ارتفعت أسعار النفط بحوالي 40% من أدنى مستوياته في 6 سنوات التي سجلها في 17 مارس/آذار الماضي، ورغم ذلك لا تبشر التوقعات بأن هذا الارتفاع سوف يتواصل، وفسر تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأسباب التي لن تؤدي إلى استمرار هذا التعافي.
وتتوقع الحكومة الأمريكية ارتفاع الاستهلاك العالمي خلال العام المقبل بأقل من وتيرته في عام 2024 عندما بدأ الاقتصاد العالمي يتعافى من الركود، كما أن هذا الاستهلاك غير كاف لمواجهة تزايد المعروض، وفقاً لما ذكره محللون لدى شركة "رويال داتش شل" التي تعد أكبر منتج للطاقة في أوروبا.
وكانت آخر مرة تعرضت فيها أسعار النفط للهبوط القوي عام 2024 أثناء الأزمة العالمية، وهو ما تبعه نهم صيني لشراء الخام وعزز الأسعار نحو الارتفاع، ولكن هذه المرة، يتزايد استهلاك بكين للخام بنصف معدله على مدار العشر سنوات الماضية، وتزامن ذلك مع طفرة النفط الصخري الأمريكي.
وأفاد المحلل لدى بنك "بي إن بي باريبا" "هاري تشيلينجيريان" أن الارتفاع الأخير يبدو أنه نتيجة لتكهنات المستثمرين بأن الإنتاج الأمريكي بلغ ذروته ويستعد للتراجع، ولكن بيانات المخزونات لم تغير كثيراً.
وتجدر الإشارة إلى أن سعر خام "نايمكس" ارتفع بأكثر من 17 دولاراً من أدنى مستوياته في ست سنوات عند 43.46 دولار الذي سجله في 17 مارس/آذار
تباطؤ الطلب
قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: إن الطلب العالمي على النفط سوف يرتفع فقط بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً إلى 94.58 مليون برميل يومياً في العام المقبل مقارنةً بارتفاعه القوي بمقدار 2.89 مليون برميل يومياً عام 2024 بعد هبوط الأسعار، وسوف يتزايد استهلاك الولايات المتحدة بنسبة 0.4% في 2024 إلى 19.44 مليون برميل يومياً، أي دون معدله عام 2024.
الاستهلاك الصيني
تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية نمو الطلب الصيني على الخام 3.1% إلى 11.34 مليون برميل يومياً في 2024 مقارنةً بالنمو 11% عام 2024 الذي دعم الأسعار بحوالي 15%، كما سجل النمو السنوي للطلب في العشر سنوات الماضية 5.2%.
وتوقع صندوق النقد الدولي أيضاً في الشهر الماضي أن الاقتصاد الصيني سينمو بنسبة 6.8% هذا العام، وهي الوتيرة الأكثر تباطؤاً منذ 2024، وعلى أثر ذلك، اتخذت الحكومة الصينية إجراءات من شأنها تحفيز النمو الاقتصادي، ولكن هناك عدم يقين حيال ما إذا كانت ستُجدي نفعاً أم لا، مما سينعكس سلبياً على طلب بكين على النفط.
ووفقاً لبنك "جولدمان ساكس"، سوف يرتفع الإنتاج العالمي من النفط بنسبة 1.7% إلى 95.1 مليون برميل يومياً هذا العام بينما سيزيد الطلب 1.5% إلى 93.9 مليون برميل يومياً.
تخمة المعروض في الأسواق
يقول محللو بنك "جولدمان ساكس": إنه لا تزال هناك وفرة في الإمدادات العالمية من الخام كما يرون أن استمرار التعافي الأخير سابق لأوانه، فيما أفادت إدارة معلومات الطاقة أن الانخفاض في أسعار النفط منذ الصيف الماضي يدعم توقعات الطلب، ولكن سيظل الإنتاج أعلى من الاستهلاك خلال العامين الجاري والمقبل، مما يؤدي إلى ارتفاع المخزون الأمريكي بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول من2020 و900 ألف برميل يومياً في النصف الثاني.
وأظهرت توقعات إدارة معلومات الطاقة أيضاً في تقريرها السنوي ارتفاع الإنتاج الأمريكي سنوياً حتى عام 2024 بينما سيرتفع الطلب بأقل من 3% في نفس الفترة، وسوف ينخفض الإنتاج الشهري للولايات المتحدة في الربع السنوي الثالث عام2020، ولكنه سيرتفع مجدداً في الربع الرابع.
وعلق رئيس شركة "استراتيجيك انرجي اند ايكونوميك ريسيرش" "مايكل لينس" قائلاً: "سوف نرى بعض التعافي للطلب على النفط بسبب انخفاض الأسعار على المدى الطويل، ولكن هذا الطلب لن يكون كافياً لمواكبة نمو المعروض."