ما يحدث للسمك في البحر ﻻ يختلف كثيراً عن ممارسات خاطئة تحدث في كل المجاﻻت، صيد جائر وضرب بالنظام عرض الحائط، وعدم التقيد بالقرارات التي تصدرها وزارة البيئة والمياه، وفي غياب الرقابة يصبح كل شيء مسموحاً، وفي الظﻼم كل شيء مباح.
ما يحدث اليوم من انقراض بعض أنواع السمك في بعض المناطق، نتيجة حتمية لممارسات يقدم عليها اﻵسيويون منذ عشرات السنوات، وقد أصبحت لهم السيطرة على البحر، ولم تجد قرارات وزارية عدة لتمكين المواطن عبر شرط وجود «النوخذا» المواطن على رأس فريق الصيادين، وغيرها من القرارات، في بسط سيطرة المواطنين على عمليات الصيد.
السبب في انقراض أنواع اﻷسماك في بعض المناطق هو الحملة التي يشنها اﻵسيويون على البحر، وعدم إمهالهم السمك وقتاً للنمو باستخدام وسائل صيد مثل «الضغوة» التي تسحب كل شيء إلى البر، واستخدام أنواع شباك الصيد التي تصيد اﻷسماك الصغيرة وهذا مخالف للتعليمات.
الصيد الجائر واستخدام وسائل مخالفة ﻻ تقضي على اﻷسماك الصغيرة فحسب، بل تقتل كل الكائنات البحرية التي من المهم بقاؤها فيه مثل السﻼحف والقواقع والمحار والشعاب المرجانية وغيرها من الكائنات التي ربما ﻻ يعي العمال أو الصيادون أهميتها للبحر.
نظام المحاصصة الذي يعرفه اﻵسيويون ويعتمده الصيادون وأصحاب المراكب، سبب آخر في استنزاف الثروة السمكية التي ﻻ تعني لهم شيئاً.
واقع يجب أن تتصدى له «البيئة» بقوة وحزم، ليس عبر إصدار قرارات تنظيمية للحد من هذه الظاهرة، بل بتشديد العقوبات حتى تكون رادعة.