عندما دمعت الإمارات
ما زال كل إماراتي عاصر هذه البطولة، يشعر بالأسف والندم، بعد أن غالبته الدموع حينذاك، إنه عام 1996، عندما استضافت الإمارات نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى، وكانت في تلك الأوقات تملك منتخباً قوياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، شق المنتخب طريقه محققاً الفوز وراء الفوز، وأصبح بتوالي المباريات والانتصارات هو المرشح الأول للقب..
وكان المراقبون أيامها ينظرون للقب على أنه مسألة وقت ليس إلا، وبالفعل، وصل الفريق القوي إلى المباراة النهائية، وكان الفريق المنافس هو المنتخب السعودي الشقيق، وبدأت المباراة، وكان كل إماراتي يمنّي النفس بأول لقب آسيوي، فالمباراة في الإمارات وبين جماهيرها المتشوقة والمتحمسة، لكن الفريقين لم يستطع كلاهما تحقيق الفوز على الآخر لا في الوقت الرسمي ولا في الوقت الإضافي..
واحتكما إلى ركلات الجزاء الترجيحية، التي للأسف أدارت ظهرها للمنتخب صاحب الأرض، وسط صدمة كانت قاسية لجماهير الإمارات، التي ما زالت تتذكر تلك الأيام، وتتذكر اللقب الآسيوي الذي طار في غمضة عين.
إنجاز كويتي لا ينسى
شهدت بطولة كأس آسيا عام 1980، أول استضافة عربية للبطولة القارية، حيث استضافتها الكويت، ولم يكن ذلك فقط هو الحدث، بل كان الحدث الأكبر هو فوز المنتخب الكويتي بها كأول فريق عربي آسيوي يحقق بطولة كأس آسيا. والمنتخب الكويتي تفوق على نفسه في هذه البطولة، وفاجأ الجميع بالفوز بها، لا سيما بعد البداية المخيبة للآمال..
حيث كان قد خسر بالثلاثة من المنتخب الكوري الجنوبي في البداية، وإذا به يثأر لنفسه في مشهد لا ينسى، عندما تمكن من الفوز، وبالثلاثية نفسها، على المنتخب الكوري، وكان هذا الفوز وراء اللقب الكبير الذي لا يزال ماثلاً في الأذهان، ويعتبر إلى جانب التأهل إلى دورة موسكو الأولمبية في تلك الأثناء، وإلى جانب التأهل لنهائيات كأس العالم عام 1982 بإسبانيا، هي أهم إنجازات الكرة الكويتية على الإطلاق، لكن يبقى دائماً لقب كأس آسيا بمثابة البوابة الكبيرة التي فتحت الأبواب كلها بعد ذلك أمام تاريخ الكرة الكويتية.
اليابان دائماً في القمة
في النسخة الماضية بقطر في عام 2024، كانت المنافسة على أشدها، كالعادة، بين منتخبات شرق القارة ومنتخبات غربها، فالسعودية حققت اللقب ثلاث مرات مع إيران نجمة حقبة السبعينيات بلا منازع للغرب، واليابان حققت أيضاً اللقب الثالث لمنتخبات الشرق، وكان هناك كوريا التي توقف رصيدها عند لقبين فقط، حققتهما في الزمن الغابر في الخمسينيات من القرن الماضي في البدايات الأولى للبطولة..
وفي نهاية المطاف، انحازت البطولة لليابان التي حققت لقبها الرابع، وهو رقم قياسي لم يحققه غيرها حتى الآن، وأكدت هذه البطولة أن المنتخب الكوري لم يعد يهتم كثيراً بالبطولة الآسيوية..
فقد وضع في استراتيجيته نهائيات كأس العالم في المقام الأول، وأصبح أكثر المنتخبات الآسيوية وصولاً لنهائيات كأس العالم، وفي البطولة الحالية، لا أحد يعلم إلى أين تسير الاتجاهات، هل إلى أستراليا التي تستضيف البطولة لأول مرة، أم إلى اليابان بالتخصص، لا أحد يدري.
سنغافورة والتحدي الكبير
في عام 1984، شهدت نهائيات كأس آسيا التحدي الكبير في مدينة سنغافورة، لا سيما بين المنتخبين الكويتي والسعودي، فقد كانت المنافسة على أشدها بين المنتخبين داخل الملعب وخارجه، فقد كان يشهدها من الجانب الكويتي الشهيد الشيخ فهد الأحمد، ومن الجانب السعودي كان الأمير الراحل فيصل بن فهد، يرحمه الله، وأخيه الأمير سلطان بن فهد..
وكانت البطولة تشهد تراشقاً لا يتوقف بين المسؤولين من ناحية، وبين اللاعبين في الملعب من ناحية أخرى، وكانت الكويت في تلك الأثناء من المنتخبات القوية، فقد كانت تدافع عن لقبها، وكانت السعودية تريد أن تعبر عن نفسها في ظل المنافسة القوية والتاريخية بين المنتخبين الكبيرين، وانحازت سنغافورة في نهاية الأمر للمنتخب السعودي، الذي لم يفز فقط في المباراة النهائية، بل فاز بنتيجة كبيرة لا تصدق، بعد أن فاز بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، لتحقق السعودية لقبها الأول، وكان لقباً لا ينسى، لأنه تحقق على حساب الكويت الصديق اللدود.