كثيراً ما ينزعج الأهل عندما يتحاشى طفلهم الآخرين، ولا يميل إلى مشاركة معلمته ورفاقه في الصف، أو حتى مرافقة أهله في المواقف والمناسبات الإجتماعية، كما ويعمد بعضهم إلى تأنيبه والصراخ في وجهه إذا ما تحدث أحد إليه وعمد إلى إلتزام الصمت، فيتحول الخجل هنا إلى مشكلة تشكل ضغوطاً نفسية على الأهل والطفل على حد سواء.
يعود الخجل عند الطفل إلى ضعف الثقة بنفسه، وكثرة مشاعر النقص عنده، وقد تكون أسبابها مباشرة كوجود إضطرابات جسدية مثال العرج، السمنة أو بقع في الوجه، أو أخرى غير مباشرة كنوعية تربية لا تحتوي على مكونات تواصل فعالة بين أفراد الأسرة، نقص الأمان والطمأنينة، إنخفاض المستوى الإقتصادي للأسرة بحيث يصعب عليه مجاراة من يحب أن يتقلد بهم، أو إلى ضعف مستواه التعليمي مقارنةً برفاقه.
ومن أبرز الطرق التي يجب على الأهل إتباعها لمساعدة طفلهم على تخطي ظاهرة الخجل هو دعمه وتعزيز ثقته بنفسه وصولاً لتعريفه بالإمتيازات والنواحي الإيجابية التي يتمتع بها، فمنح الطفل قدر كاف من الرعاية، العطف، المحبة، الوقت والعمل على تدريبه على أسس المخاطبة، التواصل، تكوين الصداقات وتعليمه المهارات الإجتماعية بالإضافة إلى مشاركته بالأنشطة الرياضية والثقافية وممارسة هواياته، تعتبرعلاجات فعالة ونتائجها مضمونة مع الوقت.
لا ضرورة للقلق، فظاهرة الخجل بالمفهوم النفسي العلمي تعتبر أزمة عارضة، قد تصيب جميع أبناء البشر على حد سواء، ويمكننا أن نطلق على هذه البادرة أمراً بديهياً، إلا أن إهمال أسباب تكونها والصمت عليها لمدة طويلة قد يحولها إلى مشكلة حقيقية يتوجب لعلاجها التوجه لإختصاصيين مختصين .