الاتحاد
تصدر محكمة «ساوث ورك كروان» في العاصمة البريطانية لندن، حكمها النهائي في قضية الاعتداء على الشقيقات الإماراتيات الثلاث، الشهيرة بحادثة «مطرقة لندن» اليوم الاثنين. وكانت هيئة المحلفين قد دانت فيليب سبنس المتهم الأول في القضية بالشروع في القتل 3 مرات لاعتدائه على الشقيقات خلال إقامتهن في أحد فنادق لندن في شهر أبريل الماضي.
وتم إبلاغ المدان الأول بأن عليه أن يتوقع عقوبة صارمة لاعتدائه الوحشي الذي أسفر عن تعرض الشقيقات لجروح خطيرة وإصابة إحداهن بإصابات جسيمة ستؤثر على حياتها في المستقبل. ويتوقع حسب القانون البريطاني أن يحصل المتهم على العقوبة القصوى.
وأجرت «الاتحاد» اتصالاً هاتفياً للاطمئنان على حالة الشقيقات الثلاث قبل النطق بالحكم النهائي اليوم. وتبين من الاتصال أن الشقيقات في حالة صحية ونفسية جيدة، وينتظرن الحكم النهائي اليوم، ولن يستطعن استباق الأحداث، لكنهن يترقبن النطق بالحكم لينال المجرم عقابه. ومن المنتظر أن تصدر السفارة الإماراتية، بياناً رسمياً للتعليق بعد صدور الحكم النهائي اليوم.
يذكر أن دفاع المتهمين اعتمد في الجلسات الأخيرة على إنكار تهمة الشروع في القتل ومحاولة إثبات أن الضرب المبرح الذي انهال به عليهن كان لإفقادهن الوعي فقط، ولم يكن بغرض القتل. وتعود تفاصيل الحادث إلى أبريل الماضي، حيث كانت عهود وخلود وفاطمة النجار، الشقيقات الإماراتيات الثلاث، مقيمات في فندق «كمبرلاند»، حينما تعرضن للضرب على الرأس في هجوم سافر وعمدي وتركن ليمتن، حيث ضرب «سبينس» المتهم الأول عهود بقوة أدت إلى كسر في جمجمتها، فيما عانت فاطمة 3 كسور في الجمجمة، بما في ذلك الجزء الخلفي من رأسها، وكسرا في الجانب الأيسر، أما خلود، فقد تعرضت لكسور في الجبهة والفك والعينين، إضافة إلى كسر في ذراعها اليسرى.
السجن مدى الحياة لفيليب سبينس المعتدي على المواطنات في لندن
الخليج
قرأ القاضي انتوني ليونارد الحكم، وقال بعده "إنها معجزة حقيقية أن تنجو عهود من الاعتداء"، وأضاف "استخدمت العنف المتعمد وغير المبرر حتى تنفذ عملية سطو" .
بدأت جلسة النطق بالحكم في موعدها المحدد سلفاً في العاشرة والنصف صباحاً، وبدأ المدعى العام سايمون مايو بالحديث مؤكداً أن الضحايا الثلاث تعرضن لهجوم شرس، ومستمر خلّف جماجمهن متكسرة . وتوجه بالحديث إلى هيئة المحلفين قائلاً بنبرة حازمة "كانت نية سبينس قتلهن" . وأضاف إن الشقيقة فاطمة النجار أظهرت شجاعة ملحوظة وهى تحاول يائسة وقف الاعتداء على شقيقتها خلود، ومع ذلك تحول إليها المتهم وعاجلها بعدة ضربات أفقدتها الوعي، ولم يكتف بذلك بل توجه إلى الشقيقة الثالثة عهود التي تعرضت لهجوم أكثر شراسة وحطم جمجمتها مما دفع أنسجة المخ للبروز من ثقب بالرأس .
وأضاف مايو أن المتهم فر من مكان الحادث يحمل حقيبة بها آي باد، ومجوهرات ذهبية، وهواتف نقالة، وسارع إلى التخلص من المطرقة . وبمجرد صعوده الحافلة التي استقلها بعد مغادرة الفندق بدأ في تفحص مسروقاته بدون إظهار أدنى قلق على ما فعله، وبدا في الصور التي التقطت له على متن الحافلة غير مكترث بجريمته النكراء التي ارتكبها قبل أقل من ساعة وما تسبب به من معاناة لضحاياه العزل .
وأنهى حديثه مؤكداً أن الأمر الثابت الذي لا جدال فيه أن إصابات الضحايا تعد تهديداً خطيراً لحياتهن . وأعاد الإشارة إلى سجل سبينس الإجرامي الحافل بالسرقة، والسطو المسلح، والاعتداء على الغير، وتعمد الإيذاء البدني، إضافة إلى جرائم الاتجار وتعاطى المخدرات، ومحاولتي شروع في القتل .
وأعيدت تلاوة شهادة الشقيقة فاطمة النجار، وتفاعل الحضور بالقاعة مع عبارتها المؤثرة التي قالت فيها إن إصابة شقيقتها عهود خلفتها "ميتة حية" . وقالت فاطمة "في هذه الليلة فقدت كل شيء، تعرضت عهود لضربات عنيفة، ولن تتمكن من الشفاء أبداً، وستظل ما تبقى لها من العمر طريحة فراش بالمستشفى، إن رؤيتها على هذه الحال تحطم قلوبنا جميعاً" .
أما خلود النجار فقالت "إن الحادث مازال ماثلاً أمام عيني لا يفارقها وكأنه حدث بالأمس، لقد سرق براءة أطفالي المذعورين حتى اليوم، ولم يعودوا ينظرون إلى العالم بالطريقة نفسها، ولن يثقوا بأحد أبداً" . وأضافت "إنهم خائفون حتى من مغادرة المنزل، وغير قادرين على النوم بمفردهم" .
وتحدث ويليام ناش محامي المتهم قائلاً: إنه يدرك الخطورة العالية جداً فيما ارتكبه موكله، لكنها لم تكن " خطورة عالية استثنائية" حتى تبرر سجنه مدى الحياة . وأشار إلى أن موكله فكر في كتابة خطابات لضحاياه وعائلاتهم، لكنه يعرف أنهم "يشمئزون منه"، ويرون جريمته "مقززة"، لذا تراجع عن فكرة الاتصال بهم لأن هذا لن يجعل الوضع أفضل .
وأضاف إن موكله لن يغفر لنفسه أبداً، وانه كان شخصاً مختلفاً تماماً وقت ارتكاب الجريمة لوقوعه تحت تأثير تعاطى المخدرات .
وظهر المتهم فيليب سبينس هادئاً مرتدياً قميصاً أزرق وسترة، بينما احتشدت قاعة المحكمة بأقارب الضحايا وأفراد عائلاتهم .
كما حكم على المتهم الثاني توماس إيفريمي بالسجن لمدة 14 عاماً غير قابلة لإطلاق سراحه المشروط قبل انقضاء نصف المدة لإدانته بالتآمر لارتكاب السطو المشدد .
وحكم على المتهم الثالث جيمس موس بالسجن 21 شهراً مع وقف التنفيذ لمدة عامين بعد اعترافه بالتعامل مع أغراض "مسروقة" كانت عبارة عن هواتف نقالة، وحقائب يد، ومجوهرات تخص الشقيقات .