شهدت أسواق المال المحلية والخليجية موجة تراجع جديدة، أسهمت في انخفاض أسعار الأسهم المحلية إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 8 أشهر، وكبدتها خسائر بقيمة 18.6 مليار درهم، تحت ضغط من عمليات بيع مكثفة على أسهم العقار، نفذتها محافظ أجنبية، ثم عادت للشراء في نصف الساعة الأخيرة، ما قلص من تراجعات المؤشرات العامة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين قبل إغلاق التعاملات.
واجتاح الهبوط مؤشرات أسواق المال الخليجية مجتمعة، وفي مقدمتها مؤشر سوق دبي تراجع بنسبة 3.52% وتبعه تراجع مؤشر مسقط 3.26%، كما هبط مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 2.35% وتلاه مؤشر سوق قطر بتراجع 2.31% ومؤشر سوق الكويت السعري بتراجع 1.95% والسوق السعودي 1.83% وكان البحريني الأقل تراجعاً نسبته 0.34%.
وهبط مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية السلع بنسبة -2.35% ليغلق على 4640 نقطة.
وعلى صعيد السيولة فقد تم تداول ما يقارب 720 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.9 مليار درهم خلال نفذت من خلال 15423 صفقة.
وقال حسام الحسيني الخبير المالي إن التراجعات المسجلة لم تكن لتصل لهذه النسبة لولا استمرار تحكم الأجانب في التعاملات وغياب دور اللاعب المحلي، مشيراً إلى أن انخفاض أسعار الأسهم القيادية كان مبالغاً بها لذا رأينا دخول سيولة في نهاية الجلسة استغلت هبوط الأسعار وقامت بالشراء، ما قلص من الخسائر.
سوق دبي
وتفصيلاً، لم يكن ما حدث في سوق دبي المالي من انخفاض متوقع حتى من قبل أكثر المحللين تشاؤماً، حيث انطلقت الأسهم في هبوط حاد دفعت بأسعار عدد كبير إلى بلوغ مستوى جديد من التراجع يعد الأول من نوعه منذ نحو 8 أشهر على أقل تقدير وسط ارتفاع وتيرة عمليات البيع على أسهم الشركات القيادية، ما زاد من حالة الإرباك التي يعاني منها السوق.
ومع الهبوط الكبير المسجل في الأسهم فقد وصلت الأسعار إلى مستويات مغرية جداً للشراء، ما شجع على دخول سيولة ذكية في نصف الساعة الأخيرة، الأمر الذي أسهم في تقليص الخسائر وبأكثر من 50% من الحد الذي وصلت إليه في أول ساعتين من عمر الجلسة.
سهم إعمار
وكان مفاجئاً الانخفاض الكبير الذي شهده سهم إعمار خاصة بنسبة الخسارة التي وصلها ودفعت به للتخلي عن مستوى 8 دراهم للمرة الأولى منذ أشهر عدة، ما خلق حالة من الهلع في السوق أسهمت في زيادة حدة تراجع السهم الذي هوى إلى 7.50 دراهم فاقداً أكثر من 9% من قيمته وسط انتظار الجميع لإغلاقه بالحد الأدنى المسموح به يومياً لكن ما حدث في نصف الساعة الأخيرة من عودة قوية لطلبات الشراء عليه دفعته من جديد للارتداد وبدء تعويض جزء من خسائره حتى تمكن في النهاية من الإقفال عند مستوى 8.02 دراهم بتراجع نسبته 3.6% فقط. وبلغت قيمة الصفقات المبرمة على السهم أكثر من 588 مليون درهم مواصلاً تصدره لقائمة أكثر الأسهم نشاطاً في السوق.
