“باركليز” يتوقع المشاركة في 5 – 10 اكتتابات إقليمية
الخليج
قال مكرم عازار رئيس مجلس إدارة "باركليز" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ونائب رئيس مجلس الإدارة العالمي لقسم الخدمات المصرفية الاستثمارية إن البنك من المنتظر أن يشارك في إدارة عدد من 5 إلى 10 اكتتابات أولية عامة جديدة في المنطقة خلال ال 18 شهراً المقبلة . وأضاف خلال حوار مع ال "الخليج" أن أكثر من 5 من هذه الاكتتابات في الإمارات، وتتضمن شركات من قطاعات مختلفة . وأكد أن وضع السوق في الوقت الحاضر مشجع على الاكتتابات الأولية العامة في ظل وفرة السيولة، والتحسن القوي واللافت في مستويات الثقة . وتحدث عن الأداء الاقتصادي القوي لدبي لافتاً إلى التحسن السريع والتعافي العميق والمفاجئ للقطاعات الاقتصادية المختلفة في الإمارة من تبعات الأزمة المالية العالمية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على العديد من القطاعات الاقتصادية، وصب في صالح القطاع المصرفي في الدولة بصفة عامة . وفيما يلي نص الحوار:
ما خطط البنك للفترة المقبلة؟
– سوف نواصل التركيز على الأقسام الرئيسية التي نملك فيها نقاط قوة واضحة وعلى رأسها المصرف الاستثماري والخدمات المصرفية للشركات وإدارة الثروات والاستثمار، فهذه الأقسام التي حققنا فيها نجاحاً وتميزاً في دولة الإمارات . ونحن نقوم بالتوسع والاستثمار في هذه الأقسام الثلاثة .
من جهة أخرى، قمنا مؤخراً ببيع الأعمال التي لم تكن أساسية بالنسبة لنا في الإمارات وهو قسم الخدمات المصرفية للأفراد .
هل يمكن أن تطلعونا على مستويات النمو؟
– باستطاعتنا القول إن قطاعات الأعمال الأساسية لدينا سجلت على مدى السنوات القليلة الماضية نمواً لا يقل معدله عن 10% سنوياً، وهو معدل أكثر من جيد .
تشهد الإمارات نمواً لافتاً في حركة أسواق الرساميل والأسهم، ما حفز نمو الاكتتابات الأولية العامة، فما هي توقعاتكم على هذا المستوى، وما حجم مشاركتكم في هذه الاكتتابات؟
– صحيح، هناك نمو قوي ولافت على مستوى أسواق الرساميل المختلفة من إصدارات سندات وأسهم، ونحن نلمس طلباً قوياً من العملاء في الإمارات والمنطقة على مدى ال 18 شهراً الماضية . شاركنا في إدارة عدد من الاكتتابات الأولية العامة الناجحة في الإمارات والمنطقة في الفترة الماضية، بالمجمل أدرنا 9 اكتتابات ناجحة في المنطقة في العام الماضي .
كما قمنا بالمشاركة في إدارة صكوك "داماك" وعدد من إصدارات الدين لبنك "أبوظبي التجاري" و"ماجد الفطيم"، إضافة إلى إصدارات أخرى في إفريقيا .
وعلى مستوى أنشطة الدمج والاستحواذ شاركنا في عدد من الصفقات في الإمارات والمنطقة، ولدينا عدد من الصفقات قيد التحضير في المنطقة للمرحلة .
وفيما يتعلق بخدمات الإقراض أبرمنا 16 قرضاً معلناً في العام الماضي، و9 صفقات رئيسية هذا العام مع مزيد من الصفقات قيد التحضير في 2024 .
وماذا عن الاكتتابات الأولية العامة قيد التحضير لديكم؟
– لدينا الكثير من الصفقات قيد التحضير يتراوح عددها بين 5 إلى 10 اكتتابات أولية عامة في المنطقة، ومن المنتظر إتمام عمليات الاكتتاب هذه في غضون ال 18 شهراً المقبلة . وأغلبية هذه الاكتتابات، أو أكثر من 5 منها ستكون في الإمارات، وما استطيع قوله هو إنها في قطاعات مختلفة .
