تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » القلب الكبير ,,, فضيلة المعيني

القلب الكبير ,,, فضيلة المعيني

لم تكد أخبار الأرصاد الجوية وتوقعاتها تتدفق حول دخول مناطق عدة من الشرق الأوسط، وتحديداً في بلاد الشام، تحت وطأة موجة باردة غير مسبوقة تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر بعدة درجات، وبحيث ستكون المنطقة أمام عاصفة ثلجية قوية أطلق عليها في الأردن اسم «هدى» وفي لبنان سميت «زينة» مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج على مدى أيام، إلا وهب صاحب القلب الكبير في هذه الأرض، وكما هي عادته عند الشدائد والخطوب التي تلحق بالإنسان أينما كان، من أجل إغاثة كثيرين.

سمو رئيس الدولة أطلق رسالة إنسانية في منتهى الأهمية، وأمر بتسيير قوافل الخير والعطاء من الإمارات مباشرة ودون هدر للوقت إلى اللاجئين في الأردن ولبنان، والمتضررين في الأراضي الفلسطينية لنقل الأغطية والملابس الثقيلة والمواد الغذائية، ليخفف عن الأشقاء أبناء العروبة الذين يواجهون معاناة ليست بسيطة ستحل بمن أصبح لاجئاً في الصحراء أو في مخيمات تضربها أشعة الشمس الحارقة صيفاً، وتعصف بها الثلوج والأمطار شتاء.

موقف نبيل وليس غريباً على صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي ما تأخر يوماً عن إغاثة الملهوفين ومد يد العون للمحتاجين من منطلق واجب إنساني وشعور أخوي تجاههم، بعيداً عن أي حسابات أخرى أو ألقاب أطلقتها المؤسسات الخيرية والمنظمات الإنسانية العالمية، تقديراً للدور الكبير الذي تقوم به الإمارات في كل المناسبات والظروف، وعطاياها التي ليس لها حدود.

في مثل هذه المواقف، ليست الدولة وحدها المعنية بتقديم المساعدات والمساهمة في تخفيف معاناة الأشقاء وغيرهم، بل إن الجميع مواطنين ومقيمين على صلة بهذه الدعوة، وكذلك المؤسسات وكافة قطاعات المجتمع لتحقيق هذا الهدف النبيل، ودعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، للجميع من أبناء الإمارات أبناء زايد الخير، هي بمثابة تحفيز إلى الخير الذي يتمناه للبلاد ولكل من يعيش على أرضنا المباركة، وهي دعوة ينبغي أن تكون محل التنفيذ، وتسارع كل نفس للمساهمة وفقاً لقدرتها.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبدوره المعروف دوماً، سارع بتوجيه الوزارات والمؤسسات والدوائر والفعاليات الرسمية والأهلية كلها، والقطاع الخاص في الدولة، للتفاعل المباشر مع دعوة صاحب السمو رئيس الدولة للبدء الفوري في الحملة الإنسانية الإماراتية لإغاثة اللاجئين والمتضررين من برد الشتاء في بلاد الشام.

على الفور أمر بتشكيل فريق عمل من كل من الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، و«دبي للعطاء»، للبدء الفوري في نقل وتوزيع المواد الإغاثية العاجلة على مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان، والمتضررين في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وتسخير الإمكانيات المتاحة كلها لحماية اللاجئين من الأجواء القارصة خلال الأيام المقبلة.

سواء كانت هذه العاصفة «هدى» أم كانت «زينة».. ناعمة كانت أم قاسية، هادئة أم شديدة، وأياً كان نوعها ومهما كانت قوتها وشدتها، لن تتمكن بإذن الله من الإضرار باللاجئين، وسيتسع القلب الإماراتي لاستيعابهم والوقوف في وجه تبعاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.