تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبدعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق الأحد المقبل الدورة الثانية عشرة لمعرض ومؤتمرات الدفاع الدولي «آيدكس»، أكبر المعارض العسكرية تنوعاً في العالم، وسط توقعات بأن يشهد الحدث صفقات تقدر بمليارات الدولارات.
المعرض الأضخم
تعتبر الدورة الأضخم والأكبر في تاريخ المعرض، حيث تشارك فيه 1200 شركة عالمية من 55 دولة، منها 6 دول تشارك لأول مرة في المعرض، ويقام المعرض على مدار ستة أيام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض على مساحة تتجاوز 133 ألف متر مربع موزعة بين مساحات عرض داخلية وخارجية. وتضم الدورة الجديدة 42 جناحاً دولياً ونحو 40 جناحاً وطنياً، ومن المتوقع أن يزور المعرض خلال أيامه الستة نحو مائة ألف زائر. ويصاحب معرض آيدكس معرض ومؤتمر نافدكس البحري وتشارك فيه لأول مرة 96 شركة عالمية ووطنية على مساحة 5600 متر مربع، إضافة إلى معرض ومؤتمر الأنظمة غير المأهولة «يومكس» التي تنطلق دورته الأولى خلال الدورة الحالية بمشاركة 33 شركة عالمية ووطنية تستعرض أحدث ابتكاراتها الصناعية.
الأهم عسكريا
وعلى مدار 22 عاماً تمثل عمر معرض آيدكس شكل المعرض واحداً من أهم وأضخم المعارض العسكرية في العالم، حيث يشارك فيها المئات من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان وقيادة القوات والخبراء العسكريين في العالم، ويحتل حالياً المركز الأولى بين معارض العالم العسكرية من ناحية تنوع معروضاته ومعداته الجوية والبحرية والبرية. ويعد المعرض حدثاً بالغ الأهمية، ليس لكونه يؤكد ريادة دولة الإمارات في صناعة المعارض إقليمياً ودولياً فقط، بل لأن المعرض بات موضع اهتمام دولي ومنصة انطلاق وعرض للصناعات الدفاعية من مختلف أرجاء العالم، كما أصبح واجهة مشرفة لدولة الإمارات العربية المتحدة ومرآة عاكسة للتطور والتقدم التنموي الحاصل في الدولة.
نمو متزايد
تضاعف عدد الشركات والدول والأجنحة الدولية والزائرين للمعرض على مدار عمر المعرض، حيث ارتفع عدد الشركات العارضة من 250 شركة في الدورة الأولي للمعرض عام 1993 إلى 1200 شركة للدورة الحالية بنسبة زيادة 380%.
كما ارتفع عدد الدول المشاركة من 34 دولة عام 1993 إلى 55 دولة للدورة الحالية بنسبة زيادة 62%، وارتفع عدد الزوار من 35 ألف زائر إلى 80 ألف زائر خلال الدورة الماضية 2024 ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى مائة ألف زائر للدورة الحالية وبنسبة زيادة 185%.
كما ارتفع عدد الأجنحة من 20 جناحاً إلى 42 جناحاً بنسبة زيادة 110%، وزادت مساحة المعرض من 12 ألف متر إلى 133 ألف متر مربع للدورة الحالية بنسبة زيادة 1008%، كما بلغت قيمة الصفقات التي عقدتها القوات المسلحة مع كبريات الشركات العالمية خلال دورات آيدكس أكثر من 97.4 مليار درهم، كما تشارك 6 دول لأول مرة في المعرض تشمل جمهورية البوسنة ولاتفيا ونيوزيلندا وسلوفينيا وأذربيجان واليابان.
وعكس نجاح دورات آيدكس الإحدى عشرة الماضية مردودات سياسية وعسكرية واقتصادية عدة، فعلى صعيد المردود السياسي يعتبر المعرض نافذة لتوضيح توجهات الدولة وسياستها الخارجية، وهو ما سبق أن أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في تصريحات خاصة بمعرض آيدكس 2024، حين قال: «نحن نوجه من خلال هذه المعارض الدفاعية رسالة سلام إلى جيراننا ودول العالم الراغبة في تعزيز أمنها واستقرارها، فهي دعوة إلى السلام وليس العكس، لأنه لا يكفي في الوقت الحاضر أن تكون مسالماً، بل يجب أن تمتلك قوة تحمي سلامك وسلام الآخرين وأمنك وأمن الآخرين، خاصة ونحن نعيش في وقت يموج بالتطرف والعنف».
