تهافت على بيع سندات شركات النفط الصغيرة
الخليج
يسارع المستثمرون في أسواق المال العالمية للتخلص من سندات شركات التنقيب عن النفط والحفر تحوطا من إعسارها وعدم قدرتها على الوفاء في ظل التراجع المستمر في أسعار الخام .
وترتفع تكاليف إقراض تلك الشركات خاصة الصغيرة منها لنفس السبب . وقد حلق العائد على سندات بعض الشركات مثل شركة "آفرين" الإفريقية المدرجة في سوق لندن، وشركة "غولف كي ستون بتروليوم" الناشطة في منطقة كردستان العراق، وشركة "إن كويست" العاملة في بحر الشمال، مذ أن بدأت أسعار البرميل بالتراجع بعد أن بلغت 115 دولاراً . وتتناسب حركة العائد على سندات الشركات عكسياً مع أسعار النفط، وتتأثر بالظروف التي تحيط بأدائها ومستقبل عملياتها وفي تكاليف القروض التي تحصل عليها .
وتقول مصادر مصرفية إن مسارعة المستثمرين للتخلص من سندات شركات النفط يوحي بأن أسعار الخام سوف تستمر في التراجع في المدى المنظور وأن المدى الذي قد تهبط إليه غير معروف . وتنتشر عمليات بيع السندات في مختلف أسواق العالم وتتصدرها شركة "سويفت إنرجي" الأمريكية لإنتاج النفط وشركة "ساند بريدج" الأبرز أمريكياً في قطاع الزيت الصخري "شيل" وغيرها من شركات النفط في مختلف أنحاء العالم .
ويتوقع المحللون أن تتضرر شركات النفط الصغيرة جراء تراجع أسعار الخام بدرجات أكبر من الضرر الذي يلحق بشركات النفط العملاقة مثل "إكسون موبيل" و"رويال دوتش شل" .
وتشير تقديرات بنك"جيه بي مورغان" إلى أن نسبة 40% من شركات الحفر والتنقيب العالمية التي أصدرت سندات " هشة" سوف تفلس قبل عام 2024 إذا استمرت أسعار النفط في التراجع . وكشفت الدراسة التي أعدها البنك عن أن بعض هذه الشركات قد تحتفظ بقدرتها على الاقتراض، لكن بتكاليف أعلى وبصعوبة أكبر .
ومع تخفيض توقعات المحللين الخاصة بأرباح تلك الشركات، تتزايد الشكوك حول قدرة بعضها على الاستمرار في التنقيب والحفر لأكثر من بضعة أشهر . وقال مصدر في البنك إن بعض تلك الشركات التي نتعامل معها تواجه ورطة حقيقية .
وسوف تسعى تلك الشركات إلى الاقتراض من صناديق استثمار حديثة عهد بالقطاع كتلك التي أنشأتها شركة "بلاك ستون" تحت اسم "جي إس أو" مؤخراً .