بدأ الذهب تداولاته في عام2020 بشكل أو بآخر قريباً من نفس المستوى في مثل هذا الوقت من عام 2024. المؤثرات المعاكسة للذهب في 2024 كانت كثيرة وأبرزها صعود الدولار 14% مقارنةً بسلة العملات الرئيسية بينما انخفضت توقعات التضخم في أمريكيا بـ 0.75% وزادت التوقعات بقرب رفع الفائدة من الفيدرالي الأمريكي.
بالرغم من كل هذه المؤثرات المعاكسة، حافظ الذهب على أداء جيدٍ في الأشهر الماضية، ساعده على ذلك تدهور التوقعات في أوروبا وبالأخص تداعيات الأزمة السياسية في اليونان وأوكرانيا. كذلك زادت التكهنات لاحقاً بشأن خروج اليونان من منطقة اليورو إذا فاز الحزب اليساري في انتخابات 25 يناير.
خلال الـ 12 شهراً الماضية شهدنا انخفاض ممتلكات المنتجات المتداولة في البورصة والتي هي مدعومة بالذهب بمقدار 161 طن في حين زادت صناديق التحوط ومديري الحسابات من حيازتهم في العقود الآجلة والخيارات بـ 167 طن. ولا تزال التوقعات على المدى القريب والمتوسط تشير نحو انخفاض أسعار الذهب قبل الانتعاش المتوقع لاحقاً عام2020.
لذلك فإن صعود الذهب ما زال محدوداً وخاصة مقابل الدولار ومن الضروري كسر حاجز 1214 أعلى مستوى 18 ديسمبر حتى يمكن كسر حاجز 1238 مرتفع 10 ديسمبر. غير أن أي خرق مفاجئ لهذه المستويات سيكون بسبب كون الذهب ملاذاً آمناً كما حدث اليوم وقبيل الانتخابات العامة في اليونان 25 يناير، وكذلك أي تحفيزات مستقبلية من أوروبا والصين.
بيع الذهب عند أو فوق 1210 مع أوامر التوقف فوق 1218 دولار للأونصة يبدو حالياً الخيار الأفضل من حيث كيفية انطلاق التداول في العام الجديد. ولكن كما رأينا في مناسبات عدة خلال الشهر الماضي، فإن نقطة الدعم 1180 تبدو صلبة في هذه المرحلة.
يشير الرسم البياني في الأسفل إلى تباعد في العلاقة بين مؤشر الدولار والسعر الفوري للذهب حيث كانت العلاقة متقاربة أكثر في الأشهر الماضية مما يشير إلى الأداء الجيد للدولار. لكن لا ننسى أن الطلب على الذهب لا يزال ضعيفاً وأن التأثيرات السياسية ومن البنوك المركزية ما تزال المؤثرات الحقيقية لأي تأرجح في الأسعار.