وهناك أيضاً المردود الدفاعي، حيث يعتبر المعرض أحد الآليات التي يتم من خلالها دعم علاقات الدولة الدفاعية مع العالم الخارجي، حيث يشكل مناسبة للتباحث مع الوفود الرسمية (وزراء الدفاع) من الدول المشاركة في تعزيز العلاقات الدفاعية والعسكرية مع العالم الخارجي. كما أنه من ناحية ثانية يعد أحد الآليات التي من خلالها تحقق الدولة سياسة تنويع السلاح التي تتبناها، فالمعرض يتيح فرصة الإطلاع على أحدث ما أنتجته شركات السلاح العالمية والتي من شأنها تلبية احتياجات القوات المسلحة من مدارس مختلفة، وذلك في مجالات التخطيط والتنظيم والتسليح والتدريب وصناعة المعلومات، وذلك من أجل الحفاظ على مكانتها بين الجيوش.
وعلى صعيد المردود الاقتصادي فقد أكد المعرض قوة ومتانة الاقتصاد الإماراتي وقدرته على النمو المتواصل والمستدام، فمعرض آيدكس، وغيره من المعارض الكبرى التي تشرف على تنظيمها إمارة أبوظبي، ودولة الإمارات بوجه عام، يندرج ضمن توجه استراتيجي يستهدف تنويع الاقتصاد، وإضافة محركات نمو قوية له، ويمثل المعرض قيمة اقتصادية مهمة، حيث يسهم بشكل فاعل في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال العائدات الناتجة عن الخدمات التي تقدم على هامشه، والتي تنشط بدورها الحركة السياحية والتجارية في الدولة، كما أن تواجد هذا الكم الهائل من الوفود التجارية التي تمثل الشركات العالمية، يتوج بالعديد من الصفقات الكبيرة التي لها مردودها التجاري والاقتصادي المهم.
يعكس تنظيم المعرض منذ 1993 في ابوظبي، ما تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة من أمن واستقرار على المستويات كافة، فلا شك أن حرص الشركات الكبرى في مجال التصنيع الدفاعي على المشاركة في «آيدكس» وعرض منتجاتها خلاله، إنما يعبر عن تقدير دول العالم أجمع لدولة الإمارات، ولمواقفها ولسياساتها التي تعلي من قيم البناء والتنمية والأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي والدولي.
كما يمثل «آيدكس» مساهمة إماراتية في تعزيز عوامل الأمن والاستقرار في العالم كله، لأنه يمثل نافذة مهمة للالتقاء بين الشركات المعنية بمعدات الدفاع، والخبراء المعنيين بهذا المجال، لتبادل الآراء حول أفضل السبل لمواجهة الأخطار التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذا أمر ينطوي على قدر كبير من الأهمية، خاصة في ضوء تزايد مصادر هذه الأخطار في البيئتين الإقليمية والدولية.
ويؤكد انعقاد المعرض الطموح التنموي الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يتجاوز المحلية إلى الإقليمية والعالمية، فاستضافة أبوظبي لمعرض «آيدكس»، وغيره من المعارض والفاعليات الكبرى، إنما يجسد تفوقها وسعيها المستمر إلى تحقيق الريادة، لكي تصبح مركزاً إقليمياً ودولياً متميزاً تتطلع إليه الأنظار في مختلف المجالات، ترجمة لـ«رؤية الإمارات 2024» التي تسعى إلى أن تكون الإمارات من أفضل دول العالم بحلول عام 2024.
حيث نجح معرض «آيدكس» خلال السنوات القليلة الماضية، في ترسيخ مكانته على خريطة تنظيم المعارض الدولية للصناعات الدفاعية في العالم، وبات بالفعل يشكل أحد معالم النجاح التي تشهدها مسيرة التنمية الشاملة في دولة الإمارات.
دلالات
منذ انطلاقته الأولى عام 1993، حقق معرض آيدكس العديد من الإنجازات، ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي على حد سواء، وبات واحداً من أكبر المعارض العسكرية في العالم، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً عالمياً مهماً للمعارض والمؤتمرات الدولية المتميزة.
سياحة
يساهم المعرض في تنشيط حركة السياحة إلى أبوظبي، وزيادة مستويات الإشغال الفندقي، إلى جانب ما يقوم به المشاركون في الحدث من إنفاق في المقاصد والمعالم السياحية ومراكز التسوق في الإمارة، وهو ما يدعم أعمال كل الجهات العاملة في قطاع السياحة.