ومن المؤكد أن وضع السوق اليوم مع وفرة السيولة والعودة القوية لمستويات الثقة يبدو مشجعاً للغاية لسوق الاكتتابات الأولية العامة التي تبدو اليوم من الخيارات المغرية للشركات للحصول على تمويل .
ما هو برأيكم اليوم خيار التمويل الأكثر إغراء للشركات؟
– الأمر ليس دوماً مرتبطاً بالتسعير وإنما بطبيعة التمويل الذي تحتاج إليه الشركة وظروفها . فالتمويل عبر السندات أقل تكلفة من الاكتتاب الأولي العام، لكن ما يفرض القرار في نهاية المطاف على الشركة هو احتياجاتها الأساسية .
ما توقعاتكم للأداء على مستوى خدمات الشركات في المرحلة المقبلة بصفة عامة؟
– العديد من عملاء الشركات والمؤسسات يحتاجون إلى خدمات المصرف الاستثماري، وعلى مستوى الشركات نلمس نمواً لافتاً مع تحسن مستويات الثقة بصورة لافتة وعودة الشهية للتوسع والنمو . كما نرى نمواً في الرغبة في التوسع في الخارج، وخاصة في إفريقيا، في قطاعات البنية التحتية والسلع والمعادن والخدمات المالية . وهناك كذلك اهتمام في آسيا وبخاصة دول مثل الصين والهند وإندونيسيا .
كيف ترون الأداء الاقتصادي لدبي؟
– لا شك في أن أداء السوق بشكل عام قوي، فالتعافي من تبعات الأزمة المالية كان سريعاً وعميقاً بشكل مفاجئ، ونحن نلمس قوة التعافي وعلى مستوى مختلف القطاعات الاقتصادية في الإمارة .
ومن جهة أخرى نرى أداء قوياً لأسواق الأسهم، كما أن العديد من الشركات تخطط للإدراج في الأسواق المحلية . وما يحتاج إليه السوق في المرحلة المقبلة هو نمو عدد الشركات وتنوع عدد القطاعات المشاركة فيه .
وكذلك شهد سوق العقارات تعافياً قوياً، والمؤشرات تدل على أداء صحي في المرحلة المقبلة خاصة مع استضافة إكسبو 2024 والتحضيرات اللازمة للحدث .
وما رؤيتكم لأداء القطاع المصرفي؟
وضع القطاع المصرفي بالإمارات صحي، فالبنوك التي كان لديها مشاكل في أعقاب الأزمة المالية العالمية عملت على تصحيح أوضاعها وتنظيف حساباتها، كما أن البنوك هنا تفيد من النمو الاقتصادي القوي للقطاعات المختلفة .
كيف تقوّمون أنفسكم؟
– نحن نحظى بالعديد من أوجه القوة في مجال الخدمات المصرفية للشركات، وقد حققنا نمواً يتعدى 20% في هذا القسم .
ما هي برأيكم التحديات الأبرز على مستوى الاقتصاد العالمي؟
– الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة جيد بشكل عام، أما بالنسبة لأوروبا فالقصة تختلف قليلاً حيث إن الأداء الاقتصادي يتفاوت من دولة إلى أخرى . وبالنسبة للأسواق الناشئة فهناك أيضاً أداء متفاوت، فعلى سبيل المثال كان أداء روسيا الاقتصادي قوياً حتى تفجرت الأزمة في أوكرانيا . وكذلك كانت الحالة في آسيا التي يتوقع البعض أن تأخذ في التباطؤ في الأداء نسبياً في المرحلة المقبلة . لكن بشكل عام الأداء الاقتصادي العالمي إيجابي .
ما توقعاتكم لمنطقة الشرق الأوسط؟
– الخليج يسجل مستويات أداء متميزة، لكن الوضع في بقية المنطقة متفاوت مع تعاف نسبي في مصر، وأداء جيد في دول أخرى .