تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المسلمون خير الأمم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

المسلمون خير الأمم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2024.

قال مالك بن الصيف ووهب بن يهودا اليهوديان لابن مسعود وأبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم: نحن أفضل منكم وديننا خير مما تدعوننا إليه، فأنزل الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 110».

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل»، وقال: «مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره»، وقال: «إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها، وحرمت على الأمم كلها حتى تدخلها أمتي».

جميع المؤمنين
قال ابن عباس رضي الله عنهما، خير أمة هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقال الضحاك هم أصحاب محمد خاصة الرواة والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم، وقال عمر بن الخطاب تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا، وقال آخرون هم جميع المؤمنين من هذه الأمة.

قال ابن كثير في تفسيره: يخبر الله تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم فقال «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس، ولهذا قال: «تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله»، والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة، كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما قال في آية أخرى «وكذلك جعلناكم أمة وسطا».

وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم فإنه أشرف خلق الله، وأكرم الرسل على الله، وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبيا قبله ولا رسولاً من الرسل، فالعمل على منهاجه وسبيله، يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه.

مفاتيح الأرض

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء، نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهوراً، وجعلت أمتي خير الأمم»، وقال: «إن ربي أعطاني سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب»، فقال عمر: يا رسول الله، فهلا استزدته؟ فقال: «استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا» قال عمر: فهلا استزدته؟ قال: «قد استزدته فأعطاني هكذا».

فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا الثناء عليهم والمدح لهم، كما قال قتادة بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس سرعة فقرأ هذه الآية «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، ثم قال من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها.

ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، «سورة المائدة: الآية 79»، ولهذا لما مدح الله تعالى هذه الأمة على هذه الصفات شرع في ذم أهل الكتاب وتأنيبهم.

وقال محمد الطاهر ابن عاشور في «التحرير والتنوير»، كنتم خير الأمم التي وجدت في عالم الدنيا، والمراد بالناس جميع البشر من أول الخليقة، وإنما قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله لأنهما الأهم في هذا المقام المسوق للتنويه بفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحاصلة من قوله تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ…)، «سورة آل عمران: الآية 104»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.