قد تصبح الشمس السلعة الأغلى في المملكة العربية السعودية إن استمر محمد زكي الخباز، المدير العام لشركة (ذرات الهيدروجين) ومؤسسها في العمل تدريجياً على تمهيد طريق المستقبل الأخضر والصديق للبيئة من خلال استمالة رأي السعوديين أولاً حيال منافع إضاءة (إل إي دي- LED) قبل التحول إلى استخدام الطاقة الشمسية.
وتتركز أعمال (ذرات الهيدروجين ) على توزيع منتجات الطاقة المتجددة، والموفرة للطاقة على المستهلكين، سواء من شريحة المقاولين والهيئات وتجار التجزئة. كما تركز أيضاً على الأبحاث والتطوير لتلك النوعية من المنتجات.
وبتوزيع منتجات الطاقة المتجددة والموفرة للطاقة على الزبائن، يأمل الرجل، ذو 33 عاماً، أن شركته التي تقع في مدينة الخُبَر سوف تساعد اقتصاد المملكة والمواطنين “للتوجه بسرعة نحو وضع بيئي أفضل”. فمنتجات الشركة تركز حالياً علي توزيع كل ما يساهم في إنتاج الإضاءة التي تتضمن حالياً أنوار الشوارع، هي نتاج البحث في التكنولوجيا المتطورة الموجودة حالياً في الأسواق واستغلالها، إضافة إلى التعاون بين فريق ذرات الهيدروجين المكون من 10 أفراد، والمختبرات المرتبطة بالشركة. إن الحاجة إلى شركات توفر حلولاً بديلة للطاقة تصبح أكثر إلحاحاً، وخصوصاً أن السعودية تعد المستهلك الأكبر للنفط في الشرق الأوسط، وهذا يعزى في معظمه إلى حرق النفط الخام لتوفير الكهرباء المطلوبة بكثرة، حيث ارتفع الطلب على الكهرباء بنسبة %6.8 ووصل إلى 256.7 مليون ميغا واط في 2024 مقارنة بـ240.3 مليون ميغا واط في 2024.
ويعزو الخباز السبب في ذلك بحسب “فوربس” إلى سعر الخدمة الزهيد، حيث يقول: “تكلفة الكهرباء في المملكة ضئيلة لدرجة كبيرة”.ومع توافر المال والنفط، تتوقع هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج أنه بحلول 2030، سيحتاج السعوديون إلى حرق 850 مليون برميل نفط سنوياً لإنتاج كهرباء تكفي الطلب إن لم يوفروا في استهلاك الطاقة.
وقد تم تأسيس شركة (ذرات الهيدروجين)، انطلاقاً من رغبة المدير العام الشخصية لتحسين الوضع وروحه الريادية، في فبراير/ شباط 2024 بالتعاون مع 3 شركاء، مستخدمين رأس المال الناشئ الذي يصفه بأنه قليل جداً. ومع الاستماع إلى نبض الشارع، والاعتقاد بأن هذا هو المستقبل، حدد الشركاء هدفهم أولاً في الاستفادة من الطاقة الشمسية لحل ما يعتقدون أنه أزمة طاقة وشيكة.
ويقول رجل الأعمال الناشئ: “حاولنا التركيز فقط على إضاءة الشوارع بالطاقة الشمسية في البداية، ولكننا اكتشفنا أن السوق لم يكن ناضجاً بما يكفي”. ولكن ومع الإصرار على أن السوق آخذ بالنضوج بشكل متزايد، بدأ الخباز وشركاه، الذين يهدفون إلى تقليل استهلاك المملكة للطاقة بشكل جذري، باستخدام أنوار (إل إي دي)؛ الداخلية والخارجية.
وتتحدث المنافع البيئية عن نفسها؛ فوفقاً لدراسة أجراها (المركز السعودي) لكفاءة الطاقة، تسهم الإنارة في %30 من استهلاك المباني للطاقة. وتقدر (ذرات الهيدروجين) أنه يمكن تقليل ذلك بمقدار النصف إن لم يكن أكثر إذا ما تحولت المباني إلى استخدام أنوار (إل إي دي).
ويعد تشجيع السعوديين إلى التوقف عن استخدام المصادر التقليدية للكهرباء، أمراً صعباً للغاية، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار، كون استخدام إنارة (إل إي دي) موفرة على المدى البعيد، ولكنّها مكلفة في البدايات. ويقع على عاتق الشركة إقناع العملاء بالتفكير في ميزانياتهم على المدى الطويل ويقول الخباز: “إذا رغب أي عميل بالتحول إلى إنارة (إل إي دي)، فخلال 10 سنوات سيبدأ بتوفير النقود. وبالنسبة لإنارة الشوارع، سيستغرق ذلك سنتين أو أقل”.
وعلى الرغم من منافع هذا الاستثمار بعيدة المدى، تبقى الدفعة الأولى مرتفعة للغاية، بالنسبة للشركات أو المؤسسات. وعليه، فإن الخطوة المنطقية للعملاء، الذين يبحثون عن حلول لإنارة حرم جامعي، أو موقف سيارات مثلاً، قد تكون بالاستعانة بالبنوك المحلية. ولكن يقول الخباز إن البنوك السعودية مترددة حيال الاشتراك في هذا الأمر، ويضيف خريج علم الحاسوب من جامعة (الملك فهد) قائلاً: “توجد بنوك عالمية لها رغبة بذلك، ولكن المصارف السعودية غير مهتمة حالياً”.
ولا يتعلق الأمر بالميزانية والتمويل فقط، ففي دولة تملك %18 من احتياطي النفط في العالم، وتحصل على %55 من الناتج المحلي الإجمالي من عائدات النفط، يعد هذا الذهب الأسود عنصراً أساسياً لحياة السعوديين، فمجرد اقتراح استخدام الطاقة البديلة أمر بالغ الصعوبة. ولكن يسر الناشط البيئي أن يواجه مثل هذا التحدي، حيث يقول الأب لاثنين: “إنه تحدٍّ كبير في السعودية”، مصراً على أن مثل هذه العقبة نعمة، ولكن مخفية، كونها تزود الشركة بفرصة ممتازة. ويضيف قائلاً: “لا تجد الكثير من الأشخاص الذين يتمتعون بوعي بيئي، وخلق الوعي البيئي على مستوى المستخدم سيصنع سوقاً جيدة جداً”.