أحيانا أفضل طريقة لفهم المستقبل هو أن ننظر إلى الماضي، و قد وضع كبير استراتيجيي السوق الاستئماني في الولايات المتحدة جوزيف بي. كوينلان قائمة بأهم 10 دروس بشأن الاقتصاد في عام 2024 من أجل إظهار ما يجب على المستثمرين مراقبته في العام المقبل.
1- أمريكا ستعود
بعد كل التحذيرات، برز الاقتصاد الأمريكي باعتباره واحدا من أقوى الاقتصادات في العالم في عام 2024، حيث شهد انتعاشا في قطاع الإسكان، وصناعة السيارات، وارتفاع الصادرات، و الاعتماد على التقنيات المتحولة مثل الطباعة الثلاثية، فهل تستطيع الولايات المتحدة أن تحافظ على قوتها في2020 ؟ في حين أن هناك تباطؤ في النمو الأوروبي وتراجع الطلب في الأسواق الناشئة.
2-الدولار الأمريكي لم يمت بعد
الدولار يسير بشكل رائع منذ بداية عام 2024، فقد ارتفعت قيمته بنسبة 8٪ ، بالإضافة إلى العديد من العوامل الهيكلية مثل تمتعه بدعم أسواق رأس المال الأمريكية، ومن المتوقع أن يصبح الدولار أقوى في2020 مما قد يؤثر سلبا على الصادرات و أرباح الشركات.
3- أهمية الجغرافيا السياسية
النظام العالمي آخذ في التغير، وليس دائما كما تصوره الولايات المتحدة والغرب،حيث أن الحلقات الرئيسية الجيوسياسية مثل ضم بوتين لشبه جزيرة القرم، و تقدم الدولة الإسلامية أو ما يسمى بداعش في الشرق الأوسط، والإيبولا ، كلها عوامل ساهمت في زيادة المخاوف في السوق هذا العام، أما في2020 فإن استمرار هذه الأوضاع غير مؤكد .
4- ثورة الطاقة الأميركية حقيقية
ارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز خلال السنوات القليلة الماضية، و لكن صدمة إمدادات النفط هذا العام ترتبط مباشرة بالصخر الزيتي في الولايات المتحدة، أما في2020 فلابد من البحث عن وسيلة لوقف انخفاض أسعار النفط و هناك تساؤل آخر حول ما إذا كان هناك مصدرون آخرون للنفط يمكنهم أن يخلقوا المزيد من الضغط الاقتصادي على أسواق رأس المال.
5. لا يوجد شيء مؤكد عن الصين.
الصين ليست، القوة الاقتصادية التي لا يمكن وقفها و التي تتجه للهيمنة العالمية بل بالعكس، الصين الآن تجد نفسها في مفترق طرق اقتصادية، مع نسبة نمو حقيقية يمكن أن تصل إلى 5٪ – 6٪ خلال النصف الأول من العام القادم ، و من المتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل من 7٪ العام المقبل، وهو احتمال يمكنه إلحاق المزيد من الضرر بالمصدرين في العالم للسلع الأساسية.
6. لا يزال الانكماش يشكل خطرا واضحا وقائما.
في الماضي، كان التضخم مشكلة كبيرة بالنسبة لمعظم الاقتصادات، ولكن “المعركة الآن ضد الانكماش، وهو اتجاه خبيث، من بين أمور أخرى تؤدي إلى تفاقم ضعف الطلب و إبطاء تحفيز الاستهلاك والاستثمار تحسبا لانخفاض الأسعار، أما في2020 فإن كوينلان يقول أن هذه عوامل يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التقلبات في أسواق العملات .
7-السياسة النقدية
عندما قام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة فإن هذا الأمر زاد من ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي، و من المرجح أن يزيد الاختلاف في السياسة النقدية بين الاقتصادات الكبرى، مما سيساهم في تعزيز مكانة الدولار.
8-الشركات على قيد الحياة وبصحة جيدة
كان M & A أكثر نشاطا في عام 2024، و وصلت أحجام الصفقات العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2024، و ذلك بفضل الموجودات النقدية الكبيرة، و انخفاض سجل تكاليف الاقتراض ، أما في2020 فمن المتوقع أن يشهد قرارات أكثر قوة و مشاركة أكبر في الأسواق الناشئة.
9- الدورة الكاملة للسلع انتهت
وبما أن أسواق السلع تدخل الآن عامها الخامس على التوالي من هبوط الأسعار، فمن الواضح أن الدورة الكاملة للسلع انتهت بالفعل، وقد ساعدت الليونة النسبية في الطلب العالمي في انكماش الطفرة في السلع، ولكن خلال عام 2024، تم تسليط الضوء على الدورة الكاملة للسلع أيضا من جانب العرض، والأكثر إثارة كان في سوق الطاقة ، أما في عام2020 فمن المتوقع أن تظل أسعار السلع منخفضة على المدى القصير ولكن يمكن أن يكون هناك اختلافات كبيرة بين الأسعار.
10- الأسواق الناشئة
شهدت الأسواق الناشئة تناقصا في عام 2024، ويرجع ذلك جزئيا إلى العديد من العوامل التي أثرت على اقتصادات مختلفة، و في حين سلمت اندونيسيا والفلبين من هذه العوامل كانت روسيا وكولومبيا أكبر الخاسرين، أما في عام2020 و دائما وِفق كوينلان فإن الأحداث العالمية يمكن أن تستمر في التأثير على الدول و من ثم على الأسواق بشكل مختلف.
مدير حسابات شركة يوتي ماركتس.