ومع تقليص إعمار خسائره والعودة إلى فوق مستوى 8 دراهم فقد انعكس ذلك على بقية الأسهم التي أخذت بالارتداد من أدنى قاع بلغته خلال الجلسة وأغلق أرابتك عند 3.40 دراهم بانخفاض نسبته 6.6% بعدما وصل في فترة من فترات التداول إلى 3.28 دراهم وكاد يصل إلى الحد الأدنى المسموح به، وتجاوزت قيمة التداولات عليه 311 مليون درهم، وكذلك كان الوضع بالنسبة لسهم الاتحاد العقارية الذي أقفل عند 1.22 دراهم بخسارة نسبتها 5.4% بعدما وصل في النصف الأول من الجلسة إلى 1.17 دراهم. ولحق به دريك اند سكل إلى 98 فلساً وديار 0.909 درهم وخالف سهم إعمار مولز اتجاه القطاع وتمكن من الارتفاع إلى 2.98 درهم بعد أن كان متراجعاً إلى 2.90 درهم.
قطاع البنوك
وواصل قطاع البنوك ممارسة المزيد من الضغط وهبط بنك الإمارات دبي الوطني 4% إلى 8.20 دراهم في حين خسر سهم بنك دبي الإسلامي 5.4% من قيمته مغلقاً عند 6.62 دراهم. وتكبد سهم السوق خسائر بنسبة 5% دفعته للتراجع لمستوى 2,10 درهم فيما انخفض سهم دبي للاستثمار بنسبة 4.1% إلى 2.52 درهم، وهبط العربية للطيران إلى 1.52 درهم، كما تخلى تبريد عن 4.1% من قيمته مغلقاً عند 1.16 درهم وأمانات عن 2.2% إلى 0.909 درهم. ونجح أرامكس بالسير بعكس الاتجاه مرتفعاً إلى 3.06 دراهم.
ومع ختام التعاملات تمكن المؤشر العام من تقليص خسائره إلى 3.52% مغلقاً عند 3888 نقطة بعدما وصلت في النصف الأول إلى اكثر من 7% .
وعلى صعيد السيولة فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة في جلسة أمس 1.5 مليار درهم تقريباً وعدد الأسهم المتداولة 547 مليون سهم نفذت من خلال 11575 صفقة. وواصل اللون الأحمر الاستحواذ على المساحة الأكبر من شاشة العرض عقب إغلاق أسهم 29 شركة على تراجع من إجمالي أسهم 32 شركة جرى تداولها في حين لم ترتفع سوى أسعار أسهم شركتين وحافظ سهم شركة واحدة على سعره السابق.
من جانب آخر سيطرت السلبية على تعاملات بورصة ناسداك دبي وانخفض سهم موانئ دبي العالمية إلى 21.19 دولاراً وتبعه سهم الإمارات ريت إلى 0.532 سنت.
سوق أبوظبي
وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية تضاعفت وتيرة التراجع تحت ضغط من زيادة سلبية بعض اسهم البنوك والعقار التي خسرت المزيد من قيمتها وأغلق المؤشر العام عند مستوى 4582 نقطة بتراجع نسبته 2.01% مقارنة مع جلسة أمس الأول.
واستمر سهم بنك الخليج الأول بالضغط على سوق العاصمة بعدما هبط بنسبة 4% إلى 17.10 درهماً وانخفض بنك أبوظبي الوطني إلى دون مستوى 13 درهماً مجدداً مغلقا عند 12.80 درهماً، كما هبط بنك أبوظبي التجاري 6.85 دراهم ومصرف أبوظبي الإسلامي 5.75 دراهم والاتحاد الوطني 5.76 دراهم وسار سهم بنك رأس الخيمة الوطني بعكس اتجاه القطاع صاعداً بنسبة 4.5% إلى 8.99 دراهم، وخسر سهم الواحة نحو 3.7% من قيمته هابطاً إلى 2.86 درهم. وارتفعت خسائر قطاع العقار ودفعت بجميع الأسهم إلى مستويات جديدة من التراجع بقيادة الدار المنخفض بنسبة 4.7% إلى 2.83 دراهم وتبعه سهم إشراق بنسبة 6.7% إلى 83 فلساً ورأس الخيمة العقارية بنسبة 5% إلى 77 فلساً، أما في قطاع الطاقة فقد تراجع دانة غاز بنسبة 3.4% إلى57 فلساً وأبوظبي للطاقة بنسبة 3.2% إلى 90 فلساً.
