تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الصناديق المدرجة وخطأ الرهان على سعر النفط الأدنى

الصناديق المدرجة وخطأ الرهان على سعر النفط الأدنى 2024.

الصناديق المدرجة وخطأ الرهان على سعر النفط الأدنى

الخليج
في الوقت الذي شهدت فيه أسعار النفط الخام هبوطاً كبيراً في الفترة الماضية اعتمد المستثمرون على إعلان السعودية خفض إنتاجها في اجتماع "أوبك" الذي انعقد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني لدعم سوق النفط العالمية، وهو ما لم تحققه المملكة، ما أدى إلى المزيد من الانخفاض في أسعار النفط .
انخفض سعر خام غرب تكساس المتوسط بنسبة 4 .41 في المئة في الأشهر الثلاثة الأخيرة ليصل إلى 46 .53 دولار للبرميل، والذي بلغ ذروته في العام 2024 محققاً 108 دولارات للبرميل .
وليس غريباً الضرر الكبير الذي لحق بالمساهمين في الصناديق المشتركة والمتخصصين في أسهم الطاقة في الربع الأخير من العام المنصرم، حيث بلغ معدل الانخفاض لكل فرد وفقا ل"مورننغ ستار" 20 في المئة . كما كان أداء بعض صناديق أسهم الطاقة المتداولة أفضل قليلاً . وخسر مؤشر "إس بي دي آر" نسبة 7 .12 في المئة، علاوة على هبوط شركة "فانغارد للطاقة" بنسبة 9 .14 في المئة في الربع نفسه .
وتزيد هذه الصناديق المتداولة في البورصة من فرص التعرض لمخاطر في قطاع الطاقة، وتوفر بعضها مكاناً مناسباً في أسواق القطاع كالتنقيب والإنتاج والحفر وعمليات الأنابيب، وهو ما يختلف في حساسيتها لأسعار الطاقة، ما يجعلها أكثر فائدة من الصناديق المشتركة بالنسبة إلى المستثمرين الذين يدركون تماماً قطاع الصناعة الذي يرغبون فيه أو حجم المخاطر التي يمكنهم تحملها .
وقال تود روسنبلوث مدير أبحاث الصناديق الاستثمارية ب"إس آن دبي كابيتال"، إنه وبسبب تركيزهم على ذلك القطاع فإنه يمكن للصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة توفير ما يرغب فيه المستثمرون من فرص ضئيلة في التعرض للمخاطر . وأضاف أن اختيارات المديرين ربما لا تتماشى مع اختيار المستثمرين، كما توفر الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة طرقاً أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالتعرض للمخاطر في البرامج التي يرغب المستثمرون القيام بها .
ويبرز إلى السطح التساؤل المطروح عن ماهية البرامج التي يرغب فيها المستثمرون، حيث إن تلك الصناديق غير متاحة للجميع . هنالك إجماع ضئيل على ما سيتجه إليه النفط والأصول الأخرى المرتبطة بهما، علاوة على بعض المسائل المنطقية التي ستحدد صعود الأسعار أو هبوطها .
ويعيش الاقتصاد الأمريكي حالياً مرحلة من النمو المتسارع، علاوة على الأسواق التي بلغت ذروتها في البيع، وبالمقابل فإن النمو في أوروبا منعدم تماماً، علاوة على الصين التي تشهد تراجعاً ملحوظاً في معدلاتها، كما أن قرار السعودية عدم إنقاذ السوق يعني أن الانتعاش السريع للسوق النفطية يبدو أنه بعيد المنال الآن .
وقال ريتشارد ستينبيرغ من مؤسسة "نيو يورك هاي تاورز" للاستشارات المالية، إن هنالك أشخاصاً على كل جانب من الخلاف، ولكن الجانب الأقل معارضة هو الأصغر على الأقل في المدى القصير" .
