تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المترو والترام . . والمليارات

المترو والترام . . والمليارات 2024.

المترو والترام . . والمليارات

9-9-2009 و9-9-2011 ليست مجرد أرقام متشابهة يتفاءل بها البعض ويحتفل بها آخرون، إنها أرقام ذات دلالة وتحفر بذاكرة إنجازات دبي، فالأول هو تاريخ إطلاق أحد أهم مرتكزات البنية الأساسية للإمارة والأكثر تقدماً عندما تم تدشين مترو دبي أطول مترو في العالم من دون سائق، والثاني عندما تم افتتاح توسعة المترو ليشمل الخط الأخضر .
التاريخ الثالث الذي سيكون علامة مضيئة بتاريخ مدينة دبي هو 11-،11 أي بعد غد حيث يدشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشروع الترام وهو أول مشروع من نوعه في المنطقة يمتد طوله 15 كيلومتراً في منطقة الصفوح .
المترو ومعه الترام الآن سيشكلان أساساً مكملاً للنقل الجماعي في الإمارة، وهما بالتالي إضافة نوعية لشبكة الطرق الحديثة التي أقامتها المدينة، وأنفقت عشرات المليارات عليها للوصول بالبنية الأساسية إلى مرحلة متقدمة توفر من خلالها حياة سهلة لمواطنيها والمقيمين فيها وملايين زوارها .
العائدات التي تجنيها دبي من استخدام شبكة الطرق ووسائل النقل الجماعي رغم ضخامتها ووصول أرقامها في خانة المليارات، لكنها على أرض الواقع لا تعيد الى الحكومة إلا ما يزيد قليلاً عن نصف حجم الإنفاق السنوي على مشاريع هذا القطاع .
شبكة الطرق لا تعني وتفيد مستخدميها من الأفراد السكان والزوار فقط، إنما أهميتها تكمن في فوائدها غير المباشرة على الاقتصاد وشركاته، فهي مكون أساسي في آليات الإنتاج، فسرعة وصول السلع من وإلى المنشآت، ومن وإلى الموانئ والمطارات تدخل في تكلفة الإنتاج التي تنعكس بعد ذلك على سعر المنتج النهائي الذي يتلقاه المستهلك . أما عامل الزمن بالنسبة للجميع فعائداته تفوق ذلك بكثير .
وفرت منظومة النقل الجماعي في دبي التي تنقل سنوياً 440 مليون شخص (3 .1 مليون شخص يومياً) على الاقتصاد في السنوات السبع الماضية ما يزيد على 70 مليار درهم، أما مشاريع النقل الجماعي والطرق فساهمت في خفض قيمة الوقود المهدر سنوياً، بسبب الازدحامات المرورية من حوالي 5 مليار درهم في عام 2024 إلى 4 .2 مليار درهم في عام 2024 وإلى دون هذا الرقم الآن .
نعم دبي تنفق المليارات سنوياً على بنيتها التحتية في إطار الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين وللاقتصاد الوطني، لكن الواقع والدراسات تشيران إلى أن كل درهم يصرف على البنية التحتية يحقق عائداً إجمالياً مقداره 6 دراهم متضمناً الفوائد المباشرة وغير المباشرة .
إذا أردت أن تنافس وتبقى في طليعة المتسابقين فعليك دائماً أن تكون مستعداً وجاهزاً، وإلا فإن الفوز لن يحالفك، فالدراهم وآلافها وملياراتها التي تنفقها الإمارات ليست إلا وسيلة لغد أفضل تسعى القيادة لرسم طرقه وجسوره وأنفاقه بإرادة وحكمة وفن .
الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.