هذه باختصار حكاية المواطنة الستينية التي اكتشفت إصابتها بسرطان الدم، فراجعت المستشفى المذكور لأخذ جرعة دم، وكان ذلك في سبتمبر الماضي، وفي الموعد التالي رفض الطبيب المعالج إعطاءها الجرعة الثانية بحجة أنه لا فائدة من العلاج، وأصيبت السيدة بالتهاب رئوي دخلت على إثره مستشفى أم القيوين..
وظلت في العناية المركزة لمدة أسبوع، تلقت خلالها العلاج المتاح وفق إمكانيات المستشفى، وذكر الأطباء لذويها أنهم لا يستطيعون تقديم شيء لعلاج الحالة، لنقص إمكانيات علاج الحالات السرطانية، وأجمعوا على أن علاجها في المستشفى الذي رفض تقديم جرعة دم لها، وكل ما يستطيعون تقديمه للحالة هو التواصل مع ذلك المستشفى ومراسلته، والسعي لديه بشتى الطرائق لقبول الحالة. وبالفعل تم التواصل مع الطبيب المختص بأمراض الدم، مرة أخرى، فرد عليهم في تقرير مكتوب، برفضه قبول الحالة بمبرر أنه لا أمل في علاجها.
وبقيت المريضة مدة تزيد على الشهر في مستشفى أم القيوين والمحاولات مستمرة مع ذلك المستشفى دون جدوى، ثم تواصلت أسرتها مع مستشفى آخر في أبوظبي هذه المرة، وعرضوا عليه الحالة، وجاء الرد بأنه لا مانع من قبول الحالة، ولكن لا يوجد سرير شاغر في الوقت الحالي. وما بين الرفض هناك والتأجيل هنا، كان قضاء الله أن يختارها إلى الرفيق الأعلى ويريحها وأهلها من الاستعطاف والانتظار..
السؤال: إلى متى؟ وهل سيبقى قدر البعض في أيدي أطباء الموت والحياة بالنسبة إليهم سيان؟ أم نأمل ونتفاءل بأن حالة هذه المواطنة لن تتكرر؟!