خلل النظام التعليمي وراء تفاقم مشكلة البطالة
تضم مجالس الأجندة العالمية مجموعة تعنى بالأوضاع الإقليمية في المناطق المختلفة بالعالم . وتضمن تقرير مجالس الأجندة العالمية2020 آراء تعنى بالأوضاع والمتطلبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . وقال التقرير إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي منطقة "عوامل التفوق" فعلى الرغم من نمو القوى العاملة
فيها بأسرع إيقاع سنوي في العالم (7 .2% سنوياً في الأعوام العشرة الماضية)، إلا أن معدل البطالة في دولها مرتفع ويصل إلى 25% من إجمالي السكان .
تعد هذه مشكلة كبيرة لا شك، واتفق المشاركون في مجلس الأجندة المعني بشؤون المنطقة باعتباره التحدي الأكبر الذي تواجهه دول المنطقة إضافة إلى إدارة التحولات السياسية والتوتر الاجتماعي . وتعزو الدكتورة رولا دشتي الوزيرة السابقة لشؤون التخطيط والتنمية في الكويت، مشكلة البطالة بين الشباب إلى خلل نظام التعليم وعدم فاعليته، وعدم تماشيه مع متطلبات أسواق العمل إضافة إلى النمو المطرد في القوى العاملة .
وقالت في التقرير: "للأسف فإن هذا الأصل أو هذه الثروة الديموغرافية أصبحت عبئاً ديموغرافياً . وأضافت لافتة إلى الحاجة للبدء في العمل على خفض معدلات النمو هذه لأنها ستصبح خارج نطاق التغطية إن جاز التعبير، وليس فقط على مستوى خلق فرص العمل اللازمة ولكن حتى من حيث نوعية العيش .
الإصلاحات والتحفيز
وما من شك هناك في أن الإصلاحات حتى الآن أخفقت في تحفيز فاعلية أكبر على مستوى القطاع الخاص لتعزيز النمو الاقتصادي، كما أن القطاع الحكومي يقوم بتعيين النسبة الأكبر من الشباب .
ويمثل القطاع الحكومي في مصر والأردن نسبة تزيد على 35% من القوى العاملة . وترى دشتي أن الإصلاحات الوافية يجب أن تضمن نمواً مستداماً في فرص العمل، وتفعيل نظم التعليم والتدريب وتعزيز مرونة سوق العمل .
وقالت: "من المهم خلق الفرص على مستوى ريادة الأعمال وتوفير دعم أكبر للشركات المتوسطة والصغيرة، وتوفير سياسات تدعم نمو القطاع الخاص والاستثمار، وتكفل عدالة توزيع هذا النمو بين الجميع" .
دعم ريادة الأعمال
ويتعين على حكومات المنطقة البحث عن الطريق الأمثل لدعم روح ريادة الأعمال، ولكن للقيام بذلك يجب إيصال الرسالة للعامة بأنهم المستفيد الأكبر من هذا الأمر، من كفالة وضع صحي للقطاع الخاص . فالعديد من المواطنين في دول المنطقة يؤمنون بأن نمو القطاع الخاص سوف يأتي على حسابهم .
وقالت دشتي إن الناس في المنطقة وبشكل عام لا يرون مستقبلاً مشرقاً أمامهم . فما يرونه هو الافتقار إلى فرص النجاح ومستويات معينة متدنية ما يؤدي إلى تفتت المجتمع" . وترى أن هناك زيادة في الانقسام الاجتماعي في المنطقة ، الأمر الذي يتطلب إصلاحات اجتماعية وسياسية تتزامن مع جهود الإصلاح الاقتصادي . وحذرت من تصعد التوتر السياسي في المنطقة نتيجة المشكلات التي تعانيها قائلة: "رأينا بالفعل ثورات تتفجر في دول عدة بالمنطقة، وهناك دول أخرى على المحك، فإن لم تكن هناك مواجهة مباشرة للتحديات المؤرقة في المنطقة سوف يتفاقم وضع التوتر السياسي والمجتمعي" .
اعتبروا القمة نقطة انطلاقة حيوية
اقتصاديون مصريون يثمنون جهود الإمارات
القاهرة – "الخليج":
ثمن خبراء اقتصاد مصريون الجهود التي تبذلها الإمارات في دعم الأنشطة الاقتصادية الإقليمية والدولية، معتبرين أن قمة مجالس الأجندة العالمية لهذا العام، والتي تبدأ أعمالها اليوم في دبي تأتي في إطار تلك الجهود التي تسعى الإمارات من خلالها إلى خدمة الاقتصاد المحلي والإقليمي والدولي .
