السائق و ميمي
كالمعتاد سائق الباص في طريقه من محطة إلى أخرى ، وبينما هو في طريقه توقف بإحدى المحطات ، صعد أحد الركاب وهو شاب عملاق كأنه بطل كمال أجسام ، وعلى وجهه علامات الشر قد تركت على وجهه أثار المشاكل .
فسأله السائق عن التذاكر . فأجابه والشرر يتطاير من عينيه : ‘ المعلم ( ميمي ) مابيدفعش تذاكر ‘، فتركه السائق على استحياء وتابع طريقه
وفي اليوم التالي ركب نفس العملاق ونظر إليه السائق برعب وسأله نفس السؤال بنبرة مرتعدة . فأجابه العملاق بغلظة : ‘ المعلم (ميمي) مابيدفعش تذاكر ‘ . وتكرر هذا المشهد مرات ومرات . نفس السؤال ونفس الإجابة . دون أن يتجرأ السائق أو حتى يفكر في مناقشة العملاق .
فارق النوم عين السائق وأصابته الكآبه والخجل من نفسه ومن الركاب اللذين ينظرون إليه على أنه جبان وبدأ يتغيب عن العمل في محاولة منه للهروب من المشكلة .
ولكنه قرر أن يواجه نفسه ويتحداها ، فذهب بجسمه النحيل وقامته القصيرة إلى إحدى مراكز التدريب وسجل نفسه في دورات تدريب كمال أجسام ،كونغفو ، جودو وكارتيه ، ومضت أشهر وهو يكافح ويناضل من أجل تحرير نفسه من الخوف حتى أتقن كل فنون الدفاع عن النفس ونال منها أشكال من الميداليات وألوان من الأحزمة .
حتى حانت لحظة المواجهة مع المشكلة . فعاد الى عمله المعتاد واتجه الى نفس المحطة ، وهو يبحث عن هذا العملاق وما أن صعدت الفريسة الباص حتى نهض السائق وسأله بنبرة يملؤها الثقة بالنفس : ‘ تذاكر’ ، فأجابه العملاق بنفس الطريقة : ‘المعلم ( ميمي ) مابيدفعش تذاكر’ .
فأمسك السائق بقميص العملاق من رقبته وسط ذهول الركاب وصاح بصوت عال وعينان تشتعل منهما النار .
المعلم ( ميمي ) مابيدفعش تذاكر ليه يعني ‘ ؟
فأجابه العملاق بصوت خافت :
المعلم ( ميمي ) معاه اشتراك ‘ !!!!!!!
من فن الإدارة : التأكد من وجود مشكلة قبل بذل أي مجهود لحلها
كثيرا ما نكرر مثل صنع هذا السائق فنضيع أوقاتنا في إيجاد حلول لمشاكل لا أصل ولا حقيقة لها وكانت بحاجة إلى شيء من النقاش اليسر أو الاستطلاع البسيط لتتضح المسائل فتتوفر الجهود وتتوفر الأموال وتستثمر الأوقات في أشياء أكثر أهمية