الاقتصاد الأمريكي الأكثر خيبة للآمال في العالم
الخليج
لم يكن التقرير الأخير لثقة المستهلكين الذي أصدرته جامعة ميتشيغان، ونتائج مبيعات التجزئة في شهر فبراير/شباط فقط هي التي فاجأت الاقتصاديين والمستثمرين بجرعة أخرى من الأنباء المخيبة للآمال، فعلى العموم كانت البيانات الاقتصادية الأمريكية حتى الآن أكثر قصوراً عن تلبية توقعات المتنبئين منها في أي وقت على مدى ست سنوات الماضية .
انخفض مؤشر "بلومبيرغ إيكو يو إس سيربرايس" الذي يقيس ما إذا كانت البيانات تلبي أو تقصر عن بلوغ التنبؤات، إلى أدنى مستوى له منذ العام 2024 عندما وقعت البلاد في أعمق ركود لها منذ الكساد العظيم .
وكان الاستثناء الوحيد ملحوظاً للكآبة الماثلة وقد كان كبيراً بحق هو "الوظائف"، حيث أضاف الاقتصاد 295 ألف وظيفة جديدة في فبراير/شباط، و3 .1 مليون وظيفة في خلال أربعة أشهر، وهو انعكاس لمدى صحة سوق العمل التي قادت لانخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له في سبع سنوات تقريباً .
أما معظم الأشياء الأخرى فدعك من الحديث عنها .
وفي هذا الشهر وحده أظهرت بيانات الدخل الشخصي، والإنفاق، والتصنيع كما يقيسه معهد إدارة التوريد، ومبيعات السيارات، وطلبيات المصانع، ومبيعات التجزئة جميعها القليل من الضعف .
وتحتفظ مجموعة "سيتي غروب" بمؤشر المفاجأة الاقتصادية للعالم، وأظهرت لوحة قياسها أن اقتصاد الولايات المتحدة هو الأكثر تخييباً للآمال بالنسبة للتوقعات العامة في السوق، عند مقارنته مع أمريكا اللاتينية وكندا المجاورتين .
وكان من المتوقع أن تتضرر اقتصادات 12 من الأسواق الناشئة اعتباراً من شهر مارس/آذار الجاري بسبب انخفاض أسعار النفط ولكنها أظهرت مفاجآت إيجابية الآن، وكثيراً ما كان صناع السياسة الأمريكيين يتحدثون عن ضعف اقتصادات أوروبا والصين على الرغم من أن كليهما يتخطيان التوقعات .
ويجب الالتفات إلى أن القصور الأمريكي المفاجئ عن التوقعات لا يعني بالضرورة أن أكبر اقتصاد في العالم في حاجة ماسة للتقويم، فربما إنه يقصر فقط عن بلوغ بعض التوقعات التي قد تكون مغالية بعض الشيء .
أما البلد الذي تجاوزت فيه البيانات توقعات الاقتصاديين بكثير فهو السويد .
وقال جاك أبلين، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك "بي إم أو" الخاص في شيكاغو إنه يولي انتباهه لمؤشرات المفاجأة باعتبارها وسيلة للقياس عندما يكون اتجاه الاقتصاد الوطني في بلد معين يتحول نحو البحث عن القيمة الجيدة في الأسهم .
وقال: إنه مؤشر مبكر على تحول الزخم، مضيفاً أنه ظل يرفع المبلغ المالي الذي يتم وضعه في الأسهم العالمية .
وفي حين يتوقع أبلين نمواً معتدلاً في الولايات المتحدة، فإنه يقول إن قوة الدولار الأمريكي لديها المقدرة الكامنة على كبح التوسع .
ولم تبد جانيت يلين، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أي لمحة للقلق في شهادتها الأخيرة أمام الكونغرس، حيث أشارت إلى "التحسن العام في الاقتصاد الأمريكي وفي التوقعات الاقتصادية الأمريكية" بفضل انخفاض أسعار النفط .
وقال جوناثان رايت، وهو أستاذ في جامعة "جونز هوبكنز" في بالتيمور الذي عمل في قسم بنك الاحتياطي الفيدرالي للشؤون النقدية في الفترة من عام 2024 وحتى العام ،2008 إن تراجع البيانات قد يعطي لجنة السوق المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي سبباً للانتظار قبل رفع أسعار الفائدة .