وأعربوا عن إيمانهم بأن النتائج التي تخرج بها القمة سوف تسهم بدرجة كبيرة في علاج الكثير من المشكلات، وتضع حلولاً لعقبات تعاني منها الدول المختلفة في كل القطاعات .
وقال أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية د . محمود حجازي: إن قمة دبي التي تشهدها دبي اليوم تمثل أهمية اقتصادية كبيرة، ليس فقط على مستوى المنطقة، ولكن أيضاً على المستوى الدولي، نظراً لما تناقشه من موضوعات تتعلق بقطاعات مختلفة منها الطاقة والإعلام والسياحة والتغير المناخي، وغير ذلك من القضايا التي تطرح نفسها على الساحة الدولية .
وأكد حجازي أن أهمية القمة تأتي من باب المشاركة الدولية فيها ونوعية الموضوعات التي تناقشها، حيث يشارك فيها شخصيات عالمية لها دورها البارز في المجالات المختلفة وإسهامات من شأنها العمل على الارتقاء بالاقتصاد الدولي .
ولفت أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة د . سعد الشريف إلى أن القمة التي تنظمها دبي بالتعاون مع المنتدى العالمي "دافوس"، تعتبر حدثاً اقتصادياً مهماً ينبغي تسليط الضوء عليه بشكل أوضح، حتى تصل أعماله ونتائجه ويتم تعميمها على نطاق واسع، نظراً لما لها من نتائج إيجابية، لافتاً إلى أن دبي تتميز بموقعها العالمي، وأيضاً كفاءتها الاقتصادية مما جعلها مركزاً لإطلاق المبادرات الاقتصادية العالمية، التي أسهمت وبشكل كبير في التغلب على كثير من المشكلات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية .
ودعا د . صلاح الجندي أستاذ الاقتصاد جامعة المنصورة إلى أن تكون مثل هذه القمم فرصة لتبادل الخبرات وتقديم الحلول الاقتصادية في كثير من البلدان، خاصة أن الذين يشاركون فيها لهم باع طويل وخبرة تكفي، لأن تكون توصياتهم جديرة بالتطبيق وتعامل الحكومات معها بمنطق ضرورة التنفيذ .
وقال الجندي: إن الاقتصاد العالمي يعاني مشكلات كثيرة أهمها أزمة الطاقة التي تمثل صمام الأمان، وعنصراً أساسياً للاقتصاد، وأن قمة مجالس الأجندة العالمية لهذا العام التي يتم تنظيمها بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، المعروف باسم "دافوس"، تشكل أهمية كبيرة خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها اقتصاديات المنطقة والعالم، معربا عن ثقته في انتهاء القمة إلى نتائج اقتصادية إيجابية تخدم كثيرا من القطاعات، خاصة أن القضايا المطروحة عليه كثيرة والمشاركون فيها متعددون .
قمة مجالس الأجندة العالمية
تجمع قمة مجالس الأجندة العالمية أكثر قادة الفكر ارتباطاً بشبكة المنتدى الاقتصادي العالمي من مجالس الأجندة العالمية، وتتكون تلك المجالس من 80 مجموعة تضم خبراء من المؤسسات الأكاديمية والشركات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والحكومية، بهدف تعزيز المعرفة والتعاون في تدارس أهم القضايا التي تسهم في بلورة الأجندات العالمية والإقليمية الصناعية .
يشارك في القمة أكثر من 900 من أعضاء الشبكة في ورش عمل تفاعلية وجلسات حوارية لتوفير رؤية شاملة وطرح توصيات خاصة بعدد من التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم اليوم . وتشهد القمة انعقاد أول اجتماعات دورية 2024-،2016 حيث ستشهد اجتماعات المجالس لأول مرة لوضع أهداف وأسس المرحلة المقبلة خلال العامين المقبلين .
ومضات حول مجلس الأجندة العالمية
مجلس الأجندة العالمية والتقنيات الناشئة، تنشر قائمة المجلس لأفضل عشر تقنيات ناشئة في فبراير من كل عام عقب اللقاء السنوي في دافوس، وأصبحت هذه القائمة واحدة من أكثر منشورات المنتدى الاقتصادي العالمي قراءة . وتتضمن قائمة هذا العام عدداً من التقنيات الأحدث على مستوى العالم التي نجحت في ترسيخ مكانتها في الصناعة، وتتضمن تقنية تخزين طاقة الشبكات الكهربائية، والأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء وتعدين المعادن النفيسة من مياه البحر . وتستفيد من هذه القائمة الحكومات والشركات الرائدة في تعريف الاستراتيجيات وصناعة القرارات الاستثمارية . وسيتوفر أعضاء المجلس لإجراء المقابلات والإحاطات الإعلامية خلال اللقاء .
