عمر، وهو طالب سوداني في أبوظبي يبلغ من العمر 18 عاماً ، يصف إدمانه على “المدواخ” وهو منتج غير محظور يتم استنشاقه من أنبوب صغير : “إنها عادة سيئة للغاية، ولكن إذا لم أستنشق المدواخ أشعر بألم شديد في رأسي، وأنا بحاجة إليه من وقت لآخر”.
عمر ليس المدمن الوحيد على المدواخ، فهذا المنتج يشهد شعبية متنامية بين المراهقين والشباب في عموم الإمارات العربية المتحدة، وتكفي نفخة واحدة منه لجعل المدخن يشعر بالدوار ولاسترخاء.
واستنادا إلى إحصاءات عام 2024 من جمعية السرطان الأمريكية ومؤسسة الرئة العالمية، فإن 15.6% من المراهقين الذكور يدخنون التبغ يومياً في دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين تصل نسبة الرجال البالغين من المدخنين إلى 18.1%.وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات رسمية عن استخدام المدواخ بين الشباب، يقول الباحثون إن هذه العادة الضارة منتشرة على نطاق واسع.
وقالت الدكتورة ريزوانة برهان الدين الشيخ الأستاذة المساعدة في قسم طب المجتمع بجامعة الخليج الطبية في حديث لوكالة فرانس بريس :” أجرينا دراسة على طلاب المدارس في جامعة عجمان، ووجدنا أن 36% منهم يتعاطون المدواخ”.
ووفقاً لـ بالات مينون وهو باحث في مركز البحوث الطبية الحيوية المتقدمة والابتكار من جامعة الخليج الطبية، فإن كل غرام من المدواخ يحتوي على حوالي 44 ميليغرام من النيكوتين، أي ما يعادل أربع إلى خمس سجائر.
وقالت شيرين المزروعي، رئيسة قسم الأمراض غير المعدية في هيئة الصحة في أبوظبي إنه على الرغم من توفر القليل من المعلومات عن هذا المنتج، إلا أن البحوث الأولية تشير إلى وجود صلة بين المدواخ و نوبات الدوخة والإغماء بالإضافة إلى النفخة والعديد من الأعراض الأخرى.
وتضيف المزروعي :” انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، والمأساة الأكبر أنها بدأت مع الأطفال، وعادة ما يباع المدواخ بثمن بخس في محلات بيع التبع والبقالة بالقرب من المدارس، داخل عبوات زجاجية صغيرة لا تحتوي على أية تفاصيل عن المنتج”.
وفي الوقت الذي تقوم فيه بعض المدارس بحملات تفتيش عشوائية على حقائب الطلاب بحثاً عن المدواخ، إلا أن السلطات في الإمارات لم تتخذ أي إجراء بعد للحد من هذه الظاهرة.