فيما كشف جورانج ديساي الرئيس التنفيذي بالوكالة لبورصة دبي للذهب والسلع لـ « البيان الاقتصادي » عن أن البورصة تعتزم إدراج عقد الذهب الفوري قبل نهاية النصف الأول من العام الجاري.
ويشارك في المؤتمر الذي تسري فعالياته على مدار يومين متتاليين، ما يزيد على 470 ممثلاً عن شركات عاملة في مختلف مراحل الإمداد ضمن مجال تجارة وصناعة المعادن الثمينة من شتى دول العالم. ومن أبرز المحاور التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر دور الصين كأبرز مستهلك للذهب، ونشأة مركز «بان إيجا كليرنس هاب»، وأهمية احتياطيات المصارف المركزية من الذهب في دعم تطور مصارف الذهب والبنى التحتية لتداول الذهب، بالإضافة إلى حركة تدفق الذهب الذي تم تعدينه عبر طرق جديدة في الأسواق الناشئة.
ربط أسواق العالم
وأكد أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة في كلمته الافتتاحية أن دبي تشغل مكانة القلب من شبكة الارتباطات بين أسواق المعادن النفيسة حول العالم وهي ارتباطات آخذة في التحسن بشكل متواصل ومستمر. كما يقع مركز دبي للسلع المتعددة في قلب هذه المدينة التي يتزايد تألقها كمركز عالمي لتجارة المعادن النفيسة، الأمر الذي عزز قدرته على القيام بدوره الحيوي في تسهيل تدفقات السلع، بحيث أصبح بعد ثلاثة عشر عاماً من تأسيسه أكثر من مجرد مركز للتجارة، بأن أصبح قائداً عالمياً في تشكيل نمو العديد من القطاعات السلعية المُنخرط فيها.
مشروعان عملاقان
وقال ابن سليم إن مركز دبي للسلع المتعددة على وشك الاحتفال بانضمام العضو رقم 10 آلاف، مع فتح أبوابه لانضمام المزيد والمزيد من الأعضاء الجدد، مشيراً إلى أن هناك طلباً كبيراً على المساحات التجارية من جانب نطاق متسع ومتنوع من الشركات، بدءاً بالصناعات الصغيرة التي تتسارع وتيرة نموها بشكل كبير ووصولاً إلى الشركات الضخمة والعملاقة، مشيراً إلى أن المركز يعكف حالياً على تنفيذ مشروعين عملاقين للتماشي مع النمو الكبير في أعداد الشركات الساعية إلى اتخاذه مقراً لأنشطتها وأعمالها. أحدهما يتمثل في برج « jlt one» الذي يمثل معلماً آخر بارزاً، فهو عبارة عن برج زجاجي مربع في قلب المنطقة الحرة لمركز دبي للسلع المتعددة.
أما المشروع الثاني، فهو بناء برج « إكسبو 2024 » أطول برج تجاري في العالم. وتوقع أن يتم شغل برج « jlt one» بالكامل لدى افتتاحه أمام العاملين خلال الربع الثالث من العام الجاري، مع بدء استقبال المستأجرين خلال الصيف الجاري، كاشفاً عن أن مركز دبي للسلع المتعددة يمضي قدماً في تنفيذ مشروع برج « إكسبو 2024 »، حيث قارب على الانتهاء من وضع خططه في هذا المجال والتي من المقرر الإعلان عنها بحلول نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل.
وقال ابن سليم إن استضافة مؤتمر المعادن النفيسة لأربع مرات متتالية يعكس النمو الكبير الذي حققه المركز خلال السنوات الأربع الماضية، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أعداد الشركات المُسجلة من 5000 إلى 10 آلاف شركة في الوقت الراهن، زاد عدد أعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر دبي للمعادن النفيسة من 200 عضو إلى ما يزيد على 500 عضو، الأمر الذي جعل هذه الزيادة المطردة في أعداد المشاركين أحد المؤشرات الدالة على نمو مركز دبي للسلع المتعددة.
وقدر ابن سليم بأن حركة تصحيح أسعار الذهب قد شارفت على نهايتها مع انتهاء سياسة التيسير الكمي في الولايات المتحدة، وبدئها في أوروبا، مشيراً إلى أن أسعار الذهب في الوقت الراهن تبدو مُستقرة عند مُستوى 1200 دولار للأونصة.
عقد الذهب الفوري
ومن جانبه، كشف جورانج ديساي الرئيس التنفيذي بالوكالة لبورصة دبي للذهب والسلع لـ « البيان الاقتصادي » عن أن البورصة تعتزم إدراج عقد الذهب الفوري قبل نهاية النصف الأول من العام الجاري. مشيراً إلى أن المُنتج الجديد، سوف يكون أول عقد ذهب فوري، على صعيد منطقة الشرق الأوسط، يُتداول في البورصة، ويُسوى من خلال التسليم العيني لكميات الذهب.
وأوضح أن أحد الأهداف الرئيسية لإدراج هذا العقد، يتمثل في تدشين مؤشر مرجعي شفاف لسعر الذهب الفوري في دبي، هو ما يعزز مكانة المدينة، بوصفها واحدة من المراكز الأكثر شهرة وتألقاً في مجال تجارة الذهب، مشيراً إلى أن العقد سوف يسهم بشكل رئيسي في إنشاء سوق موازية بدبي للتداول على الذهب بناء على السعر الفوري، فضلاً عن أن العقد سوف يُمكن اللاعبين في السوق من المتاجرة على السعر الفوري للذهب، استنادا إلى معايير دبي في تسليم السلع، وذلك من خلال منصة تداول آمنة ومنظمة.
واعرب جورانج عن اعتقاده الجازم بأن العقد الجديد سوف يجتذب طلباً ضخماً، ليس على صعيد المنطقة فحسب، وإنما كذلك من جانب أسواق الذهب الكبرى حول العالم، ولفت إلى أن عملية تصميم العقد، قد أخذت في الحسبان الاحتياجات الخاصة للمشاركين في السوق، مؤكداً أن العقد الجديد سوف يلعب دوراً مهماً في تعزيز كفاءة المُتاجرة، وتدعيم عمق وسيولة السوق.
تغيرات كبيرة
شهد السوق العالمي للمعادن النفيسة تغييرات جذرية منذ عقد النسخة الثالثة لمؤتمر دبي للمعادن النفيسة في العام الماضي وحتى الآن. ويشهد السوق تطورات وتغييرات مُتسارعة، يبرز في مقدمتها حركة التصحيح الكبيرة لأسعار الذهب، وتواصل انتقال التجارة بشكل مُتزايد من الغرب إلى الشرق.
ويتطور مشهد صناعة الذهب في العالم بوتيرة سريعة خلال العامين الماضيين، مدفوعاً بمحركات رئيسية، تتمثل أبرزها في تزايد حركة انتقال تدفقات الذهب العيني من الغرب إلى الشرق، على نحو تجلى في قيام مدينة شنغهاي الصينية في العام الماضي بتطوير منطقة حرة، وإطلاق بورصة شنغهاي للذهب في سبتمبر من العام ذاته، الأمر الذي يبرهن على قوة الطلب الصيني على الذهب.