مجلس الأجندة العالمية ومستقبل الحكومات: في يونيو ،2014 أطلق المجلس، بالشراكة مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، تقرير "التكنولوجيا ومستقبل الحكومات" الذي يستعرض مقدرة التقنيات على تعزيز الأداء والجهد الحكومي لتخفيض مسببات الفساد والبيروقراطية والارتقاء بمستوى التمثيل السياسي، وتقديم الخدمات والثقة والقيادة والأمن والابتكار . ويسلط التقرير الضوء على أفضل الممارسات الحكومية من حول العالم في هذه الحقبة الرقمية .
مجلس الأجندة العالمية ومستقبل السياحة والسفر: أنجز المجلس العديد من الأعمال تجاه تعزيز إجراءات تأشيرات الدخول المجاني إلى المناطق التي كانت تعاني تراجع النمو والتطوير بسبب الإجراءات الحدودية التعسفية، وكذلك تعزيز نمو المحاور الرئيسية للطيران في منطقة الخليج وغيرها .
وتم تضمين إطار عمل حول التأشيرات الذكية في قمة مجموعة العشرين تحت قيادة المكسيك . وعمل المجلس أيضاً على إبرام اتفاقيات تأشيرات ذكية إقليمية مثل ما حدث في إفريقيا .
مجلس الأجندة العالمية والتنافسية: لطالما كانت المدن هي المحرك الرئيسي وراء الإنتاجية والتنمية عبر التاريخ، وستستمر في القيام بهذا الدور الضروري في التنمية المستقبلية والتنافسية للأمم والمناطق . وفي أغسطس ،2014 أطلق المجلس تقرير تنافسية المدن، الذي يمثل تصنيفاً لمحركات التنافسية في المدن، وكذلك عدد من دراسات الحالة، وذلك بهدف إلهام وتحفيز قادة المدن، والقطاع الخاص والمجتمع المدني للعمل معاً على معالجة أهم تحديات التنافسية التي تواجهها المدن اليوم .
المدن الذكية: مع تساريع التطوير الحضري على مستوى العالم، يعكف المجلس على استكشاف تقنيات يمكن الاستفادة منها لترسيخ عناصر الذكاء في المدن، بما يحافظ على مستويات الزخم الاقتصادي، وتخفيف وطأة الهجرة إلى الحضر .
النظام المالي العالمي: بينما تتطلع كل من أبوظبي ودبي إلى تعزيز سجل إنجازاتها كمراكز مالية عالمية، يعمل المجلس على تعزيز مرونة النظام المالي العالمي .
فعاليات أخرى
نظرة مستقبلية على الأجندة العالمية: تم تجميعها عبر مقابلات شملت 1500 من خبراء العالم من الشركات والحكومات والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، ويدرج تقرير النظرة المستقبلية على الأجندة العالمية 2024 أفضل عشرة توجهات ستؤثر في مجريات العام المقبل .
وسيوفر المؤتمر الذي سيعقد في 9 نوفمبر فرصة للإعلاميين لطرح الأسئلة على معدي تقرير هذا العام والاستفسار منهم حول رؤيتهم للعام المقبل .
مؤشر قادة العالم 2024
يأتي هذا المؤشر كمبادرة جديدة تقيس مدى الثقة التي يتمتع بها القادة حول العالم في مختلف القطاعات والدول . ومع وجود موضوع تراجع الثقة في القيادات في صلب الأجندة العالمية، سيوفر هذا البحث الجديد للقادة معلومات قيّمة حول استعادة الثقة وتحسين التعاون .
أجندة الأعمال العالمية: تتكون من سلسلة من جلسات الإحاطة الإعلامية بحضور قادة أعمال كبار من دولة الإمارات وأعضاء شبكة مجالس الأجندة العالمية، وأجندة الأعمال العالمية، والتي ستتيح للتنفيذيين فرصة مشاركة أفكارهم حول جهود مؤسساتهم للمساهمة في تطوير عمل مجالس الأجندة العالمية .
جائزة رؤية مجالس الأجندة: ستقدم الجائزة لأول مرة لعدد من المجالس المختارة تكريماً لأعمالهم وجهودهم في وضع التصور والتصميم والترويج لفكرة مبتكرة لها تأثير قوي في المستوى العالمي والإقليمي والأجندة الصناعية . وستقدم الجائزة خلال الجلسة العامة للقاء . وسيقام مؤتمر صحفي بعد حفل توزيع الجوائز لإتاحة الفرصة لمقابلة أعضاء المجالس الفائزة .