واستمر خفض توقعات النمو في الولايات المتحدة في الربع الأول من العام، ومثلما حدث في العام الماضي فقد نالت أحوال الطقس والظروف الجوية نصيبها من اللوم في ذلك .
وخفض مايكل فيرولي من بنك "جيه بي مورغان تشيس" توقعاته إلى 2 في المئة من 5 .2 في المئة في 6 مارس/آذار، وخفضت "باركليز كابيتال" تقديراتها للنمو إلى 5 .1 في المئة اعتباراً من 12 مارس/آذار، وتم خفض توقعات "ماكرو إيكونوميكس آدفايسورز" إلى 7 .1 في المئة يوم 12 مارس/آذار .
ونشر بنك الاحتياطي الفيدرالي لولاية أتلانتا توقعات تتبع للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام، وتم خفض تلك التوقعات بمقدار النصف إلى 6 .0 في المئة بعد تقرير مبيعات التجزئة .
وإذا كان كل هذا يبدو مألوفاً بغموض، فقد حدث نفس الشيء إلى حد كبير في العام الماضي .
ومن ثم، جاء اثنان من الأرباع الرائجة بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي فيهما في المتوسط 8 .4 في المئة عقب الانكماش الذي حدث في الربع الأول وألقى كل شخص تقريباً باللائمة فيه على أحوال الطقس .
وقد أبدى مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي استعدادهم للنظر عبر بعض القطع السيئة من البيانات الاقتصادية التي قالت يلين عن بعضها إنها "صاخبة"، وذلك في معرض وصفها القفزة في معدل التضخم في العام الماضي والتي تحولت لتصبح بلا معنى .
ويمكن للبيانات أن تكون صاخبة، ويمكن لمفاجأة مدوية على الجانب السلبي أن تمهد الطريق أمام عروض الأداء التي يمكنها أن تمضي وتوافق التوقعات، وربما يحتاج صانعوا السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الذين يجتمعون اليوم وغداً لبعض المفاجآت الإيجابية للبدء في الشعور بالثقة أن هذا العام يمضي في مساره الصحيح . (بلومبيرغ)
"أوبك" تتوقع تراجع الإنتاج الأمريكي للنفط بنهاية2020
قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس، إن إنتاج النفط الأمريكي قد يبدأ في التراجع بنهاية العام2020 فيما يشير إلى أن انهيار أسعار الخام سيستغرق وقتا كي يؤثر في طفرة النفط الصخري .
وأبقت المنظمة في تقرير شهري توقعاتها لإمدادات المعروض من خارجها في العام الحالي دون تغير لكنها قالت إن إنتاج الخام الصخري الأمريكي قد يتقلص .
وقالت المنظمة: إن منتجي النفط الصخري يدركون أن إنتاج آبار النفط النموذجية في الحقول الصخرية ينخفض سنوياً 60 في المئة وإنه لا يمكن تعويض الخسائر إلا بحفر آبار جديدة . وأضافت أنه مع انحسار أنشطة الحفر بسبب ارتفاع التكلفة واحتمال استمرار انخفاض أسعار النفط . . يمكن توقع انخفاض الإنتاج في أعقاب ذلك . . ربما بحلول أواخر2020 . وأبقت أوبك في تقريرها توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الخام في العام2020 دون تغيير ولم تغير تقريباً تقديراتها للطلب على نفطها هذا العام . (رويترز)
"غولدمان ساكس": هبوط منصات الحفر يشير لتراجع الإنتاج الأمريكي الفصلي
قال محللون في "غولدمان ساكس" أمس إن انخفاض أعداد منصات الحفر في الولايات المتحدة يشير إلى تراجع انتاج النفط الأمريكي في الربع الثاني .
وذكرت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية أن عدد المنصات العاملة في الولايات المتحدة انخفض بواقع 56 منصة الأسبوع الماضي إلى 866 منصة .
وقال محللون في "غولدمان ساكس" في تقرير أنه يشير العدد الحالي لمنصات الحفر إلى تراجع طفيف للانتاج الأمريكي في الربع الثاني . ونزلت أسعار النفط أمس، وهبط الخام الامريكي نحو ثلاثة في المئة لينزل لأقل مستوى له في ستة أعوام عند 57 .43 دولار للبرميل متأثراً بقوة الدولار وتراجع طاقة التخزين الفائضة عالمياً . (رويترز)