ونزلت الأسعار 5% أول من أمس الثلاثاء بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للاقتصاد العالمي لعام2020 ولمحت إيران أحد المنتجين الرئيسيين للخام بأن الأسعار قد تهبط إلى 25 دولاراً للبرميل إن لم تتخذ أوبك إجراء لدعمها. ويميل المتعاملون إلى الشراء حين ينزل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت صوب 48 دولارا للبرميل.
وظل سعر برنت دون 48.50 دولارا للبرميل في معظم التعاملات الآسيوية لكنه زاد في إحدى مرحل التداول إلى 48.54 دولارا مرتفعا أكثر من نصف دولار. وارتفع سعر الخام الخفيف 53 سنتا إلى 47 دولارا للبرميل. وتراجعت أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» إلى 43.04 دولارا للبرميل مقارنة بسعر اليوم السابق الذي وصل إلى 43.87 دولارا للبرميل.
وضغطت بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين على أسواق النفط. وقال المكتب الوطني الصيني للإحصاءات إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 7.4% العام الماضي بينما كان المستوى المستهدف 7.5% مسجلا بذلك أضعف وتيرة نمو سنوي له في 24 عاما.
توقعات سالبة
غير أن بعض المحللين قالوا إنهم يتوقعون أن تبقى الأسعار منخفضة خلال الأشهر الستة المقبلة. وقال بي.إن.بي باريبا في مذكرة «مازلنا لا نرى مجالا يذكر لتجنب زيادة كبيرة في المخزون في النصف الأول من2020 ومن ثم نتوقع أسعارا ضعيفة».
وأضاف: «ترتبط قوة سعر السلعة الأولية بعلاقة عكسية مع الدولار. ومع اتجاه الولايات المتحدة لتشديد السياسة النقدية ومرور أوروبا واليابان بمرحلة توسعية فإن الصعود المتوقع للدولار سيعوق أي تحسن لأسعار النفط». ويؤدي هبوط أسعار النفط إلى انخفاض التضخم في كثير من البلدان خاصة في الاقتصادات الآسيوية والأوروبية التي تضطر للاستيراد لتلبية قدر كبير من الطلب المحلي.
في الأثناء توقعت الكويت بقاء الأسعار دون مستوى 100 دولار لمدة طويلة من الزمن. وقال نزار العدساني الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية إنه يعتقد أن أسعار النفط ستظل دون 100 دولار للبرميل لعدة سنوات مقبلة. وفي ذات السياق قال وزير النفط الكويتي علي العمير إن بلاده تعتزم إنفاق 100 مليار دولار خلال خمس سنوات على القطاع النفطي.
وأوضح أن بإمكان الكويت الوصول إلى طاقة إنتاجية قدرها 3.5 ملايين برميل يوميا بنهاية عام2020. وتعتزم الكويت الوصول لطاقة انتاجية قدرها أربعة ملايين برميل نفط خام يوميا في عام 2024 والحفاظ على هذه القدرة حتى 2030 وذلك ارتفاعا من نحو 3.15 ملايين برميل يوميا.
وقال العمير: أود أن أؤكد أنه على الرغم من أجواء تراجع أسعار النفط في السوق إلا أننا نحن في الكويت مصممون على تسريع انجاز المشاريع النفطية الكبرى تماشيا مع التوجهات الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية.
انتقاد عماني
ووجه وزير النفط العماني محمد بن حامد الرمحي انتقادات حادة لسياسة الإنتاج التي تنتهجها أوبك قائلا إنها تخلق تقلبات في السوق دون أن تعود بالنفع على منتجي النفط وإن بلاده تعاني. وكانت أوبك قررت في نوفمبر الإبقاء على إنتاجها دون تغيير رغم انخفاض الأسعار. وقال الرمحي خلال مؤتمر لصناعة الطاقة في الكويت:
لا أفهم كيف تكون الحصة السوقية أهم من الإيرادات. وأضاف الوزير أن سياسة أوبك قد تنجح بشكل مؤقت في إزاحة المنتجين مرتفعي التكلفة من السوق لكنهم سيعودون لاحقا ولذا فكل ما تفعله أوبك هو إحداث تقلبات في السوق.
وبسبب تراجع سعر النفط أعلنت عمان في وقت سابق من الشهر ميزانية2020 متضمنة عجزا حادا قدره 2.5 مليار ريـال (6.5 مليارات دولار). وقال الرمحي «الوضع الحالي سيئ لنا في عمان. إنه وقت عصيب بالفعل. هذه سياسة سيئة».