ويبدو أن موريس مارك المؤسس والشريك الإداري ل "مارك أست مانجمنت" كان جريئاً جداً بإقصائه لكامل نسبة تعرضه للمخاطر بقطاع الطاقة والبالغة 12 في المئة أوائل عام 2024 . وحسب وجهة نظره، فإن الإنتاجية الكبيرة للنفط اجتاحت الأسواق العالمية، كما توقع استمرار ركود الأسعار حتى استعادة التوازن الذي يبدو أنه بعيد جداً، حسب تقديره .
ومن المتوقع ألا يكون لدى الشركات العالمية الصبر الكافي لتستعيد الأسواق العالمية انتعاشها . وتكهن بعض المحللين أن الغرض من قرار السعودية عدم خفض إنتاجها كان لدفع منافسي أمريكا الشمالية تبني قرارها نفسه . وإذا ما كانت تلك هي الخطة فيبدو أنها آتت أكلها فعلاً . وأعلن أكبر منتجين محليين خفض إنفاقهم في العام2020 كما هو الحال مع المشغلين الأصغر حجماً منهما . وقدرت المؤسسة الاستشارية النرويجية ريستاد إنرجي أن الإنفاق العالمي على حفر آبار جديدة سينخفض هذا العام إلى 365 مليار دولار مقارنة ب 400 مليار دولار، في حال كان سعر برميل النفط 70 دولاراً، أو 350 مليار دولار إذا ما كان سعر برميل النفط 60 دولاراً، بالنظر إلى الانخفاض الكبير لأسعار النفط العالمية . وقال دانييل موريس الخبير الاستراتيجي في تقرير له أن الإنتاجية المنخفضة تعني أن السوق الهابط سيضر بعائدات شركات الطاقة بطريقتين، أولهما انخفاض الأسعار التي يطلبونها مقابل منتجاتهم، وثانيهما أنهم سيبيعون كميات أقل من المنتج .
وأوصى موريس بالتركيز على أسهم مشغلي مصافي التكرير المحلية قائلاً إنه ما زال بإمكان المستثمرين إيجاد طرق رابحة وراء تلك الخلفية، خصوصاً بعد الهبوط الحاد في أسهم الطاقة، وأضاف أن مصافي التكرير الأمريكية تتفوق على نظيراتها في القارة الأوروبية، كما أن الأسهم الأمريكية في القطاع ستتجاوز شركات التنقيب والإنتاج الأكثر غلاء" .
وحذر ستينبيرغ من أن الاستثمار في مصافي التكرير دائماً ما يكون خادعاً فيما يتعلق بالتوقعات الجيوسياسية . وقال: أرباح أصحاب شركات التكرير تتأتى من الفجوة بين ما يدفعونه مقابل النفط الخام وما يحصلون عليه جراء بيعهم للمنتجات المكررة كالجازولين .
كما تم تداول خام برنت الأوروبي بأسعار أعلى من الخام المحلي بسبب التوترات القائمة بشرق القارة الأوروبية والشرق الأوسط، وهو ما مكن مصافي التكرير الأمريكية الاستفادة من انخفاض تكلفة المدخلات، علاوة على الأسعار العالمية المرتفعة للمنتجات المكررة وهي التوليفة التي ربما لن تستمر طويلاً . وقال محللون إن معظم استثمارات قطاع الطاقة ستؤدي بشكل جيد إذا ما استعاد النفط سعر 100 دولار للبرميل .
وقال خبراء أن ظروف السوق الاستثمارية تختلف من شركة لأخرى حتى وإن كانت تعمل في المجال نفسه، ونصحوا المستثمرين بالتركيز على الصناديق المتداولة في البورصة التي تتميز بأنها أكثر أماناً، فضلاً عن أنها تعتبر بديلاً أكثر فائدة . وبينما قال الخبراء إن شركات البنى التحتية كانت الأكثر أماناً فإنهم في الوقت ذاته أبدوا تخوفهم منها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.