وقد سنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، الشكر عند تجدد تذكر النعم، حيث صام يوم أن نجَّى الله تعالى أخاه موسى من فرعون وقومه، وأهلك عدوه، وكان يتذكر يوم مولده فيصومه شكراً لله تعالى على نعمة وجوده، فدل على أن أيام النعم حقها أن تذكر ولا تنسى، ويشكر مُسديها ولا يعصى.
ويوم الاتحاد الإماراتي من هذه الأيام العظام التي مَنَّ الله تعالى بها على هذه الأمة التي اجتمعت على كلمة سواء، وأشادت دولة واحدة، بكيان واحد، فأصبحت ذات شأن وشأو، وقول وفعل، ما كان لها أن تكون كذلك لولا اجتماعها واتحادها واعتصامها بحبل الله المتين وشرعه القويم.
تتجدد ذكرى ذلك اليوم، الثاني من ديسمبر عام 1971م، ويتجدد معه شكر الله تعالى الذي وفق وهدى، وأعان وأسدى، وفق حكام الإمارات المتصالحة لينشئوا إمارات متحدة متكاملة متعاونة مترابطة، تحت زعامة واحدة وراية واحدة ودستور واحد وجيش واحد وكيان واحد وهدف واحد.
وها هي الذكرى 43 تأتي هذه السنة وقد ازدادت النعم حتى يعجز اللسان والبنان والبيان عن إحصائها، فليس بوسع أحد من أهلها إلا أن يزداد شكراً لله تعالى، وشكراً لمن أنشأ ومن حافظ ومن رعى ومن واصل المسير نحو ترسيخ هذا الطود الشامخ بزيادة تثبيت دعائمه الشرعية والأمنية والتنموية والحضارية.
يعبر الناس عن شكرهم بالفرح والسرور، وهذا أمر محمود كما يشير إليه قول الحق:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ ويتعين أن يكون مع هذا الفرح شكر الله تعالى باللسان ثناءً، والجنان اغتباطاً، والعمل توطيداً لهذه النعمة، كلٌّ بما أوتي من حيلة وقوة، فإن هذا الشكر هو قيد للنعمة الموجودة وصيد للنعمة المقصودة.
فلنكثر من هذا الشكر بأنواعه، ولنثنِ ولنترحم على مؤسسي هذه النعمة، وحماتها من بعدهم فإنه لا يتحقق شكر الله تعالى إلا بذلك.
«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»
أوراق شكراً خليفة |
تاريخ النشر: الأربعاء 08 يناير 2024
شكراً خليفة لأنك الزعامة والقيادة، ولأنك الأب الحنون لهذا الشعب، والابن البار لمؤسس هذا الوطن العظيم، يا نجل زايد، يا سليل خير الأنساب، يا نسل آل نهيان الكرام، عز هذه البلاد، فخر هذه الأمة.
شكرا لأنك أنت الخليفة الذي تحمل عبء الأمانة، وأكمل المسيرة، وحقق للشعب السعادة، وأبقى راية المجد عالية مرفوعة خفاقة.
شكرا لأنك يا خليفة أنت الوطن، والوطن أنت، أنت الأرض وما فوقها، أنت الحب، أنت العهد والوعد، أنت الوفاء والولاء والانتماء، أنت الهوية، أنت الوطنية.
شكرا خليفة لأنك صمام الأمن والأمان، أيقونة الانسجام والاستقرار، ولأنك مفتاح التناغم والتسامح، ولأنك ترسيخ لمعنى الحنكة والحكمة والعدالة، ولأنك شعاع الحرية ومركز المسؤولية، ولأنك الحارس الأمين، درع الوطن الحصين، وحصنه المنيع وقلعته الشامخة السامقة، ولأن نظرتك ثاقبة مستقبلية ترى ما لا تراه العين.
شكرا خليفة لكل البذل والعطاء والتفاني، لأنك يا خليفة وهبت حياتك كاملة من أجل هذا الوطن، من أجل هذا الشعب، من أجل الإنسان، من أجل العزة والكرامة، من أجل الاتحاد، من أجل الإمارات، من أجل الريادة، من أجل أن يبقى البيت متوحدا.
شكرا لأنك مغيث المستغيث، ومعين الضعيف، تمد يدك البيضاء لعون الملهوف، تساعد المحتاج في كل مكان، وفضل الله يجري على يديك ليصل شرقا وغربا وما بينهما، من أجل خير الإنسانية.
شكرا لأنك صانع حضارة، لأنك تعيد صياغة التاريخ، لأنك تعيد الأمجاد، وتشعل جذوة الحضارة العربية، لأنك قائد النهضة، لأنك مهندس التنمية والبناء والتعمير، لأنك رائد التقدم والعصرية.
شكرا خليفة لأنك تحب شعبك، وشعبك يحبك، لأنك صاحب المبادرات النبيلة، لأنك تسوق الأماني وتحققها، لأن الخير يتجلى بك وفيك، فأنت المعنى والمسعى، ولأن كل حفنة من تراب الوطن تحبك، تجلك، تمتن بفيض عطائك، أنت كل إنجاز على أرض هذا الوطن، لأنك أنت وراء كل شيء جميل في شعبك، ولأنك تقف وراء التفوق والإبداع والإنجاز والنجاح، ولأنك جعلت الإمارات واحة للخير والرفاه والعطاء، شكراً لأنك فخر الأجيال، ولأنك جعلت شعبك أسعد شعب بين شعوب العالم، ولأن شعبك اليوم يتبوأ مكانه على القمم ويفاخر بك بين الأمم.
شكرا من القلب أيها القائد التاريخي العالمي، الأب الرائع، المعلم الملهم، الشهم الشجاع، الكريم الجواد، الحكيم الحليم، شكرا لفخرنا وعزنا بك، شكرا امتناناً وعرفاناً لكل ما قدمته، شكرا بحجم الحب المتبادل مع شعبك، بحجم حبنا للوطن، بحجم كل إنجازات ومكتسبات الوطن.. شكرا على كل شيء.
مما اعجبني
شكراً الامارات