وصل الاستغلال المالي لجمهور كرة القدم في أوروبا إلى مستويات قياسية، بل تخطى الحدود الأخلاقية في بعض الحالات كما كشفت دراسة أجرتها صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.ومن المعروف أن الأطفال المحبين لكرة القدم يحلمون في انجلترا بمرافقة فرقهم المفضلة لدى دخولهم أرض الملعب والاصطفاف إلى جانبهم ومصافحة نجوم الفرق المنافسة، لكن ما يعد غريبا حقا أن هذه الخدمة ليست مجانية، بل يتقاضى أكثر من نصف أندية الدوري الإنجليزي الممتاز رسوما مرتفعة مقابل تحقيق حلم هؤلاء الأطفال.
الدراسة التي أجرتها “ذا غارديان” بعناية ونشرت نتائجها يوم الخميس، كشفت أن مجموعة كبيرة من الأندية الإنجليزية تقوم باستغلال شغف الأطفال في دخول الملعب إلى جانب نجومهم المفضلين، من خلال تقاضي مبالغ يعجز كثيرون في البلاد عن دفعها لتحقيق أمنية أبنائهم.
وتصدر “وست هام يونايتد” قائمة الأندية المستغلة لأحلام الأطفال، حيث يتقاضى النادي حوالي 600 جنيه إسترليني مقابل الطفل الذي يريد دخول أرض الملعب مع الفريق خلال مباريات الدوري الإنجليزي، وفي المرتبة الثانية يأتي كل من “كوينز بارك رينجرز وسوانزي سيتي”؛ حيث يتقاضى كل منهما 450 جنيه مقابل هذه الخدمة، مقابل 425 جنيه يتقاضها “كريستال بالاس” و400 يتقاضاها كل من “ليستر سيتي وتوتنهام”.الدراسة بينت أيضا أن أندية المقدمة الخمس الكبيرة (أرسنال، تشيلسي، ليفربول، مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي) لا تتقاضى بنسا واحدًا مقابل مرافقة الأطفال لنجومها، في حين تخصص أندية أخرى مثل توتنهام ونيوكاسل حجوزات مجانية محدودة للجمعيات الخيرية.
ومقابل المبالغ السابقة الذكر، يحصل الطفل بالإضافة إلى فرصة دخول الملعب مع الفريق، تذكرة مجانية للمباراة في مقاعد خاصة، قميص مجاني للفريق، كرة موقعة، وصورة موقعة لأحد النجوم.لكن انتقادات واسعة طالت الأندية في إنجلترا بعد نشر الدراسة لأنها تمنع شريحة كبيرة من الأطفال من الحصول على هذه الخدمة لعدم قدرة أولياء أمورهم على دفع هذه المبالغ.
وتأتي هذه الانتقادات في وقت تحصل فيه الأندية الإنجليزية على عائدات تجارية قياسية من تذاكر المباريات العادية والموسمية، والإعلانات حول الملعب، إضافة إلى عائدات البث التلفزيوني التي تعد من الأكثر تكلفة حول العالم.