يوضح مارك سبيتزاغل، وهو مدير أحد صناديق التحوط الذي اشتهر برهاناته عالية القيمة إبان أزمة العام 2024 التي درت أرباحاً بمليارات الدوﻻرات: "لن يكون لدينا الحق في أن نتفاجأ بحدوث انهيار حاد ووشيك في أسواق اﻷسهم، وعلينا في الواقع أن نتوقع حدوثه بشكل قطعي" .
والمؤسف هو أن سبيتزاغل ليس وحده في ذلك الرأي .
ويحذر مارك فابر، وهو مستشار سويسري ومدير ﻷحد الصناديق: "نحن في مرحلة فقاعة عمﻼقة في اﻷصول المالية يمكنها أن تنفجر في أي يوم" .
وﻻ يتردد فابر في إلقاء اللوم على السياسات الكبيرة ﻹدارة الرئيس أوباما وسياسات مجلس اﻻحتياطي الفيدرالي للمعدﻻت المنخفضة المحفوفة بالمخاطر والتي كما يقول: "تعاقب أصحاب الدخول والمدخرين الذين يقومون باﻻدخار، وهم "والداك" . . وعليك أن تنظر فيما قد يضطر "والداك" للمضاربة في اﻷسهم والعقارات وفي كل شيء آخر تحت الشمس" .
ويشاع أن وارن بافيت، المستثمر بمليارات الدوﻻرات، يستعد هو اﻵخر لحدوث انهيار وشيك، ويخترق مؤشر "وارن بافيت إنديكيتور" الذي يعرف أيضاً بكونه يقيس "معدل رأس المال السوقي الكلي إلى الناتج المحلي اﻹجمالي"، وضع إنذار البيع مما يشير إلى أن اﻻنهيار المتوقع قد يحدث في أي لحظة .
وعليه، فما الذي يمكن لمستثمري شارع المال واﻷعمال الرئيسي (وول ستريت) فعله مع احتمال اﻻنهيار الذي يلوح في اﻷفق؟*
يتمثل أحد الخيارات في بيع كل ما تمتلكه من أسهم وادخار اﻷموال الخاصة بك تحت البﻼط، بينما يتمثل الخيار اﻵخر في المخاطرة بكل شيء واﻻنحناء أمام العاصفة .
ولكن هناك خياراً ثالثاً وفقاً لشون هيمان، مؤسس "آبسوليوت بروفيتس" .
ويوضح هيمان ذلك الخيار بقوله: "هناك قطاعات معينة من السوق هي مضمونة بالكامل للقيام بأداء جيد خﻼل اﻷشهر القليلة المقبلة، ويمكن للخروج من أسواق اﻷسهم في الوقت الحالي أن يكون مكلفاً" .
كيف يمكن أن يكون متأكداً من رؤيته؟
واﻹجابة هي أن لديه إمكانية للوصول إلى تقويم سري في وول ستريت تغلب على التوقعات العامة في السوق بنسبة تفوق أكثر من 250 في المئة منذ العام ،1968 ويسرد هذا التقويم ببساطة 19 من اﻻستثمارات مصنفة بحسب قطاعات السوق، و38 موعداً للقيام بالشراء والبيع فيها، ويمكن للمرء عبر قيامه بذلك أن يحول ألف دوﻻر فقط إلى 178 ألف دوﻻر في إطار زمني قدره 20 عاماً .
ويضيف هايمان: "ولكن هذا التقويم هو مجرد جزء من نظام اﻻستثمار الذي يخصني، ولقد وضعت أيضاً تصميماً لنظام إنذار بحدوث انهيار في السوق مصمم لتحذير المستثمرين قبل حدوث تصحيح كبير أيضاً" .
وقد تمت برمجة نظام اﻹنذار بحدوث انهيار في الواقع من قبل أحد اﻷفراد الذين وضعوا شيفرة أنماط طيران الصاروخ النووي في أيام الحرب الباردة، وذلك حتى يمكن له أن يكون أقرب إلى الدقة بنسبة تقارب نسبتها 100 في المئة ما أمكن ذلك .
ويوضح هيمان أنه إذا كان السوق قد بدأ يغرق فإن نظام اﻹنذار بحدوث اﻻنهيار يعطي إشارة للبيع لتحذير المستثمرين لﻼتجاه نحو التسييل (الحصول على النقدية مقابل اﻷسهم) .
ويشير قائﻼً: إنه كان بإمكاننا تجنب اﻻنهيارات التي حدثت في اﻷعوام 2000 و2008 بصورة كاملة في حال كنا نستخدم هذا النظام، وذلك وفقاً لﻼختبارات العكسية التي أجريناها، وعليك أن تتخيل كم هو مقدار اﻷموال التي كان يمكننا الحصول عليها في حال كنا قد نتجنب تلك الموجة المروعة من عمليات البيع" .
قد يعتقد المرء أن هايمان يبدو واثقاً أكثر من الﻼزم، لكنه أثبت مراراً صحة توقعاته أمام المﻼيين من الناس . (سي إن بي سي)
توقعات شون هيمان
توقع شون هيمان في مقابلة له مع تلفزيون "بلومبيرغ" في العام 2024 بشكل صحيح أن سعر أسهم "بيست باي" سيهبط إلى 11 دوﻻراً للسهم الواحد خﻼل اﻷشهر القليلة المقبلة، وهو ما فعله السهم بالضبط .
ثم صدقت توقعات هايمان كذلك في مقابلة مع جيري ويليس من "فوكس بيزنس" جرت في أوائل العام 2024 قال فيها إنه يتوقع ارتداد السوق مرتفعاً إلى مستويات قياسية جديدة عند 15000 نقطة، على الرغم من موجة البيع الكثيفة التي كانت تطارد المستثمرين في ذلك الوقت، وانتعش سوق اﻷسهم بعدها ليحقق بالضبط اﻷهداف التي تنبأ بها هيمان .
وقال هيمان: "هناك الكثيرون ممن يعتقدون أنني مجرد شخص محظوظ، ولكن ذلك أمر ﻻ عﻼقة له بالحظ بينما لديه كل ما يجمعه مع أدوات محددة أقوم باستخدامها . . أدوات مثل تقويم وول ستريت السري ونظامي الخاص باﻹنذار من حدوث اﻻنهيار" .
ومع المزيد من عدم اﻻستقرار المالي الذي يحدث أكثر من أي وقت مضى، يتطلع اﻵﻻف من اﻷشخاص إلى توجيهات شون هيمان، وهو يملك أكثر من 114 ألف مشترك في رسالته اﻹخبارية الشهرية وقد شوهدت أشرطة الفيديو التي يقوم بتسجيلها مﻼيين المرات .