تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » “نيويورك تايمز”: الدولار القوي يضرب أرباح الصادرات الأمريكية

“نيويورك تايمز”: الدولار القوي يضرب أرباح الصادرات الأمريكية 2024.

انخفاض الوقود لا يحسن أداء الاقتصاد
“نيويورك تايمز”: الدولار القوي يضرب أرباح الصادرات الأمريكية

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تحولين كبيرين حدثا في الأسواق العالمية خلال النصف الثاني من العام 2024 ومن المرجح أن يشكلا الطريقة التي سيتم بها أداء الاقتصاد الأمريكي في عام2020 الجاري .
فقد انخفضت أسعار النفط في العام الماضي الأمر الذي أدى لأن يصبح البنزين أرخص، وشكلت بالتالي أخباراً جيدة للمستهلكين الأمريكيين وشركات مثل تلك التي تعمل في قطاع الطيران ومجال الشحن التي تستخدم الوقود بكثافة، وفي الوقت نفسه ارتفع الدولار في أسواق العملات العالمية الأمر الذي يجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للمصدرين الذين واجهوا ارتفاعاً في التكاليف بالمقارنة مع المنافسين العالميين .
وكان السؤال الأكبر للاقتصاد في العام2020 هو أي من هذه القوى ستثبت أنها الأقوى؟ ولسوء الحظ أنه حتى الآن الدولار القوي هو الفائز .
وعليك النظر في قائمة مختصرة للشركات التي أبلغت عن صعوبات مالية ترتبط بالدولار خلال الأيام القليلة الماضية وحدها، فقد ذكرت شركات ذات أسماء وعلامات تجارية معروفة تعمل في مجال السلع المنزلية مثل "بروكتر آند غامبل" و"3 إم" و"جنرال إليكتريك" ارتفاع الدولار ضمن أشياء أخرى كثيرة تسببت في ضرب أرباحها .
وتسير أرباح الربع الأول بالنسبة لشركات المساهمة العامة المدرجة في البورصة على ذات الطريق لتنخفض بنسبة 3 .3 في المئة بالمقارنة مع أرباحها قبل سنة ماضية وفقاً ل "فاكت سيت" لنظم البحوث، والذي سيكون أول انخفاض سنوي لها منذ عام 2024 والأكبر منذ الأزمة المالية العالمية .
وكان نمو إجمالي الصادرات الأمريكية أقل بنسبة 4 .1 في المئة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط عما كان عليه في الفترة نفسها من العام ،2014 ويمكن أن تؤثر عوامل عديدة في الصادرات بخلاف العملات، وتقود لانخفاض الواردات أيضاً .
ويبدو أن المستهلكين قد حولوا مدخراتهم من البنزين الأرخص ليس لشراء أشياء أخرى، ولكن إلى الادخار ببساطة، وقد يبدو هذا جيداً بالنسبة للآفاق المالية للأمريكيين على المدى الطويل لكنه سيئ بالنسبة للنمو الاقتصادي على المدى القصير، وفي النصف الثاني من عام 2024 ادخر الأمريكيون 7 .4 في المئة من دخلهم، وارتفع ذلك في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط إلى 7 .5 في المئة .
ومن المحتمل أن يكون الطقس السيئ في العديد من أجزاء الولايات المتحدة عاملاً مساعداً في حدوث هذا الأمر، وربما يكون الارتفاع في معدل الادخار مجرد انحراف مؤقت: فالناس قد حصلوا على دخولهم المعتادة ولكن بسبب الثلوج التي تساقطت أسوأ من المعتاد والبرد القارس في مناطق الاكتظاظ السكاني في البلاد فإنهم لم يذهبوا لمراكز التسوق ووكالات شراء السيارات بالطريقة التي اعتادوا عليها .
ومع ذلك، انخفض سعر التجزئة للبنزين أكثر أو أقل بشكل مستمر منذ بداية يوليو/تموز من العام 2024 وحتى أواخر يناير/كانون الثاني عام ،2015 وحتى بشمول مجمل تلك الفترة للحد من تأثير الشتاء القارس فإنها لا توجد هناك علامة على حدوث زيادة طفيفة في المبيعات في مجال تجارة التجزئة .
ولربما يصنع البنزين الرخيص طفرة استهلاكية بعد هذا، ولكن ليس هناك من دليل حقيقي يشير إلى ذلك في البيانات المتوفرة حتى الآن، وعلى الرغم من أن الفائزين من الوقود الأرخص لا يتصرفون مثل الفائزين حتى الآن فإن الخاسرين يفعلون بالتأكيد .
فالشركات التي تعمل في مجال التنقيب عن النفط والغاز وأنواع الوقود الأخرى تنسحب من الاستثمارات، وذلك مثلما تتوقع بعد انخفاض أسعار النفط بمقدار النصف في سبعة شهور، وانخفضت طلبيات النفقات الرأسمالية غير الدفاعية باستثناء الطائرات لمدة ستة أشهر متتالية في خلال الفترة حتى شهر فبراير/شباط الماضي .
ومع انصرام ما يقرب من ثلث العام2020 فإن الأسئلة الكبيرة للاقتصاد الأمريكي تتلخص في الآتي: هل سيؤثر الدولار القوي في أرباح الشركات فقط، أم أنه سيبدأ في تحجيم الصادرات أكثر مما فعل حتى الآن؟ وهل سيبدأ الأمريكيون في إنفاق مدخراتهم من البنزين الرخيص؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.