تراجعت أسواق المال بحدة امس مع تكثيف بعض البنوك عمليات البيع على المكشوف "المارجن كول" لتنظيف سجلاتها، مما زاد من اهتزاز الأسواق وحدة الخوف والهلع في أوساط المستثمرين الذين ترحموا على مرحلة ما قبل إقرار التداول بالهامش "المارجن" .
أدى نزيف الأسهم الى فقدان 89 .41 مليار درهم من القيمة السوقية التي تراجعت الى 28 .617 مليار درهم مع تراجع مستويات النفط الى أقل من 59 دولاراً لمزيج برنت، وفقد سوق أبوظبي 69 .288 نقطة وأغلق على انخفاض بنسبة 9 .6% دون مستوى 3900 نقطة عند 08 .3892 نقطة، وأغلق سوق دبي المالي على تراجع بنسبة 27 .7% وأغلق عند 69 .3083 نقطة . وهبط مؤشر سوق الإمارات 42 .6 نقطة وأغلق عند 58 .3881 نقطة متأثراً بضغوط عمليات البيع على المكشوف التي هوت بأسعار الأسهم والمؤشرات القطاعية لأسهم الشركات بدون استثناء .
وتم تداول أسهم 66 شركة بمقدار 9 .880 مليون سهم نفذت من خلال 13042 صفقة بقيمة 75 .1 مليار درهم . وتراجعت أسعار أسهم 56 شركة، وارتفعت أسعار أسهم 6 شركات، واستقرت أسعار أسهم 4 شركات أخرى .
وتصدر سهم إعمار قائمة الأسهم الأكثر تداولاً بقيمة 383 مليون درهم، وهبط السهم لمستوى الحد الأدنى 10% وأغلق عند مستوى 12 .6 درهم، وبذلك فقد السهم 68 فلسا، وجرت عمليات بيع مكثفة على السهم باكثر من 20 مليون سهم عند الحد الأدنى، وشهد السهم عمليات عرض كبيرة لم تقابلها طلبات شراء كثيرة من الأسهم خاصة أسهم ارابتك والاتحاد العقارية التي جرت عليها عمليات بيع عند مستويات الحد الأدنى . وجاء سهم ارابتك في المركز الثاني بتداول 4 .234 مليون درهم، وهبط السهم بالحد الأدنى 83 .9% وأغلق عند 66 .2 درهم، واحتل سهم بنك دبي الإسلامي المركز الثالث بتداول 2 .157 مليون درهم، وهبط السهم بالحد الأدنى 10% وأغلق عند 05 .5 درهم . وجاء سهم الدار العقارية في المركز الرابع بتداول 4 .139 مليون درهم، وتراجع السهم بالحد الأدنى 10% وأغلق عند 98 .1 درهم، واحتل سهم بنك الخليج الأول المركز الخامس بتداول 5 .119 مليون درهم، وتراجع السهم بالحد الأدنى 78 .9% عند 3 .14 درهم .
وتصدر سهم بنك أبوظبي التجاري قائمة الأسهم الأكثر تراجعاً وهبط بالحد الأدنى 10% وأغلق عند 49 .5 درهم فاقدا بذلك 61 فلساً، وتراجعت أسعار أسهم 31 شركة بالحد الأدنى منها مصرف أبوظبي الإسلامي والدار العقارية ومصرف السلام – السودان ودريك اند سكل وديار للتطوير وغيرها . وفي المقابل تصدر سهم مصرف عجمان قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعاً في الأسعار وصعد بالحد الأعلى 55 .14% وأغلق عند 44 .2 درهم وسط تداولات ضعيفة، كما ارتفع سهم بلدكو 05 .4% وأغلق عند 77 .0 درهم .
