حجاج يطالبون بالتحقيق في معاناتهم بمخيم منى
أبوظبي – وحيد إبراهيم:
دعا عدد من حجاج الدولة الجهات المختصة إلى دراسة المشكلات التي واجهتهم، وسببت لهم الكثير من المعاناة في مخيم منى، ومن أبرزها تعطل المكيفات وانقطاع الكهرباء والترتيب الخانق لوضع الخيام متلاصقة داخل المخيم، من دون مساحات كافية بينها والاكتفاء بممرات ضيقة لاتسمح لشخصين بالمرور معاً في الممر من دون أن يضطر أحدهما إلى انتظار مرور الآخر ما سبب العديد من الحرج للنساء .
تساءل هؤلاء الحجاج عن دور المفتشين في تنظيم وترتيب المخيم بالصورة التي تليق بالحجاج قبل وصولهم، والتأكد من عمل المكيفات بصورة جيدة في هذا الطقس الحار، الذي وصلت درجة حرارته إلى 44 درجة ما كان له أصعب الأثر في نفوس الحجاج، نتيجة معاناتهم وهم يتصببون عرقاً في هذا الجو الخانق .
أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ل "الخليج" اهتمام الهيئة بملاحظات الحجاج، معرباً عن خالص الشكر والعرفان للجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لإنجاح موسم الحج هذا العام في ظل الرعاية الكريمة والجهود الجبارة لحكومة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وقال إن انقطاع الكهرباء جاء من خارج المخيم، نتيجة الحمولات الزائدة حيث انقطعت الكهرباء لمدة ساعة ونصف الساعة يوم الثامن من ذي الحجة، ثم تكرر الانقطاع مرة أخرى نتيجة احتراق المولدات بسبب ضغط الحمولة من الثلاجات وأفران المطابخ والسخانات وماكينات المشروبات الساخنة داخل المخيم وغيرها .
وقال: أما فيما يتعلق بالتكييف، فنحن نتسلمه مع المخيم وتلك المكيفات لا تبرد مع الرطوبة، وكنا قد اقترحنا تركيب مكيفات من عندنا، لكن جهات الاختصاص المسؤولة عن المخيمات رفضت طلبنا فقمنا بتوفير 200 مروحة لنتغلب على هذه المشكلة .
وأضاف الكعبي : أما فيما يتعلق بضيق المساحة داخل المخيم ووجود ازدحام شديد، فكان نتيجة وجود أعداد زائدة على سعة المخيم من حجاج الدولة، واضطررنا لاستيعابهم ، فالمساحة كانت مخصصة ل 4982 حاجاً، هم حصة الدولة هذا العام، وفوجئنا بضعف هذا العدد ولم يكن أمامنا إلا استيعاب الجميع .
وقال رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: لا توجد دولة تقدم لجان العمل في موسم الحج، مثلما تقدمه لجان الحج بالدولة التي تحرص كل الحرص على المتابعة وتقديم كل ما من شأنه تحقيق راحة الحجاج، لكن عندما تكون الأمور خارج إرادتنا فالله المستعان، مشيراً إلى أنه مع وجود هذه الزيادة الكبيرة في الأعداد، اضطررنا إلى توفير أعداد إضافية من عمال النظافة خاصة في الحمامات، يعملون على مدار 24 ساعة من أجل راحة الحجاج .
وأوضح أن الهيئة سوف تعقد ورشة عمل وعصف ذهني في شهر نوفمبر تشرين الثاني القادم، لدراسة الملاحظات بحضور عدد من أصحاب الحملات من أجل تحقيق ما يصب في المصلحة العامة .
وأعرب الكعبي عن خالص الشكر والعرفان لقيادتنا الرشيدة، على دعمها المتواصل ورعايتها للحجاج منذ مغادرتهم الدولة، حتى عودتهم سالمين إلى أرض الوطن .
وقال الحاج أحمد ناصر: كنا نتمنى أن يكون الاهتمام بالمخيم وبأمور الحجاج أكثر مما شهدناه، فقد كان الكثير من المخيمات لدول أخرى حولنا ظروفها أفضل منا بكثير وتنظيم الخيام فيها أفضل ويتيح لسكانها التحرك بصورة أفضل في ممرات متسعة المساحة ليست بالتصميم السيئ، كما في مخيمنا الذي دفع العديد من النساء إلى عدم الخروج إلا مضطرات .
وتساءل الحاج ناصر: أين دور اللجان المختصة؟ وهل تفقدوا وضع المخيم قبل وصول الحجاج إليه وكانوا راضين عن أحواله، أم أنهم غير معنيين طالما أن مقرهم كان خالياً من تلك المشكلات التي دفعت بأحد الإخوة الخليجيين في مخيم مجاور لمخيم الإمارات الى القول مازحاً "يبدو أن حجاج الإمارات لم يسددوا فاتورة الكهرباء فتم قطعها عنهم" .
وتقول الحاجة أم راشد: كنا نأكل داخل الخيمة في ظلام حالك، فالمكيفات معطلة وكهرباء تنقطع بين الحين والآخر، وأحوال المخيم لاترضي عدواً ولا حبيباً فإذا ما عادت الكهرباء بعد الانقطاع أصابتنا لعنة تعطل المكيفات، التي جعلتنا نتصبب عرقاً حتى اضطرت الحملات إلى الاستعانة بمراوح من الأحجام الكبيرة التي تصيب الإنسان بالمرض، نتيجة توجيهها الهواء نحوه بصورة مباشرة، ما زاد من نسبة الإصابة بالزكام بين الحجاج ، فضلاً عن الممرات الضيقة التي كانت تقيد حركتنا وتحد من خروجنا من الخيام حتى تمنينا لو يعيدوننا إلى مكة لنستريح من هذه المأساة .
وتطالب الحاجة أم راشد بالتحقيق في هذه المشكلات والأوضاع المزرية في المخيم ، ومن المسؤول عن هذا المستوى المتدني متسائلة عن الدور الذي قام به المفتشون واللجان المختصة قبل أن تقع الفأس في الرأس .
وقال الحاج محمد المهيري: لم نكن نتوقع أن يكون مستوى المخيم بهذه الصورة غير اللائقة، فقد كان من المفروض على اللجان المختصة أن يتأكدوا من استقرار الأوضاع قبل وصول الحجاج من الإمارات، من حيث تنظيم وترتيب وضع الخيام، وحالة المكيفات وغيرها، وإلا فما هو دورهم وواجبهم؟