وكشفت مصادر هندسية في وزارة المالية السعودية أن مشروع توسعة المطاف روعيت فيه أكبر الاحتياطات اللازمة لضمان عدم تأثر ينابيع زمزم، وذلك بتحميص الحصى المستخدم في الطبقة السفلية من المطاف بدرجة حرارة تفوق 120 درجة.
وبحسب صحيفة “مكة” السعودية أوضح مصدر هندسي في إدارة المشاريع بوزارة المالية، أن العاملين في مشروع المطاف لم يستطيعوا النزول فيه إلا لمستوى محدود، لأن نزولهم إلى مستويات أعمق يمكن أن يؤثر على ينابيع زمزم، فتم العمل على الإتيان بأنواع نادرة من الحصى خالية من الإشعاعات، ويحمص ذلك الحصى في درجة حرارة تصل إلى 120 درجة، ويعقم بعد ذلك بنسبة 100%، ويغسل وينقى من الغبار والأتربة ثم يرصف ويعزل عن ماء زمزم أيضا، منعًا لاتصال أي مؤثرات كيميائية من الارتباط بينابيع زمزم والتأثير عليها.
وبينت ذات المصادر، أن الحفاظ على ينابيع زمزم، والحرص على عدم تأثرها بأي عوامل خارجية من الأسباب التي جعلت مباني الحرم متدرجة إلى حد ما، وهو الأمر الذي جعل التعامل مع أرضية الحرم في كافة المشاريع أمرا ذا حساسية بالغة، ويحتاج إلى حرص وخبرة ونباهة، بالإضافة إلى إشراف كافة الجهات ذات العلاقة، لا سيما الجهة المشغلة والمسؤولة بالدرجة الأولى عن الحرم المتمثلة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتصل مياه زمزم من صخور قاعية عبر ثلاثة تصدعات صخرية تمتد من الكعبة المشرفة والصفا والمروة وتلتقي في البئر وتعوض الصخور القاعية التي تغذي بئر زمزم بالمياه إمداداتها من الجبال الموجودة في الناحية الشرقية، وتتصل منطقة التعويض هذه بمنطقة البئر عبر مجموعة من التصدعات، وتتصل مدينة مكة المكرمة بمنطقة الأودية ومناطق النتوءات الصخرية، ويوجد اتصال نشط بين البيئة السطحية والبيئة السفلية المتحللة عبر التصدعات، هناك صعوبات في تصريف المياه الجوفية في مناطق الصخور الصدعية.
وكانت الحكومة السعودية قد أولت اهتمامًا كبيرًا لمياه زمزم، حيث شجعت العلماء والباحثين لدراسة ماء زمزم وتحليله لمعرفة مكوناته، وعملت على تعقيمه وتنظيفه من الشوائب والبكتيريا حتى يصل إلى الشاربين من الحجاج والمعتمرين والزائرين بصورة نقية وطاهرة، دون أن يفقد خصائصه الطبيعية وطعمه المعروف المميز، من خلال استخدام الأجهزة الحديثة والمتقدمة مثل “icp/oes” وجهاز “lc/icp/ms”، وأظهرت النتائج أن ماء زمزم غني بالأملاح النافعة والمفيدة لجسم الإنسان، والتي يحتاجها لتنفيذ عمليات الجسم الفسيولوجية اليومية، وهو ما يسميه ويشبهه العلماء بالمياه المعدنية.