ولم تتجاوز قيمة التداولات 118 مليون درهم وعدد الأسهم المتداولة 45 مليون سهم نفذت من خلال 1254 صفقة. ومن إجمالي أسهم 24 شركة جرى تداولها تراجعت أسعار أسهم 22 شركة فيما ارتفعت أسعار أسهم شركتين.
مبيعات للأجانب في دبي
بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب في سوق دبي المالي أمس 327.860 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 304.330 مليون درهم، كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين 281.690 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 284.440 مليون درهم، أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 117.440 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 192.920 مليون درهم خلال الفترة نفسها. ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 726.990 مليون درهم لتشكل ما نسبته 49.550% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 781.690 مليون درهم لتشكل ما نسبته 53.280% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 54.700 مليون درهم محصلة بيع.
إفصاحات
الموافقة على قيد دبي باركس
وافقت هيئة الأوراق المالية والسلع على قيد شركة دبي باركس أند ريزورتس ضمن فئة الشركات المحلية. وبذلك يصبح عدد شركات المساهمة العامة المقيدة لدى الهيئة (123) شركة منها (109) شركات محلية و(14) شركة أجنبية.
وتجري اليوم عملية إدراج دبي باركس في سوق دبي المالي كرابع إدراج في السوق خلال العام الجاري بعد ماركة وإعمار مولز وأمانات.
الواحة تستهدف استثمار 4 مليارات درهم
أعلنت شركة الواحة كابيتال أنها تستهدف ضخ حوالي 4 مليارات درهم استثمارات في قطاعات الصحة والتعليم، الطاقة والبنية التحتية، والنفط والغاز.
وأوضحت الشركة خلال عرض تقديمي لكبار المساهمين أنها تستهدف استثمار 500 مليون درهم في مجال الرعاية الصحية.
وتوقعت الواحة أن تنمو استثمارات سوق الرعاية الصحية في الإمارات 13% خلال الفترة من 2024 وحتى 2024 لتصل إلى 19 مليار دولار.
ورصدت الواحة كابيتال 500 مليون درهم للاستثمار في مجال التعليم، وقالت الشركة إنه من أعلى القطاعات التي تشهد طلباً في الإمارات والخليج.
وقالت الواحة إنها تستهدف التوسع أفقياً ورأسياً في مجال النفط والغاز، وتستهدف الشركة ضخ استثمارات بحوالي 2 مليار درهم.
الخليجية للاستثمارات تفند تقارير إعلامية
أعلنت الشركة الخليجية للاستثمارات العامة أنها لم تتلق أية اتصالات أو رسائل رسمية من أية جهة. وقالت الشركة، في بيان نشر على موقع سوق دبي أمس رداً على بعض التقارير الإعلامية فيما يخص عملها خارج الدولة إنه في حال ورود أية رسائل سوف يتم التعامل معها وفقاً للقانون.
وفي بيانها لسوق دبي، قالت الشركة إنها قد رفعت قضايا ضد مستثمرين وشركات أردنية في الإمارات والأردن، وهي منظورة أمام القضاء الإماراتي والأردني.
وأضافت الشركة إن هذه الأمور لن يكون لها تأثير "من قريب أو بعيد" على حركة تداول أسهم الشركة في سوق دبي.
ويتمثل النشاط الرئيسي للشركة في إقامة المشروعات الصناعية، وممارسة كل أنواع الاستثمار في مختلف الأنشطة، ويبلغ رأسمال الشركة 1.79 مليار درهم مقسمة إلى 1.79 مليار سهم بقيمة اسمية درهم واحد.