مستوى القاع
ومن جانبه قال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي ان اسعار الخام بلغت مستوى القاع اذ من الصعب ان تنخفض اكثر. واوضح عبد المهدي: «تقديراتنا هي ان الاسعار بلغت مستوى القاع، ومن الصعب جدا ان تنخفض اكثر من هذا الحد». واعتبر عبد المهدي ان «مجموعة من العوامل ستصحح سعر النفط صعودا»..
مشيرا الى ان المستويات الحالية ستخرج من السوق منتجين بكلفة مرتفعة لاسيما منتجي النفط الصخري في اميركا الشمالية. وبحسب الوزير العراقي، فإن خروج منتجين من السوق سيخفض الفائض في المعروض الذي يقدر حاليا بـ 2.5 مليون برميل يوميا، وسيدعم الاسعار.
إنتاج روسيا
قال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي إن إنتاج بلاده من النفط قد يشهد تراجعا طبيعيا لن يزيد على حوالي مليون برميل يوميا لكن موسكو لا تنوي خفض الإنتاج. واستبعد أركادي خفض الإنتاج حتى إذا قررت أوبك ذلك رغم تراجع أسعار النفط لأدنى مستوى في خمس سنوات. وأوضح أن روسيا قادرة على ضبط ميزانيتها عند أي مستوى لسعر النفط الذي توقع أن يظل منخفضا لفترة طويلة.
منتجو رمال كندا صامدون
اقتربت شركات الرمال النفطية في كندا من تسجيل خسائر تشغيل بعد هبوط أسعار النفط المستمر منذ ستة أشهر لكن شركات عديدة تقول إنها ليس لديها خطط لخفض الإنتاج من مشروعاتها الكبيرة في شمال ألبرتا. وعلى النقيض تخطط سينكرود وكنديان ناتشورال ريسورسيز لزيادة الإنتاج في ضوء توقعات بأن يؤدي الإنتاج الكبير إلى خفض تكلفة البرميل.
ومع هبوط سعر النفط فإن شركات مثل سينكرود كندا وصنكور إنرجي وإمبريال أويل تقترب من نفقات تشغيل تتجاوز أسعار الخام الكندي الفورية. لكن تلك الشركات العملاقة للرمال النفطية التي تستثمر مليارات الدولارات في مشروعاتها القائمة تقول إنها لا تعتزم وقف عملياتها مفضلة تحصيل أي أموال ممكنة من المبيعات. وتتلقى الشركات بعض الدعم من سعر صرف مواتٍ.
سلة «أوبك» تفقد 14 دولاراً في 15 يوماً
انخفض سعر سلة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك 23.9 %، أو ما يعادل 14.19 دولاراً للبرميل خلال النصف الأول من يناير الجاري. ووفقاً للتقرير الشهري الصادر عن إدارة بحوث الاستثمار في شركة كامكو للاستثمار، فإن الأسواق تعرضت لضغوطات متزايدة خلال شهر ديسمبر 2024..
والتي تعود بشكل أساسي إلى تزايد حجم الإنتاج العالمي للنفط بمعدلات تفوق حجم الطلب، حيث تراجعت بشكل كبير للشهر الخامس على التوالي على جميع المستويات، فيما يعدّ أطول سلسلة من الخسائر المتتالية منذ بدء الأزمة المالية العالمية في عام 2024.
وإضافة إلى ذلك، ساهمت البيانات السلبية الصادرة عن كل من الاقتصاد الصيني والروسي، وارتفاع سعر الدولار، في ارتفاع حجم الضغط السلبي والمتزايد على أسعار النفط الخام العالمي.
وفي ظل هذه الأوضاع السلبية التي شهدها سوق النفط خلال الستة أشهر الماضية، وبالتحديد في ما يخص زيادة حجم المعروض النفطي، استمرت أسعار سلة "أوبك" وأسعار النفط الخام العالمية بالانخفاض، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ خمس سنوات.
ووصل معدل سعر أوبك إلى 96.29 دولاراً للبرميل في 2024، بالمقارنة مع معدل سعر وصل إلى 105.72 دولارات للبرميل خلال 2024، أي بنسبة تراجع بلغت 9.1 %. وتراجع إنتاج الدول الأعضاء في أوبك 0.4 % خلال شهر ديسمبر الماضي، ليصل إلى 30.24 مليون برميل يومياً، مسجلاً تراجعاً مقداره 122 ألف برميل يومياً، بالمقارنة مع مستواه في الشهر الأسبق.
ويعزى هذا الانخفاض بصفة أساسية إلى انخفاض الإنتاج النفطي في دول مجلس التعاون الخليجي، وليبيا، وأنغولا، ليصل مجموع إنتاجهم إلى 0.370 مليون برميل يومياً خلال شهر ديسمبر، ومع ذلك، تمت موازنة هذا التراجع بارتفاع الإنتاج النفطي في العراق ونيجيريا.