عبرها يعلن سموه بقوة أن دبي تقف على أرض صلبة، دون أن تؤثر فيها الهزات الاقتصادية العالمية، مهما بلغت شدتها وقوتها وفق أي مقياس، وتتسارع فيها عجلة النمو نحو اقتصاد قوي تزداد فيها الإيرادات والعائدات الحكومية غير النفطية.
أرقام تؤكد مرة أخرى أن الإنسان هو الأساس، وقد خصص جزء كبير من الموازنة على قطاع التنمية الاجتماعية في مجالات الصحة والتعليم والإسكان وتنمية المجتمع، بما يثبت أن الإنسان محور أي سياسة تنتهجها الحكومة، فضلاً عن أن بند الرواتب والأجور أظهر مدى الاهتمام بالإنسان، سواء أولئك الموجودون في وظائفهم، أو عبر خلق فرص جديدة وتأمين وظائف من أجل تحقيق التوطين.
تطوير المؤسسات الحكومية لتقديم أفضل الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين هو كذلك يصب في تحقيق سعادة الإنسان، ومثلها مشاريع البنية التحتية التي لا يتوقف التطوير فيها، وكل ما يبذل من أجلها جهداً ومالاً يهدف إلى رفاهية الإنسان ورخائه.
حصيلة ثرية لم تأتِ من فراغ، وإنجاز لم يتحقق دونما سبب، بل نتيجة حتمية لما يبذله سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، الذي تمكن من ترجمة الأفكار إلى أفعال، وتنفيذ سياسة واضحة، وفق خطط مدروسة لا تقف عند حد، ولا تعرف تأجيل النجاح إلى الغد، هي سياسة دبي المستقبل الماضية بقوة نحو آفاق من التنافسية العالمية، محلقة في سماء يجد فيها المتميزون مكاناً للإبداع والابتكار.
نعم للتميز رجال لا يكتفون بالحلم به، بل إرادة صلبة وعزيمة قوية تقهر العثرات وتتجاوز الكبوات، إيماناً بأن سر الحياة يكمن في تحدي الصعاب، ومن أراد العلا تحمّل الصعاب وصبر عليها حتى يبلغها، فيدرك ما يتمناه تاركاً أثراً ومواقف لا تنسى، فتشتد قوته كلما تذكرها، ويسعى أكثر من ذي قبل إلى النجاح، هكذا دبي، الشدائد تقويها ولا تكسرها، ودبي لا تحلم فقط، بل تعرف أن الفعل هو مفتاح المستقبل.