واقتنصت المحافظ الاستثمارية فرص الاستثمار الجديدة مع التراجع الحاد في مستويات الأسعار يوم أمس وكثفت من عمليات شرائها للأسهم في سوقي أبوظبي ودبي بقيمة 4 .893 مليون درهم حوالي 51% من اجمالي قيمة مشتريات الأسهم، وفي نفس الوقت وفي سياق اعادة بناء مراكزها من جديد قامت بعمليات بيع للشراء من جديد على مستويات اقل وافضل سعرا، وبلغت مبيعاتها 7 .787 مليون درهم، ووصل صافي استثماراتها الى 7 .105 مليون درهم محصلة شراء (منها 2 .41 مليون درهم محصلة شراء في أبوظبي، و5 .64 مليون درهم محصلة شراء في دبي، ولوحظ ان المحافظ الحكومية اتجهت نحو عمليات الشراء وبلغ صافي استثماراتها 2 .28 مليون درهم محصلة شراء . وفي المقابل ومع حالة التراجع الحاد كثف المستثمرون مبيعاتهم وبلغ صافي استثماراتهم 7 .105 مليون درهم محصلة بيع .
واقتنص المستثمرون الأجانب والمواطنون تراجع مستويات الأسعار بشكل حاد واتجهوا نحو عمليات شراء الأسهم بصافي استثمار وصل الى 5 .171 مليون درهم محصلة شراء (منها 6 .71 مليون درهم محصلة شراء الأجانب، و9 .99 مليون درهم محصلة شراء المواطنين) . وفي المقابل اتجه المستثمرون العرب والخليجيون نحو بيع الأسهم بصافي استثمار وصل الى 5 .171 مليون درهم محصلة بيع (منها 2 .85 مليون درهم محصلة بيع العرب، و3 .86 مليون درهم محصلة بيع الخليجيين) .
وركز الأجانب في سياق اعادة بناء مركزهم من جديد مبيعاتهم على أسهم دانة غاز بمقدار 9 .4 مليون سهم، وعلى تبريد بمقدار 8 .3 مليون سهم، وعلى دبي للاستثمار بمقدار 4 .3 مليون سهم . وفي المقابل ركز الأجانب مشترياتهم على أسهم العربية للطيران بمقدار 21 مليون سهم، وعلى الدار العقارية بمقدار 6 .18 مليون سهم، وعلى دبي المالي بمقدار 4 ملايين سهم، وعلى إعمار العقارية بمقدار 6 .3 مليون سهم .
قال راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للاوراق المالية ان فكرة تخفيض الحد الأدنى للتراجع التي ينادي بها البعض فكرة لم تشجعنا عليها الكثير من المؤسسات المعنية في الاستثمار ومنها اتحاد البورصات العربية، وغيرها من ادارات الأسواق التي اتصلنا بها في اطار التشاور بأوضاع أسواق المال . وقال ان الخوف والهلع وراء عمليات تراجع أسواق المال، مؤكداً قوة ومتانة الاقتصاد الوطني، واداء الشركات لعام 2024 المرشحة لتقوم بتوزيعات سخية للمستثمرين عن هذا العام .
قال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطنية للخدمات المالية انه لايوجد مبرر مقنع وحقيقي لما يجري من تراجع حاد في أسواق المال، وحتى تراجع أسعار النفط اصبح شماعة تلقى عليها اسباب التراجع وهلع البيع في الأسواق، مشيراً إلى أن كل المؤشرات تشير الى متانة الاقتصاد الوطني حتى لو تراجعت أسعار النفط، اضافة الى اداء الشركات القوي، لكن خوف المستثمرين مما يهول به، واستغلال البعض هو ما يزيد من حدة التراجع في أسواقنا أكثر من التراجع في كافة أسواق العالم والمنطقة . وقال إن على الهيئة والأسواق المعنية ان تجري تحقيقا في عمليات "البيع على المكشوف" في جلسة أمس التي تراجعت بشكل حاد، وأن يتم الإفصاح عن الجهات التي تقوم بهذا البيع ومحاسبتها إذا كانت تجاوزت عمليات نسب التداول بالهامش كما هو محدد وفقاً للأنظمة والقوانين في الدولة، مؤكداً أنه لا يجوز السكوت عما يحصل في السوق خاصة خلال جلسة امس .