين إلى أنه أجرى الاختبار الثاني للمرشحين للحصول على شهادة خبير مساعدة وخبير وتجاوز الامتحان خمسة أشخاص، أربعة حصلوا على شهادة خبير مساعد وواحد منهم صار خبيراً، مؤكداً أن شرطة دبي لديها كفاءات كثيرة في مجالات متنوعة يمكنها القيام بهذا الدور وتأهيل الراغبين من المؤسسات الأخرى في الحصول على دورات واختبارات مؤهلة، داعياً الراغبين في الحصول على شهادة خبير التقدم للدورة المقبلة.
وقال اللواء محمد سيف الزفين إن خبير حوادث السير يقوم بمهمة حساسة لأن الحاصل على هذه الشهادة بإمكانه إعادة بناء الحادث المروري بعد وقوعه من الألف إلى الياء وهذا يستلزم إلمامه بعلوم الفيزياء والرياضة وأن مصير بعض الأشخاص يعتمد بنسبة كبيرة على التقرير والذي ينقل صورة مطابقة لتفاصيل الحادث بالدقة المطلوبة.
صياغة المقدمات
ونوه اللواء الزفين بأن الإشكالية التي تواجه خبير الحوادث أنه يتعامل مع النتيجة وعليه إعادة صياغة المقدمات، من خلال تحديد سرعة المركبات التي تسببت أو تعرضت للحادث عند اصطدامها وشرح سبب عدم قدرتها على الوقوف وهل استخدم السائق الفرامل من عدمه، وقراءة حالة الطريق، وما إذا كان فيه نوع من البلل أو الرمال لتحديد العوامل المساعدة، مؤكداً أن خبير حوادث السير يجب أن يحصل على دورات في هذا المجال حتى يستطيع جمع المعلومات سواء من الجمهور أو تلك المتعلقة بالمركبة والطريق.
التزام بالقانون
أوضح سيف الزفين أن إحدى الحالات المهمة التي تعامل معها أثناء دراسته في الولايات المتحدة شرحها المحاضر الذي كان خبير سير وهي تعرض طفل للصدم من حافلة عامة، لافتاً إلى أن سائق الحافلة ذكر أنه كان يقف في الإشارة حتى تحولت إلى اللون الأخضر ومن ثم سمع صوت الارتطام وتبين فعلياً أنه تحرك بشكل طبيعي ولم ير الطفل الذي فلت من يد أمه، وقرر خبير السير عدم احتجازه لأنه لا يتحمل أي مسؤولية وهو أمر منطقي ولا يمكن تحميل السائق الملتزم مسؤولية التزامه بالقانون في حين هناك إهمال أو قلة وعي من الطرف الآخر.